وَجَرِّدِ الفِعْلَ إِذَا مَا أُسْنِدَا لاِثْنَيْنِ أَوْ جَمْعٍ كَـ"َ فَازَ الشُّهَدَا "
وَقَدْ يُقَالُ سَعِدَا وَسَعِدُوا وَالفِعْلُ للظَّاهِرِ بَعْدُ مُسْنَدُ
س9 - ما حكم تجريد الفعل من علامتي التثنية، والجمع إذا أُسند إلى فاعل ظاهر؟
ج9 - مذهب جمهور العرب: أَنَّه إذا أسند الفعل إلى ظاهر مثنىً كان، أو جمعاً
وَجَبَ تجريده من علامة تدلّ على التثنية، أو الجمع فيكون حالُه كحالِه
إذا أُسند إلى مفرد؛ فتقول: قام الزيدان، وقام الزيدون، وقامت الهنداتُ، كما تقول في المفرد: قام زيدٌ، ولا يجوز أَنْ تقول على هذا المذهب: قاما الزيدان، ولا: قاموا الزيدون، ولا: قُمْنَ الهنداتُ، على أنّ الألف، والواو، والنون: أحرف تدل على التثنية، والجمع، وما بعدها فاعل. والصحيح في إعرابها: أن تكون الألف، والواو، والنون: فاعل، والجملة من الفعل، والفاعل في محل رفع خبر مقدّم، والأسماء التي بعدها: مبتدأ مؤخر.
وثَمَّةَ وجهٌ آخر، وهو: أن تكون الألف، والواو، والنون: فاعل كما تقدّم، وأن تكون الأسماء التي بعدها بدل منها، أي: من الضمائر الألف، والواو، والنون.
وعلى أحد هذين الوجهين يُوجَّه الإعراب في قوله تعالى:.
ومذهب طائفة من العرب: أنَّ الفعل إذا أسند إلى ظاهر مثنى، أو مجموع أُتِي فيه بعلامة تدل على التثنية، أو الجمع؛ فتقول: قاما الزيدان، وقاموا الزيدون، وقُمْنَ الهنداتُ؛ فتكون الألف، والواو، والنون أحرفاً تدل على التثنية، والجمع، والأسماء التي بعدها تُعرب (فاعلا) وهذه اللغة قليلة، قيل هي لغة طيء، وقيل هي لغة أَزْد شَنُوءَة، ويُسميها النحويون لغة (أكلوني البراغيث) ويُسميها ابن مالك: " لُغَة يَتَعَاقَبُونَ فِيكُم مَلاَئِكَة ". وإلى هذه اللغة أشار المصنّف بقوله: " وقد يُقال سعدَ، وسعدُوا .... " فأَشْعر قوله: " وقد يُقال " بأنها لغة قليلة.
وقد حَمَل عليها ابن مالك قوله عليه الصلاة والسلام: " يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَِئكَةٌ بِاللَّيلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ " على اعتبار أنّ (ملائكة) فاعل يتعاقبون، والواو في يتعاقبون علامة على الجمع.
(م) وهذا الحديث ليس من هذه اللغة فهو حديث مطول في الموطأ، أصله:
" إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ " وذلك على اعتبار أنّ الواو في يتعاقبون: ضمير في محل رفع فاعل، وملائكةٌ: خبر لمبتدأ محذوف. وقد عَبَّر ابن عقيل عن مخالفته لرأي ابن مالك، بقوله: " هكذا زعم المصنَّف ". (م)
(م) س10 - هل يجب الإتيان بعلامتي التثنية، والجمع في الفعل إذا كان الفاعل مثنى، أو مجموعاً عند مَنْ يُجيزون ذلك؟
ج10 - لا. لا يجب ذلك في لغة مَنْ أجاز ذلك، بل إنّهم قد يذكرون العلامة وقد يتركونها.
س11 - قال الشاعر:
تَوَلَّى قِتَالَ الْمَارِقِينَ بِنَفْسِهِ وَقَدْ أَسْلَمَاهُ مُبْعَدٌ وحَمِيمُ
وقال الآخر:
يَلُومُونَنِي فى اشْترَاءِ النَّخِيـ لِ أَهْلِى فَكُلُّهُمُ يَعْذِلُ
وقال الآخر:
رَأَيْنَ الغَوَانِي الشَّيْبَ لاَحَ بِعَارِضِى فَأَعْرَضْنَ عَنِّى بالْخُدُودِ النَّوَاضِرِ
عيّن الشاهد في الأبيات السابقة، وما وجه الاستشهاد فيها؟
ج11 - الشاهد في البيت الأوّل: وقد أسلماه مُبعدٌ وحميمُ.
وجه الاستشهاد: وَصَل الشاعر ألف التثنية بالفعل مع أنّ الفاعل (مبعدٌ)
اسم ظاهر، وذلك على لغة (أكلوني البراغيث) وكان القياس على الفصحى
أن يقول: وقد أَسْلَمَهُ مبعدٌ وحميمُ.
الشاهد في البيت الثاني: يلومونني أهلي. وجه الاستشهاد: وصل الشاعر واو الجماعة بالفعل مع أن الفاعل (أهلي) اسم ظاهر، وذلك على لغة
(أكلوني البراغيث) وكان القياس على الفصحى أن يقول: يَلُومُنِي أهلي.
الشاهد في البيت الثالث: رأيْنَ الغواني. وجه الاستشهاد: وصل الشاعر نون النسوة بالفعل مع أن الفاعل (الغَوَاني) اسم ظاهر، وذلك على لغة (أكلوني البراغيث) وكان القياس على الفصحى أن يقول: رَأَتِ الغواني.
(م) س12 - ما الفرق بين تاء التأنيث، وعلامتي التثنية، والجمع من حيث اتصالها بالفعل؟
ج12 - الفرق من ثلاثة أوجه:
¥