ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 07:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... اشتقت كما اشتاق غيري إليكم وإلى مقالاتكم الثرة فعودا حميدا لكم ... فقد قرأت هذه المقالة في (المداخلات اللغوية) قبل واستمتعت بها ... وقد تبادر إلى ذهني سؤال في مثل قولي: (وا أبتاه) ما رأيكم في زيادة التاء أتخرج عن العوض إلى الزيادة؟ بارككم الله
أخي الحبيب الغالي بدر الخرعان
أكرمك الله وأعزك ونصرك، سعدت بقراءتك واهتمامك. وأما التاء في يا أبتِ ويا أمتِ في النداء فليست للعوض بل هي مقحمة بين الاسم وياء الإضافة التي تظهر على شكل كسرة وحين تفتح التاء (يا أبتَ) كما وردت في قراءة ابن عامر فهذا يعني أن الياء محذوفة والفتحة هي فتحة الياء حسب الأصل فيها، وقد تمطل الفتحة (يا أبتا).
وأما منع النحويين (يا أبتي) بحجة أنه لا يجمع بين العوض والمعوض فمردود؛ لأنه لا عوض ولا معوض.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 10:02 ص]ـ
مرحبا بأستاذنا الكبير أبي أوس الشمسان. أرجو أن تكون بخير وعافية.
سُررت جدا بموضوعك، ويسعد أهل الفصيح كلهم بوجودك، فالكل بحاجة إلى علمك.
ولعلي أعود إلى رأيكم المذكور، بشيء من الاستفسارات فيما بعد.
في رعاية الله.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 12:36 م]ـ
أختي الكريمتين الزهرة والرحمة
اعذراني لجهلي بالحوسبة ولكن لعلكما تنسخان النص وتغيران من مسافاته وأبعاد سطوره بما يمكنكما من القراءة المريحة.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ والدكتور الفاضل: أبا أوس الشمسان
أولا: جزاك الله خيرا ... على هذه المعلومات القيمة ... جعلها الله في موازين حسناتك ... اللهم آمين
ثانيا: سنفعل ـ إن شاء الله ـ بارك الله فيك
ـ[رحمة]ــــــــ[17 - 10 - 2009, 12:51 م]ـ
المندوب منادى خاص؛ لأنه نداء لما لا يرجى إقباله أو هو نداء لما لا يكون منه الإقبال كالظهر من الإنسان،
وغاية المنادي حين يندب أو يتوجع رفع صوته بما يدفع عن النفس شيئًا من الضيق بالمصاب، فالندب شكوى كما أنه بيان للتوجع،
فأنت تقول (وا غلاماه) كما تقول (وا ظهراه)،
ولذلك كانت الواو أنسب أدوات النداء لهذا الغرض.
ويرى النحويون أن ألف المندوب مزيدة على اللفظ لهذا الغرض، كما هي مزيدة في التعجب في قولك (وا عجبا)، وأما الهاء فهي للسكت لا يؤتى بها إلا في حال الوقف، ومن الشذوذ أن تبقى في الدرج.
وقول النحويين إن هذه الألف مزيدة متوقف فيه عندي، فالذي أراه أن المندوب ليس سوى حالة من حالات نداء المضاف إلى ياء المتكلم، وهي الحالة التي تحذف فيها ياء المتكلم وحركة الإعراب التي قبلها، ويعوض عنهما بمطل فتحة الياء (وا غلامِيَ> وا غلاما) وفي الوقف (وا غلاماه)،
وقد يحتج بأننا نقول (وا زيداه)، وليس في ذلك حجة عندي؛ إذ لم أندب (زيدًا) إلا لمنزلته التي جعلته مضافًا إليّ، فليس من مندوب عندي سوى ما أضيف إلى ياء المتكلم أو أنزل منزلته (وا زيديَ> وا زيداه)، وكذلك ما يكون من شأن التوجع (وا ظهريَ> وا ظهراه) والتعجب (وا عجبيَ> وا عجبا).
وإذا تقرر هذا كان بالإمكان أن نستغني عن احتراز النحويين الذي احترزوه، وهو قولهم بوجوب العدول عن الألف إلى الواو أو الياء إن خيف
اللبس، فهم يزعمون أنك إن ندبت ما هو مضاف إلى ضمير الغائب (غلامَه) فإنك لو أضفت الألف (وا غلامهاه) صار مطابقًا لندب ما أضيف لضمير الغائبة (غلامها)
، فوجب أن يقال (وا غلامهوه)، ومثله ندب ما أضيف إلى المخاطب والمخاطبة (غلامكَ/غلامكِ) فيوجبون أن يكون مع
المخاطب (واغلامكاه) ومع المخاطبة (واغلامكيه).
والقول كله مشتمل على مغالطات فإن كان ندب المضاف إلى ياء المتكلم بحذفها فكيف يُبقى على هذه الضمائر، وبغض الطرف عن أن إضافة
الألف مع الضمير (ها) غيرمفهومة ولا معلومة الكيفية، نقول إن هذا الاحتراز لا قيمة له لأنه لا محل له، فليس يندب سوى ما أضيف إلى ياء المتكلم.
وليس لهذا العمل العقلي القياسي البحت الذي أقحم في نحو العربية من قيمة فهو من الفضول الذي لا يعتمد على استعمال. وبقيت مسألة أخرى معتمدة على افتراض زيادة الألف وهي إعراب المنادى معها،
والنحويون يذهبون إلى تقدير الحركة، فإن كان المندوب مفردًا حسب تصورهم فالضمة التي هي حركة البناء مقدرة كما في ندب (وا زيداه)، وإن كان مضافًا فالفتحة كما في (وا غلاماه).
والقول في هذا عندي أن المندوب الذي هو مضاف إلى ياء المتكلم ليست حركته مقدرة بل هي محذوفة كما بينت ذلك في مداخلة سابقة عند الكلام
على إعراب المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، وخلاصته أن علامة ما أضيف إلى ياء المتكلم تماثل ياء المتكلم فالفتحة والضمة تستحيلان كسرة
معها انسجامًا صوتيًّا، (غلامِيَ)؛ ومن صور نداء هذا الاسم أن تحذف الياء وعلامة الإعراب ويعوض
عنهما بمطل الفتحة فتكون الألف (يا غلاما)، وهكذا هو الأمر في المندوب تقول: (واغلاماه).
¥