ـ[الطالب العربي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 08:47 م]ـ
أساتذتي الكرام:
الدكتور / حجي، والأستاذ مهاجر:
عاجز عن تقديم الشكر الذي يليق بما قدمتماه من معلومات؛ ولكن ليس لدي إلا أن أشكركما ولو كان قليلاً بحقكما، وبارك الله في علمكما ونفع به، وجزاكما الله عني خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 09:08 م]ـ
أخي الفاضل،
إليك حاشية تأثيلية في وزن لفظ الجلالة (الله) سبحانه وتعالى، كنت نشرتها في أحد مواقع الفصيح، فيها بعض الجواب على سؤالك، وإضافات على شروح الزميلين الكريمين:
توضيحات لغوية بشأن لفظ الجلالة في العربية: "الله" سبحانه وتعالى.
لكلمة "إله" في اللغات السامية جذران اثنان هما:
الجذر الأول:
إلٌّ ( ill-um) الأكادية: إلٌم (= ill-um)، العبرية: ?? (=? l)، الفينيقية والأوغاريتية: /إلّّ/ السريانية: ??? (= ell?). العربية: /إلٌّ/ وهو الله سبحانه وتعالى. (انظر معنى إلٍّ في الآية الكريمة: لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة. (10:9) وكذلك معنى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تُلي عليه بعض من "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ"، علماً أن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى فليتنبه إلى ذلك. ولقد أخطأ أصحاب المعجم الوسيط بتعريفهم "إلّ" بالعهد). ويؤنث هذا اللفظ في العربية على: /إلَّةٌ/ (= illat-un) ومنها جاء اسم الصنم "اللات".
واسم مدينة "بابل" بالأكادية: باب إلّيم (= B?b Ill-?m) أي "باب الآلهة". ولا علاقة لاسم "بابل" ببلبلة الألسن الواردة في التوراة لا من بعيد ولا من قريب. ويرد الاسم في العبرية كثيراً في أواخر الأسماء مثل اسماعيل وميكائيل وإسرائيل، وورد في العربية في أسماء مثل ياليل وشرحبيل.
الجذر الثاني:
إله (بإضافة الهاء) العبرية: ???? (= el?ah، وانحراف اللفظ في العبرية مصدره انقلاب ألف المد قبل حروف الحلق إلى ? a). وهذا اللفظ نادر الورود في التوراة بالمفرد وكثير الورود فيها بصيغة الجمع هكذا: ????? (= el?h?m = إلوهيم. ويرى علماء التوراة في جمع اسم الإله فيها مشكلة لاهوتية عويصة ويرى بعضهم أن ذلك "جمع جلالة" أو pluralis majestatis). الآرامية القديمة: ???? (= el?h). السريانية: ???? (= el?h?) " الإله" والألف نهاية الكلمة للتعريف. العربية: /إله/، /إلاه/.
وأصل لفظ الجلالة "الله": الإله. وحذفت الهمزة وفخمت اللام في اللفظ للتوكيد الشديد على تفرد اللفظ للدلالة على الإله المعبود بحق تمييزاً للاسم عن غيره من الأسماء التي تطلق على الأوثان. ومن ثم استعمل للعلمية والله أعلم.
إذاً نحن إزاء جذرين اثنين واحد ثنائي والآخر ثلاثي. وربما يكون الجذر الثنائي هو الأصل فأضيفت إليه الهاء كما أضافوها إلى الأم (/أم/ – /أمه/ وهذا في سائر الساميات أيضاً والهاء لا تظهر فيها إلا في حالة الجمع ـ "أمهات").
وأميل إلى الاعتقاد ـ والله أعلم ـ أن لفظ الجلالة لم يكن علماً في الأصل بل أصبح علماً للدلالة على الإله المعبود بحق وهو الاسم الذي يستعمله المسلمون والمسيحيون العرب واليهود المستعربون للدلالة على الإله المعبود بحق عندهم.
أما God/Dieu/Theos في اللغات الجرمانية واللاتينية واليونانية فليس اسم علم بل كلمات للدلالة على الإله عموماً.
ودأب أتباع الديانات السماوية في الغرب على رسم هذه الكلمات بالحرف الكبير تمييزاً للإله المعبود بحق عندهم عن الأوثان، تماماً مثلما ميز العرب ذلك بإضافة الألف واللام إلى "إلاه" بعد حذف همزتها وتفخيم لامها. والفرق بين الطريقتين هو أن التمييز في العربية يكون نطقاً وكتابةً، أما في اللغات الأوربية فيكون كتابةً فقط إذ لا تمييز في اللفظ بين أحرف صغيرة وكبيرة. وأنا لا أرى بأساً من ترجمة لفظ الجلالة إلى اللغات الأوربية بـ God/Dieu/Theos للأسباب التي تقدمت.
أما "يهوة" فهو اسم الإله المعبود بحق في العبرية حسب التوراة. ولأن لفظه محرم على اليهود فإن أحداً لا يعرف كيف يلفظ؛ ويشار إليه في العبرية بـ "الاسم" أو "أدوناي" (= السيد، الرب)، ويشار إليه في أدبيات الكتاب المقدس بـ Tetragrammaton من اليونانية (??????????????) أي "الأحرف الأربعة".
عبدالرحمن السليمان
ـ[الطالب العربي]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 09:21 م]ـ
أستاذي المفضال / عبدالرحمن:
أشكر لك إضافتك القيمة، التي أنا في أمس الحاجة إليها، فجزاك الله عني خير الجزاء، وبارك الله فيك وفي علمك ونفع به.
ـ[أبو الدحداح]ــــــــ[11 - 10 - 2006, 11:16 م]ـ
بارك الله في الجميع وهدانا وهداكم إلى الخير آمين
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 10:27 ص]ـ
سؤال على الهامش لأخي الدكتور عبد الرحمن:
هل التأثيل يقصد به التأصيل أم أن الكلمة لها معنى اصطلاحي آخر ...
وشكراً
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 10:32 ص]ـ
أخي الكريم محمد ماهر،
السلام عليكم،
يقصد بالتأثيل علم الاشتقاق.
سلمك الله،
أخوك عبدالرحمن.
¥