{وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ} الزخرف88
ـ[أبو سنان]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 01:37 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ} الزخرف88
لدي سؤال أخوتي أرجو أن تساعدوني في التوصل إلى إجابة عليه.
السؤال هو: ما سبب الخفض في كلمة (قِيلِهِ)؟ وعلى من يعود الضمير؟ وهل الهاء هنا زائدة؟
وأسأل الله أن يجعل ما تقدموه في ميزان حسناتكم
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 02:15 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)
يقول أبو السعود رحمه الله:
{وَقِيلِهِ} بالجرِّ، إمَّا على أنَّه عطفٌ على الساعةِ أيْ عندَهُ علمُ الساعةِ وعلم قولِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ {يَا رَبّ} الخ. فإنَّ القولَ والقيلَ والقالَ كلَّها مصادرُ.
أي أن: العطف في الآية 88 هو على آخر الآية 85.
ويواصل، رحمه الله، فيقول:
أو عَلى أنَّ الواوَ للقسمِ، وقولَه تعالَى: {إِنَّ هَؤُلاَء قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ} جوابُه. وفي الإقسامِ بهِ من رفعِ شأنِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام وتفخيمِ دُعائِه والتجائِه إليهِ تعالَى ما لا يَخْفى.
أي: أقسم بقوله، أي: بقول النبي صلى الله عليه وسلم، وجواب القسم: إن هؤلاء قوم لا يؤمنون.
ويواصل، رحمه الله، فيقول:
وقُرِىءَ بالنصب بالعطفِ على سرَّهم، (في الآية 80: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، فيكون تقدير الكلام: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وقيله، أي قوله عليه الصلاة والسلام: يارب).
وقُرِىءَ بالرفعِ على الابتداءِ والخبرُ مابعدَهُ. أي قوله: يارب ........
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو سنان]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 02:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها المهاجر
ولا حرمك الله الأجر على هذا الجهد الذي قمت به وبارك فيك ونفع بعلمك
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 2006, 02:28 ص]ـ
وجزاك، أبا سنان، أيها الكريم
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 03:37 ص]ـ
بوركت أخي مهاجر على نقلك الرائع
وإضافة يسيرة هنا
فالقيل والقول
بمعنى واحد, هي مصدر قال يقول, فهنا استعمل أحد المصدرين للقول وهو القيل، ولذلك المعنى فيهما في غير القرآن قوله وقيله سواء في المعنى وكلاهما فصيح 0
الإعراب
الواو حرف قسم وجر
و"قيله" اسم مجرور مقسم به متعلق بـ أقسم المقدر، والقول والقيل والقال بمعنى واحد.
وجملة "إن هؤلاء قوم" جواب النداء لا محل لها مستأنفة، وجملة "يا رب إن هؤلاء قوم" مقول القول، وجواب القسم محذوف أي: لأفعلنَّ بهم ما أريد وجملة "لا يؤمنون" نعت لقوم.
وفق الله الجميع
ـ[أبو سنان]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 03:58 ص]ـ
جوزيت خيرا يا مغربي
والحقيقة الذي جعلني أبحث في هذه الكلمة (قيله) أنها لم ترد في القرآن إلا مرة واحدة بهذه الصورة.
وبحث عنها في الكتب فوجدت هذه القصة الجميلة التي تتضمن على شاهد جميل
القصة:
كان فتىً من الخوارج من بني يشكر مجتهداً، فتزوج بابنة عم له، فلما كان ليلة أراد البناء بها أتاه قوم من أصحابه على خيولهم، فوقفوا ببابه فلما علم بهم خرج إليهم، فقال: من أنتم؟ قالوا: قوم من إخوانك، وخرجنا من الدنيا وتركناها لأهلها لنفنى على ما فني عليه السلف الماضون، قال: فانزلوا وأقيموا ليلتكم هذه حتى أخرج معكم غداً؛ قالوا: ما كنا لنعود إلى الدنيا بعدما خرجنا منها وتركناها لأهلها، قال: فانتظروني. فألقى ثياب عرسه ولبس ثياب سفره، وركب فرسه
وهو يقول: من الرجز:
يا ربِّ إنيّ مُؤْثرٌ ذويكا **إذ فارقوا الدنيا ويَمَّمُوكا
ثم خرج إلى أصحابه فقال: من الرجز:
سيروا على اسم الله في سبيلهِ ** على يقينِ الوعدِ من رسولهِ
إني به مصدِّقٌ وقيلِهِ ** لعلّنا نفوزُ من تمثيلهِ
أو نُدركُ التفضيلَ من تفضيلهِ
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 04:42 ص]ـ
أخي أبا سنان
بوركت
وبالفعل فالقصة مؤثرة
وتضمنت شاهدا للمفردة (قيله)
وما كان ذلك إلا إثباتا لإعجاز القرآن الكريم
والذي يعلو ولا يعلى عليه!!
بوركت مجددا
ـ[محمد العاني]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 04:48 ص]ـ
بوركتم جميعا وفتح الله عليكم بالخير والبركة