تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هلا شارحٌ كريم لما ورد في أوضح المسالك .. "مواضع كسر همزة إنّ وفتحها"

ـ[قبة الديباج]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 07:29 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد

إلى الأفاضل والفضليات .. بارك الله لكم في هذا الشهر الفضيل، ووفقكم لما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب ..

أريد شرحاً لما ورد في أوضح المسالك / الجزء الأول/ باب "الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر" / ص:307، مواضع جواز فتح همزة إنّ وكسرها ..

قال ابن هشام: "والثالث في تسعة [أي: مواضع جواز الأمرين]: ….

الخامس: أن تقع خبراً عن قولٍ، وَمُخْبَراً عنها بقول والقائلُ واحد، نحو: (قَوْلِي إنِّي أَحْمَدُ اللهَ) ولو انتفى القولُ الأول فُتِحَتْ، نحو: (عِلْمِي أَنِّي أَحْمَدُ اللهَ)، ولو انتقى القولُ الثاني أو اختلف القائل كُسِرَت، نحو: (قَوْلِي إنيِّ مُؤمِنٌ) و (قَوْلِي إنَّ زيداً يَحْمَدُ اللهَ).

السادس: أن تقع بعد واو مَسْبُوقَة بمفرد صالح للعطف عليه، نحو: (إنَّ لَكَ أنْ لاَ تَجُوعَ فِيهَا ولا تَعْرَى وَأَنّكَ لا تَظْمَأ فيها ولاَ تَضْحَى) قرأ نافعٌ وأبو بكر بالكسر: إما على الاستئناف، أو بالعطف على جملة إن الأولى، والباقون بالفتح بالعطف على (أنْ لا تجوع).

السابع: أن تقع بعد (حتى)، ويختص الكسر بالابتدائية نحو: (مَرِضَ زَيْدٌ حَتَّى إنّهُمْ لاَ يَرْجُونَهُ) والفتح بالجارَّةِ والعاطفةِ نحو: (عَرَفْتُ أُمُوركَ حتى أنّكَ فَاضِلٌ).

الثامن: أن تقع بعد "أمَا نحو: (أمَا إنَّك فَاضِلٌ)، فالكَسْرُ على أنها حرفُ استفتاح بمنزلة "ألاَ" والفتح على أنها بمعنى "أَحَقَّا".

التاسع: أن تقع بعد (لاَ جَرَمَ) والغالبُ الفَتْحُ، نحو: (لاَ جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ) فالفتح عند سيبويه على أن (جَرَم) فعلٌ ماضٍ، و (أن) وَصِلَتَهَا فاعلٌ، أي: وَجَبَ أن الله يعلم و (لا) صلة وعند الفراء على أن (لاَ جَرَمَ) بمنزلة "لاَ رَجُلَ"، ومعناهما "لاَ بُدَّ" وَمِنْ بَعْدَهُما مُقَدَّرَة، والكسر على ما حكاه الفراءُ من أن بعضهم ينزلها مَنْزلَةَ اليمين، فيقول: (لاَ جَرَمَ لآتِيَنّكَ)." اهـ

فهلا شارحٌ لما سبق من المواضع، حيث أشكل عليَّ بعضها، واستغلق عليَّ البعض الآخر، والله يجزيه خير الجزاء ..

أختكم ..

قبة الديباج ..

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[27 - 09 - 2006, 09:58 م]ـ

أختي الكريمة: قبة الديباج

السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

إليك ما كتبه العلامة اللغوي عباس حسن في الموسوعة المسماة (النحو الوافي) حول فتح همزة إن و كسرها, ففيها تفصيل وشرح مستفيض حول هذا الموضوع:

لهمزة "إنّ" ثلاثة أحوال، وجوب الفتح، ووجوب الكسر، وجواز الأمرين.

الحالة الأولى: تقرة إلى اسم مرفوع، أو منصوب، أو مجرور، ولا سبيل للحصول على ذلك الاسم إلا من طريق مصدر منسبك من "أنّ" مع معموليها. ففى مثل: شاع أن المعادنَ كثيرةٌ فى بلادنا. سرنى أنك بارٌّ بأهلك - لا نجد فاعلا للفعل: "شاع" ولا للفعل: "سَرَّ" مع حاجة كل فعل للفاعل، ولا وسيلة للوصول إليه إلا بسبك مصدر مؤول من: "أنّ" مع معموليها؛ فيكون التقدير: شاع كثرةُ المعادِن فى بلادنا - سرنى برُّك بأهلك وكذلك الفعل: "زاد" فى قول القائل:

لقد زادنى حُبًّا لنفْسِىَ أننى

بغيضٌ إلىّ كل امرئٍ غير طائلِ

وفى مثل: عرفت أن المدن مزدحمة - سمعت أن البحار ممتلئةً بالأحياء ... نجد الفعل: "عرف" محتاجاً لمفعول به، وكذلك الفعل: "سمع". فأين المفعولان؟ لا نتوصل إليهما إلا بسبك مصدر مؤول من: "أن" مع معموليها؛ فيكون التقدير: عرفت ازدحامَ المدنِ - سمعت امتلاءَ البحارِ بالأحياء.

وفى مثل: تألمت من أن الصديقَ مريضٌ - فرحت بأن العربىَّ مخلصٌ للعروبة ... ، نجد حرف الجر: "مِنْ" ليس له مجرور، وكذلك حرف الجر: "الباء" وهذا غيرُ جائز فى العربية.

فلا مفر من أن يكون المصدر المنسبك من "أنّ" مع معموليها فى الجملة الأولى هو المجرور بالحرف: "منْ" وفى الجملة الثانية هو المجرور "بالباء". والتقدير: تألمت من مرضِ الصديقِ - وفرِحتُ بإخلاص العربىِّ للعروبة ... وهكذا كل جملة تتطلب اسماً لها، ولا سبيل لإيجاده إلا من طريق مصدر منسبك من "أنّ" مع معموليها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير