ـ يتفقان أيضا في أن كلا منهما فضلة و يأتيأن أحيانا شبه عمدة و قد أوردت بيان ذلك في المشاركة السابقة 0 من أمثلة النعت الذي يتمم الفائدة قوله تعالى مخاطبا المعارضين:" وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ" (الشعراء:166)
و كقول الشاعر:
ليس الغنى مالًا يفاد و يقتنى -----إن الغنى خلق يصان عن الدّنس 0
ـ يتفقان في جواز تعددهما سواء كانا لمتعدد أو لمفرد 0
ـ الأصل في المفرد منهما الاشتقاق و قد يردان جامدين مؤولين و غير مؤولين بالمشتق 0
ـ يجوز فيهما إن دل عليهما دليل الحذف 0
@ أتذكر أنه مرت معي أثناء الدراسة عبارة: النعت حال في المعنى، و هذا القول كما يبدو لي ليس على إطلاقه بل هي محل نظر و نقاش 0 فالفرق بين ضابط كل منهما و أثره المعنوي في الجملة العربية واضح لا يكاد يخفى على صغار المهتمين باللسان العربي 0
فالحال يبين هيئة صاحبه و النعت يكمل حكم متبوعه 0
ـ قد يبدوان متقاربين عندما يكون النعت مفردا مشتقا و الحال مشتقا مثل: أقبل محمد مسرورا و أقبل رجل مسرور لكن الفرق المعنوي بينهما جلي جدا 0 إذن تلكم العبارة غير صحيحة 0
أحاول هنا أن أحدد بعض الفروق بين الحال و النعت مما تسعفني به الذاكرة المثقوبة مع الأسف:
ـ يختلفان في عامل كل منهما فالحال لابدّ له من عامل مذكور قبله يتسلّط عليه و يعمل فيه النصب و النعت في إعرابه متأثر بالتبعية فمن حيث الإعراب يجري عليه ما جرى على اللفظ قبله و هو المعروف اصطلاحا بالمتبوع و هو هنا: المنعوت 0
ـ يختلفان في مدلولهما فالحال تبين هيئة صاحبها فقط و النعت يكمل متبوعة ببيان صفة فيه أو في اسم بعده له علاقة بالمتبوع و هو ما ينشأ عنه قسما النعت باعتبار معناه [الحقيقي و السببي]
ـ الحال النكرة المفرد المشتق نكرة دائما و صاحب الحال معرفة دائما أما النعت فيأتي نكرة و معرفة بحسب منعوته للزوم مطابقته المنعوت في هذه الجزئية 0
ـ الجملة تعرب حالا إن سبقت بمعرفة و تعرب نعتا إن سبقت بنكرة 0
ـ الحال منصوبة دائما و النعت يأتي في محال الإعراب الثلاثة الرفع و النصب و الجر بحسب متبوعه 0
ـ النعت يحقق أغراضا بلاغية لا يحققها الحال كالتوضيح و التخصيص و المدح و الذم و الترحم ……
ـ النعت يجوز قطعه لغرض بلاغي إلى النصب و الجر و القطع غير وارد في الحال0
هذا ما أسفعتني به الذاكرة في هذه العجالة آمل من الفاضلة الخيزران و بقية الإخوةالتعليق و تميم النقص 0
و الله الموفق 0