[يقبل من (أم) يقبل عن؟]
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 04:25 م]ـ
{وَ هُوَ الّذِى يَقْبَلُ التّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ السيِّئَاتِ وَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.} - الشورى: 25
{ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم} - التوبة: 104
لماذا لم يقل القرآن: " يَقْبَلُ التّوْبَةَ من عِبَادِهِ " حيث جاء بحرف الجر (عن) ولم يأت بحر الجر (من) في الآيتين الشريفتين.
في الكشاف: يقال: قبلت منه الشيء و قبلته عنه فمعنى قبلته منه أخذته منه و جعلته مبدأ قبولي و منشأه، و معنى قبلته عنه عزلته و أبنته عنه. (1)
وفي اللسان: قَبل الشيء قَبولا: أخذه. والله عز وجل يقبل الأعمال من عباده وعنهم ويتقبلها. (2)
القبول يعدى بـ (عن) لتضمنه معنى الإبانة, و بـ (من) لتضمنه معنى الأخذ.
" وَ هُوَ الّذِى يَقْبَلُ التّوْبَةَ من عِبَادِهِ "
تفيد تجاوز الله سبحانه وتعالى عما تاب عنه عباده, حيث عدى القبول بـ (عن) لتضمنه معنى التجاوز.
في قوله تعالى: " {وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون} - التوبة: 54
تُقْبَلَ مِنْهُمْ: أي تؤخذ.
تأملوا هذه الشواهد الأخرى:
{واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون} - البقرة: 123
" يقبل منها "
{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم} - البقرة: 127
" تقبل منا"
{واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين} - المائدة: 27
" فَتُقُبِّلَ مِن " " يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ "
--
هوامش:
(1) الكشاف للزمخشري, المجلد 5
(2) لسان العرب المجلد 11
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 05:48 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
مغربي
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 07:49 م]ـ
العزيز مغربي:
يسعدني حضوركم.
بارك الله فيكم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 10 - 2006, 10:22 م]ـ
وأنا أيضا
يسعدني ما تقتطفه (طَازَجاً) لتضعه على مائدة الفصيح
بورك فيك أخي حجي ونفع الله بك
مغربي