تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الدين، نسأل الله السلامة في عقولنا وأدياننا وأبداننا، وكثيراً ما يشحن المفسرون تفاسيرهم من ذلك الإعراب (ولعلها الإغراب) بعلل النحو، ودلائل أصول الفقة الفقه، ودلائل أصول الدين، وكل هذا مقرر في تآليف هذه العلوم، وإنما يؤخذ ذلك مُسَلَّمًا في علم التفسير دون استدلال عليه، وكذلك أيضاً ذكروا ما لا يصح من أسبابِ نزولٍ، وأحاديثَ في الفضائلِ، وحكاياتٍ لا تُنَاسِبُ، وتواريخَ إسرائيليةٍ، ولا ينبغي ذكرُ هذا في علم التفسير، ومن أحاط بمعرفة مدلول الكلمة وأحكامها قبل التركيب، وعلم كيفية تركيبها في تلك اللغة، وارتقى إلى تمييز حُسْنِ تركيبها وقُبْحِه، فلن يحتاج في فهم ما تَرَكّبَ من تلك الألفاظ إلى مُفَهِّمٍ ولا مُعَلِّمٍ، وإنما تَفَاوَتَ الناسُ في إدراك هذا الذي ذكرناه، فلذلك اختلفت أفهامُهم، وتباينت أقوالُهم، وقد جَرَيْنَا الكلامَ يومًا مع بعضِ من عاصرنا، فكان يزعم أن علم التفسير مضطرٌّ إلى النقلِ في فهمِ معاني تراكبيه تَرَاكِيبِهِ، بالإسناد إلى ((مجاهد)) و ((طاوس)) و ((عكرمة)) وأَضْرَابِهِم، وأنَّ فهمَ الآياتِ متوقفٌ على ذلك، والعجبُ له أنَّهُ يرى أقوال هؤلاء كثيرةَ الاختلافِ، متباينةَ الأوصافِ، متعارضةً يَنْقُضُ بعضُها بعضاً، ونظيرُ ما ذكرَه هذا المعاصرُ أنه لو تعلم أحدنا مثلاً لغة الترك إفراداً وتركيباً حتى صار يتكلم بتلك اللغة، ويتصرف فيها نثراً ونظماً، ويعرض ما تعلمه على كلامهم فيجده مطابقاً للغتهم، قد شارك فيها فصحاءهم، ثم جاءه كتابٌ بلسانِ التركِ، فَيُحْجِمُ عن تَدَبُّرِهِ وعن فهم ما تَضَمَّنَهُ من المعاني، حتى يسألَ عن ذلك ((سنقرأ سنقرَ)) التركي ((أو سنجراً سنجرَ))، ترى مثلَ هذا يُعَدُّ من العقلاء؟ وكان هذا المعاصرُ يزعم أنَّ كلَّ آيةٍ نَقَلَ فيها التفسيرَ خَلَفٌ عن سَلَفٍ بالسَّنَدِ إلى أن وَصَلَ ذلك إلى الصَّحَابَةِ، ومن كلامه أن الصحابةَ سألوا رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) عن تفسيرِها؛ هذا وَهُمُ العربُ الفصحاءُ الذين نزل القرآنُ بلسانِهم، وقد رُوِيَ: عن ((عَلِيٍّ)) كرم الله وجهه))، وقد سُئِلَ: هل خَصَّكُم رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) بشيءٍ؟ فقال: ما عندنا غيرُ ما في هذه الصحيفةِ، أو فهماً (فهمٍ) يؤتاه الرجل في كتابه، وقولُ هذا المعاصرِ يخالف قولَ عليٍّ رضي الله عنه، وعلى قول هذا المعاصر يكون ما استخرجه الناسُ بعد التابعين من علومِ التفسيرِ ومعانيه ودقائقة ودقائقه وإظهار ما احتوى عليه من علم الفصاحة والبيان والإعجاز لا يكون تفسيراً، حتى يُنْقَلَ بالسَّنَدِ إلى مجاهدٍ ونحوه؛ وهذا كلام ساقط.

عالمنا الجليل

جزاكم الله كلَّ خير على ما تفضَّلتم به , وإن كنت أطمع في إكمال ما بدأتم به.

وهل تتفق معي - كما ذكرت في ردِّى السابق- أن نُشير إلى التّغييرات الجوهرية في الهامش؟

نقول مثلا: لعل ّ صواب الكلمة كذا إلى أن يقوم بعض ُ إخواننا بالاطلاع على المخطوط وإفادتنا بما فيه.

بارك الله فيكم.

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 11:06 م]ـ

هذه محاولة سريعة لحض الفصحاء، وليست بضبط كامل كما فعل ابن القاضي بارك الله فيه، اكتفيت بضبط ما رأيت وقوع اللبس أو الخطأ فيه محتملا، ولعلي أعود مرة أخرى.

وربما أذكر الدليل إذا كان الحكم غريباً أو خلافَ مشهورِ ما قال معظم الناس، بادئا بمقتضى الدليل وما دل عليه ظاهر اللفظ، مُرَجِّحًا له، لذلك وذلك (الصحيح لذلك، لأن اللام معللة سبب ترجيحه، فكانه يقول رجحته لظاهر اللفظ) ما لم يَصُدَّ عن الظاهر ما يجب إخراجه به عنه، مُنَكِّبًا (أو مُنْكبا) في الأعراب الإعراب عن الوجوه التي تنزه القرآن عنها، مبيناً أنها مما يجب أن يُعْدَلَ عنه، وأنه ينبغي أن يُحْمَلَ على أحسنِ إعرابٍ وأحسنِ تركيبٍ؛، وقد جَرَيْنَا (لعلها جرَّبْنا) الكلامَ يومًا مع بعضِ من عاصرنا، فكان يزعم أن علم التفسير مضطرٌّ إلى النقلِ في فهمِ معاني تراكبيه تَرَاكِيبِهِ، بالإسناد إلى ((مجاهد)) و ((طاوس)) و ((عكرمة)) وأَضْرَابِهِم،. [/ size]

شكر الله لك هذا المجهود.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 12:27 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير