تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المسألة الزنبورية .. ؟؟]

ـ[عبد الغاني العجان]ــــــــ[06 - 10 - 2006, 07:21 م]ـ

بسم اله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وإخوانه وحزبه.

المسألة الزنبورية.

قالت العرب: "قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور فإذا هو هي"، وقالوا أيضا: "فإذا هو إياها".وهذا هو الوجه هو الذي أنكره سيبويه لما سأله الكسائي.

وكان من خبرهما أن سيبويه قدم على البرامكة، فعزم يحيى بن خالد على الجمع بينهما، فجعل لذلك يوما، ثم سأله ثانية وثالثة وهو يجيبه ويقول له أخطأت، فقال له سيبويه: هذا سوء أدب. فاقبل عليه الفراء فقال له: إن في هذا الرجل حدة وعجلة، ولكن ما تقول فيمن قال:"هؤلاء أبون ومررت بأبين"كيف تقول على مثال ذلك من وأيت أو أويت، فأجابه فقال: أعد النظر، فقال: لست أكلمكما حتى يحضر صاحبكما، فحضر الكسائي فقال له [الكسائي]: تسألني أو أسألك؟ فقال سيبويه: سل أنت؟ فسأله عن هذا المثال: فقال سيبويه: " فإذا هو هي" ولا يجوز النصب، وسأله عن أمثال ذلك نحو:

" خرجت فإذا عبد الله القائم أو القائمَ "فقال: فقال له: كل ذلك بالرفع فقال الكسائي: العرب ترفع كل ذلك وتنصب، فقال يحيى: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما؟ فقال له الكسائي هذه العرب ببابك قد سمع منهم أهل البلدين فيحضرون ويُسالون. قال يحيى وجعفر: أنصفت. فأُحضروا فوافقوا الكسائي. فاستكان سيبويه فأمر له يحيى بعشرة آلاف درهم فخرج إلى فارس فأقام بها حتى مات، ولم يعد إلى البصرة فيقال: أن العرب قد أرشوا على ذلك وإنهم علموا مكانة الكسائي عند الرشيد. ويقال: إنهم قالوا: القول قول الكسائي ولم ينطقوا بالنصب، وإن سيبويه قال ليحيى: مرهم أن ينطقوا بذلك، فإن ألسنتهم لا تطوع به.

وق أحسن الإمام الأديب أبو الحسن حازم بن الأنصاري القرطاجني إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة والمسألة:

و العرب قد تحذف الأخبار بعد إذا*******إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما

وربما نصبوا للحال بعد إذا*******وربما رفعوا من بعدها، ربَما

فإن توالى ضميران اكتسى بهما *******وجهُ الحقيقة من إشكاله غَمما

لذلك أعيت على الأفهام مسألة***** أهدت إلى سيبويه الحتف والغُمما

قد كانت العقرب العوجاء أحسبها *******قِدْما أشد من الزنبور وَقع حُما

وفي الجواب عليها هل"إذا هو هي"******أو هل " هو إياها "قد اختصما

وخطأ ابن زياد وابن حمزة في*******ما قال فيها أبو بشر وقد ظلما

وغاظ عمرا علِي في حكومته******ياليته لم يكن في أمره قد حكما

كغيظ عمر عليا في حكومته****** ياليته لم يكن في أمره قد حكما

وفجع ابن زياد كل منتخب*******من أهله إذ غدا منه يفيض دما

كفجعة ابن زياد كل منتخب****** من أهله إذا غدا منه يفيض دما

وأصبحت بعده الأنفاس باكية*******في كل طِرْس كدمع سح وانسجما

وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم*******لولا التنافس في الدنيا لما أضما

والغَبن في العلم أشجى محنة عُلمت******وأبرح الناس شجوا عالم هضما

وتحية باركة طيبة ن عند الله.

هوامش:

-ابن زياد هو الفراء واسمه يحيى.

-ابن حمزة هو الكسائي واسمه علي وأبو بشر.

-سيبويه واسمه عمرو.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير