هل يجوز القول: هذا رجل صَوْم؟
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 02:01 ص]ـ
يجوز القولان:
هذا رجل صائم.
هذا رجل صوْم.
أي, يجوز استخدام النعت بالمصدر - صوْم - فنقول:
رجل صوْم, بمعنى: رجل ذو صوم.
امرأة صوْم, بمعنى: امرأة ذات صوم.
رجلان صوْم.
قوم صوْم.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 05:32 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
ونظيره، د. حجي، في التنزيل:
(صَعِيدًا زَلَقًا) أي: أرضاً بيضاء يزلق عليها لملاستها زلقاً. و: (أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرً)، و: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، فكلها وصف بالمصدر، كـ "عدل" و "رضا"، كما ذكر صاحب "الكشاف" غفر الله له.
فـ: (صعيدا زلقا)، أي: مزلق، اسم فاعل، و: (غورا): أي غائر.
وهي تأتي على سبيل المبالغة، فـ: الرجل الصوم، هو كثير الصوم، حتى كأن الصوم قد تجسد في شخصه، و: الرجل العدل، هو العادل في كل شؤونه ....... الخ.
وعن قوله تعالى: (ولا تمش في الأرض مرحا)، يقول أبو حيان رحمه الله:
وانتصب {مرَحاً} على الحال، أي: مرحا بكسر الراء، كما تقول: جاء زيد ركضاً أي راكضاً أو على حذف مضاف أي ذا مرح، وأجاز بعضهم أن يكون مفعولاً من أجله أي {ولا تمش في الأرض} للمرح ولا يظهر ذلك. اهـ
والشاهد أن (مرحا) على الحالية أو حذف المضاف "ذا"، أو حتى على القول بأنها مفعول بأجله، صيغة مصدر دالة على المبالغة في المرح، والله أعلى وأعلم.
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 07:38 م]ـ
الأخ الكريم مهاجر:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أبارك لكم شهر رمضان المبارك, سائلا الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامكم وأعمالكم فيه.
أشكر لكم كثيرا هذه الإضاءات اللغوية الجميلة التي قدمتموها, آملا حضوركم دائما.
لكم مني خالص آيات التقدير والاحترام.
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 2006, 10:18 م]ـ
بسم الله
السلام عليكم
جزاك الله خيرا أيها الكريم على هذه الكلمات الكريمة، وكل عام وأنتم بخير.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[26 - 09 - 2006, 04:13 م]ـ
أظن والله تعالى أعلم أن ما قلتم لا يعدو السماع ولا يجوز القياس عليه ..
فكلمة اللفظ مصدر بمعنى اسم المفعول (الملفوظ)، وكلمة التمييز مصدر بمعنى اسم الفاعل (المميِّز) ورجل ثبت وعدل إلخ .. كل ذلك سماعي .. وإلا جاز لنا أن نقول هذا رجلٌ درْسٌ أي دارس أو رجلٌ دراسة أي مدروس أو العكس فلا قرينة .. وكذلك رجل ضرب أي ضارب أو مضروب وليس بذاك، فقد قال الشاعر: أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه خشاش كرأس الحية المتوقد .. ويقصد بالضرب الشجاع الشديد (وفي الوسيط: خفيف اللحم ممشوق القد، وماض في الأمور ... ) فلم يقصد اسم فاعل أو مفعول .. وقالوا درهم ضرب أي مضروب .. ولكن أيقال هذا رجلٌ كلامٌ أي متكلم، وذلك عالمٌ كتابة أي كاتب؟ لا يبدو ذلك مقنعا ..
إن المضي في القياس على هذا بعيدا عن السماع مضنة الدخول في متاهات تضيع فيها اللغة ويختلط حابلها بنابلها ..
لذا أرى والله أعلم أن نقف في هذه الأمور عند السماع في شواهده التي يحتج بها أهل اللغة والتي تخضع لقواعد الاحتجاج المعروفة ..
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 09 - 2006, 04:17 ص]ـ
الأخ الكريم مهاجر:
شكرا لعودتكم مرة أخرى.
----
الأخ العزيز داود أبا زيد:
أشكر لكم مداخلتكم اللطيفة, أود أن أشير إلى ما يلي:
العزيز الأديب محمد حسين:
شكرا للمداخلة الجميلة.
أشار العلامة اللغوي الكبير عباس حسن في (النحو الوافي) إلى أنه يوجد اختلاف بين النحاة حول ما إذا كان (وقوع المصدر نعتا) قياسيا أم سماعيا. وذكر أن أكثرهم يميل إلى كونه سماعيا, مع اعترافهم بكثرته في الكلام العربي الفصيح, وأنه أبلغ في أداء الغرض من المشتق.
ويرى عباس حسن أن الرأي الصائب هو اعتباره قياسيا, مع وجود شروطه, ويرى أن اعتراف النحاة بكثرته يناقض قصره على السماع.
وقد أصدر مجمع اللغة العربية بالقاهرة قرارا يؤكد فيه أن النعت بالمصدر قياسي وليس سماعيا, حيث جاء في القرار:
" النعت بالمصدر:
جاء النعت بالمصدر كثيراً في مثل: رجل صوم وعدل ورضا، ومع هذا يذهب النحاة إلى أنه مقصور على السماع. وترى اللجنة - استناداً إلى ما ذهب إليه بعض المحققين - أن النعت بالمصدر مقيس قياساً مطرداً بالشروط التي ضبط بها ما سمع، وهي: 1 - أن يكون مفرداً مذكراً. 2 - أن يكون مصدرَ ثلاثيٍّ، أو بوزنه. 3 - ألا يكون ميمياً. "
أنا أميل إلى اعتبار النعت بالمصدر قياسي وليس سماعيا.