ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 02:26 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
حرف التشبيه
الحرف الرابع الذي لا يحتاج إلى متعلَّق: كاف التشبيه. نحو: زيد كعمرو.
حرف التشبيه كونه ما يحتاج إلى متعلَّق، هذا رأي لبعض النحويين، وإلا فإن ابن هشام رجح في (مغني اللبيب) أن حرف الجر الدال على التشبيه حرف جر أصلي، حكمه حكم غيره من الحروف، يحتاج إلى متعلَّق، واضح؟ ابن هشام هنا جرى على قول بعض النحويين، والقول الثاني -وهو الأرجح-: أن كاف التشبيه حرف جر أصلي، وحروف الجر الأصلية تحتاج إلى متعلَّق؛ ولهذا تقول: زيد مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، كعمرو: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وننتهي إلى أن حرف الجر الذي يحتاج إلى متعلَّق هو حرف الجر الأصلي، وأما حرف الجر الزائد والشبيه بالزائد، فهذا لا يحتاج إلى متعلَّق، وبهذا نكون قد أنهينا المسألة الأولى، وهي الأساس في الموضوع، المسائل الباقية أمرها سهل.
ما هي المسألة الأولى؟ احتياج الجار والمجرور وكذا الظرف إلى متعلَّق، وبينا ما يحتاج إلى متعلَّق، وما لا يحتاج إلى متعلَّق.
حكم الجملة بعد المعرفة والنكرة
المسألة الثانية: حكمهما بعد المعرفة والنكرة حكم الجملة
هذه إحالة على ما تقدم، مر علينا في الليلة الماضية: الجمل بعد النكرات المحضة صفات، وبعد المعارف المحضة أحوال، وبعد غير المحض محتمل، هكذا الجار والمجرور، والظرف أيضا.
طيب، إذا قلت: مررت برجل، مررت بطائر يغرد. أين موقع جملة يغرد؟ صفة. كذا؟ لأن طائر نكرة محضة، لو رفعت الجملة ووضعت بدلها جارا ومجرورا أو ظرفا، ما يتغير الإعراب. لو قلت: مررت بطائر على غصن، تقول: (على غصن): جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لطائر. لو وضعت بدله ظرفا، وقلت: مررت بطائر فوق غصن. فوق: ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف صفة لطائر. واضح هذا إن شاء الله.
المعرفة: لو قلت: مررت بزيد يكتب. يكتب، جملة يكتب مثلما مر في محل نصب حال من زيد؛ لأنه معرفة، لو قلت: مررت بزيد على كرسي. على كرسي: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من زيد، والتقدير مررت بزيد كائنا على كرسي، هذا المحذوف، كيف يتضح لكم؟ هذا المحذوف. ولعلكم تلاحظون بهذا كأننا دخلنا بالنوع الثاني من أنواع المتعلَّق، اللي هو أيش؟ المتعلَّق المحذوف. نحن عملنا الأول بالمتعلَّق المذكور، لكن الآن المتعلَّق موجود ولّا محذوف؟ محذوف.
طيب، لو قلت: مررت بزيد فوق كرسي. الظرف هنا متعلق بمحذوف حال من زيد، ولّا لا؟ مررت بزيد كائنا على كرسي. طيب، ليش نقول كائنا؟ لأنه حال والحال منصوب، طيب الأول: مررت برجل على كرسي. أيش نقول: كائنٍ -أحسنتم-؛ لأنه صفة.
طيب، لو قلت: مررت برجل صالح يصلي. مثال أمس، (يصلي) تصلح أن تكون صفة؛ لأن رجل نكرة، ويصلح أن تكون حالا؛ لأن رجل وصف، لما وصف قرب من المعرفة، طيب شيل الجملة الآن وضع بدلها جارا ومجرورا، لو قلت مثلا: مررت برجل صالح على كرسي. على كرسي: متعلق بمحذوف صفة أو حال.
طيب، ألا تلاحظون أنه سيختلف التقدير؟ لأنه إن كان صفة، سيكون التقدير: مررت برجل صالح كائن على كرسي، وإن كان حال ستقول: مررت برجل صالح كائنا على كرسي.
حكم الجملة بعد الجار والمجرور
يقول: فيتعين كونهما صفتين في نحو: رأيت طائرا على غصن. هذا الجار والمجرور، أو فوق غصن، هذا أيش؟ الظرف.
وكونهما حالين في نحو: فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ وقولُك أو وقولِك: رأيت الهلال بين السحاب.
فقوله فِي زِينَتِهِ جار ومجرور متعلق بمحذوف حال، وين صاحب الحال؟ فاعل (خرج) وهو معرفة؛ لأنه يعود على قارون، وزينة: مضاف، والضمير مضاف إليه، والتقدير -والله أعلم-: فخرج على قومه كائنا في زينته، خرج على قومه كائنا في زينته
المسألة الثالثة: حذف المتعلَّق وكيفية تقديره. اعلم أن متعلَّق الجار والمجرور وكذا الظرف يحذف في أربع مسائل:
المسألة الأولى: إذا كان خبرا. يعني: الظرف والجار والمجرور.
الثانية: إذا كان صفة.
الثالثة: إذا كان حالا.
والرابع: إذا كان صلة.
¥