ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 02:35 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
المواضع التي يعمل فيها الظرف والجار والمجرور
يقول: إذا وقع أحدهما -يعني الظرف أو الجار والمجرور- صفة، أو صلة، أو خبرا، أو حالا، قال نحو: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ.
هذه هي المواضع الأربعة، أو معتمدا على نفي أو استفهام، جاز رفعه للفاعل.
طيب إذا قلت مثلا: زيد في الدار أخوه. الآن وقع بعد الجار والمجرور اسم مرفوع، علام مشى عليه ابن هشام؟ إن الإعراب كالآتي:
زيد: مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة الرفع الضمة الظاهرة على آخره، في الدار: جار ومجرور متعلق -الكلام اللي مر- بمحذوف خبر المبتدأ، (زيد في الدار)، أبوه أو أخوه أو عمه أو خاله، أبوه: فاعل للجار والمجرور. شوف الآن الجار والمجرور رفع الفاعل، فاعل للجار والمجرور، وعلامة رفعه الواو وهو مضاف والضمير مضاف إليه، ما الذي حصل؟ إن الجار والمجرور عمل الرفع، ولّا لا؟ عمل الرفع.
أما الإعراب الثاني: زيد: مبتدأ، وفي الدار: خبر مقدم، وأبوه: مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر خبر المبتدأ الأول زيد. لكن أي الإعرابين أحسن؟
ابن هشام هنا في المختصر أعرض عن الإعراب الثاني، أعطاك الإعراب الأول فقط، وهو أيش؟ إن كل اسم مرفوع بعد الظرف أو الجار والمجرور، تعربه على أنه أيش؟ فاعل للجار والمجرور أو الظرف، ترك الإعراب الثاني. ذكر هو الإعراب الثاني في المطول (المغني اللبيب)، لكن وصف الإعراب هذا بأنه قول الحذاق من النحويين، كابن مالك وغيره. إذن الحذاق من النحويين إذا رأوا الاسم المرفوع بعد الظرف أو الجار والمجرور، يعربونه على أنه أيش؟ فاعل، ظاهر، طيب.
من الأمثلة ... كم المواضع اللي يعمل فيها الجار والمجرور الرفع على الفاعلية والظرف؟ المواضع كم هي؟ ستة مواضع ولّا لا؟
طيب، لو رجعنا إلى المواضع السابقة ومثلنا لبعضها، لو قلت: مررت برجل معه كتاب. نحن لو قلنا: مررت برجل. طبعا (في الدار) هذه صفة، لكن لو قلت: معه كتاب. من يعرب؟ ها من يعرب؟ نعم. مررت برجل: الجار والمجرور برجل متعلق بـ (مررت)، إذن أيش نوع المتعلق هنا مذكور ولّا محذوف؟ ها مذكور هذا هو الأصل، وهنا بالمثال اجتمع نوعا المتعلق المذكور والمحذوف، مررت برجل، (معه) مع: ظرف منصوب على الظرفية، صحيح لكن لا بد تقول: معه: (مع) ظرف منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف صفة لرجل؛ لأنه مر علينا المسألة التي قضينا ... إذن الظرف هنا أيش محله من الإعراب؟ متعلق بمحذوف صفة لرجل. يعني: كأنك قلت: مررت برجل كائن معه كتاب، (معه). إذن الظرف هنا صفة. كتاب؟ بالظرف يعني: فاعل للظرف، فاعل للظرف، إذن الظرف اللي معنا الآن أيش موقعه من الإعراب؟ صفة عمل الرفع؟ عمل الرفع.
وبهذا يتبين لنا أن الظرف أو الجار والمجرور، إذا وقع صفة، أو حالا، أو خبرا، أو صلة، أو سبق بنفي، أو باستفهام، فإنه يجوز أن يرفع ما بعدهما على الفاعلية. أما الإعراب الثاني في مثالنا الأخير: معه: خبر مقدم، كتاب: مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر ... ها؟ صفة لرجل.
طيب، أمثلة المؤلف قال نحو: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ.
أو كصيب ... هنا (أو): حرف عطف للتقسيم، وكصيب: هذا متعلق بمحذوف يستفاد من سياق الآية؛ لأن الله -جل وعلا- قال: مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا هذا المثل الأول، ثم قال: (أو كصيب) إذن يصير التقدير: أو مثلهم كصيب. وإن جرينا على هذا الإعراب ها؟ سيكون كصيب: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدر، التقدير: أو مثلهم كصيب. من السماء: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لـ (صيب). يعني: أو كصيب نازل من السماء. فيه: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية لـ (صيب)، ظلمات: فاعل للجار والمجرور. الإعراب الثاني ما هو؟
¥