تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موضوع النقاش: قول الله تعالى " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ".

المطلوب: طلب الأخ بيان إعراب لفظ الجلالة.

ملخص إجابتي السابقة: أنه مضاف إلى

"إلا " التي هي بمعنى "غير" فتحمل لفظ الجلالة الحركة عنها فارتفع لفظاً. ولما كان الإعراب الآخر منتقد " وهو جعل لفظ الجلالة بدلاً وإلا ‘لى أصل بابها تعين ذا الإعراب واستقر.

الإعتراض من الأخ: إعتراض الأخ متكون من

مقدمة.

ثم استدلال بأعم ما يكون.

ثم تحديد بعض أفراد ذلك العام.

فالمقدمة هي قوله "أخي تيسير: سلام الله عليك،

شكرا لك على هذا البرهان المنطقي النحوي العقلي الأصولي (التقسيم والإبطال)،ولكن عرفتَ أشياء كثيرة وغابت عنك أشياء قليلة،

وليت نحوي! لوكان الأمر كما قلت! " انتهى كلام الأخ.

وهي مقدمة طيبة ومن الإنصاف شكر الأخ الكريم.

ثم استدل بأعم ما يكون فقال "أخي، لو لم يكن في الآية الكريمة سوى هذين الإعرابين لكنتَ محقا؛ ولكن جلمود يأتي بما لا تشتهي بعض النحاة

ففي الآية الكريمة إعرابات كثيرة، بل والمعنى عليها يصلح " انتهى كلام المعترض.

وهذا لابد من بيان مغمزين هنا:

الأول: قوله "ولكن جلمود يأتي بما لا تشتهي بعض النحاة " بل هو جاء بما لا يشتهي سواد النحاة الأعظم وذلك لا فخر فيه ولا مباهاة.

والثاني: الأخ الكريم جمع "إعراب " بالألف والتاء وهو ما تأباه صنعة النحو فالفظ لا يجري على حدها اللهم إلا إن تكلفنا له عظيم تكلف حتى يكون هذا الجمع من أردئ ما يكون أي نصوبه مع ردائته ولم أجد من جمع إعراب بالألف والتاء من من يشهد لهم أوممن لا يشهد، ولا أتحمل عهدة التصويب.

ثم حدد بعض أفراد الاستدلال العام بقوله "ففي الآية الكريمة إعرابات كثيرة، بل والمعنى عليها يصلح، ومن ذلك ما ذكره أستاذي الأغر بقوله:

اقتباس:

(إلا) بمعنى بدل أو مكان أي: لو كان فيهما آلهة بدل الله.

أو التي بمعنى الواو، أي/ لو كان فيهما آلهة والله، أي مع الله. " انتهى كلام المعترض

فأقول هنا ثلاث أمور:

الأول: الأخ اعترض لما قصرت الإعرب جاعلاً "إلا " بمعنى "غير".ثم هو أدعى أنها قد تكون بمعنى " الواو " أو بمعنى " بدل " وقال المعنى يصلح، فأقول: قرر النحاة أن الحمل على المشهور أولى من الحمل على الشاذ، فقلت كيف بما لا يثبت فالأخ ادعى أن إلا تأتي بمعنى بدل ولم يدلل على ذلك بل يطلب مني التدليل على أن إلا هنا بمعن غير. (فتعجبت) وقلت آلنحو قواعد فقط أم أسلوب فكر ومناهج احتجاج ثم قلت لابأس احتج قائلاً:

قال ناظر الجيش في شرح التسهيل " قال المصنف الباء من قولي بإلا متعلقة بالمخرج واحترز بذلك من إلا بمعن غير كقوله تعالى (لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا).

قال الأخفش في معني القرآن" فقوله (إلا الله) صفة ولولا ذلك لانتصب ".

قال ابن هشام في المغني " الثاني - أي من معاني إلا - أن تكون صفة بمنزلة غير فيوصف بها وتاليها، جمع منكر أوشبهه فمثال المنكر (لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا). انتهى.

فأقول وأكثر ما عجبت لما قال الأخ أنها قد تكون بمعنى الواو ولكن خالط العجب حزن إذ كيف يقال هذا ولم ينتبه إلا أنها إن كانت كذلك لانتصب لفظ الجلالة ولم يرتفع، إذ أن سبب رفع لفظ الجلالة هو الحركة الساقطة عليه من المبنى قبله أي الحركة التي يسمونها " معارة ".

ثم أردف ما قال بدعواه أن إلا بمعنى بدل فكانت القاصمة وليس لشيء بل لأن الذي يطلب الدليل ممن قال بأن إلا هنا بمعنى غير وقد سار هذا القول سير ذي القرنين فكنت انتظر منه أن يدلل على ما ادعى بدواوين شعر ومأثورات لا أن يطلق الكلام إطلاق السوام.

ثم إن سلمنا له بذلك فيعلم كل من اشتغل بالمعاني أن تقدير غير أفصح وأبلغ من تقدير بدل - بزعمه- ثم يمنع ذلك ما منع تقديرها بمعنى الإستثناء وليتدبر اللبيب ذلك فقولك (إن كان فيهما آله بدل الله لفسدتا) لا يمنع أنهم إن كانوا معه لا بدلا منه لم تفسد. فليتأمل

وفي النهاية قال "ملحوظة: احذر الأخطاء الكتابية، وإلا أصابتك سهام مشرفينا المصححةوقد تركوك هذه المرة إكراما وترحيبا، ولا أظنهم يفعلون مرة أخرى"

قلت: الحمد الله الذي جعل الخطأ مني مقصوراً على الكتابة على الحاسب فلا يضيرني ذلك.

وفي النهاية أبين موقفي من العضو وأقول:

هو إما مريد للحق أو مجادل

فإن كان الثاني -وحاشاه- فلا غرض لى فيه.

وإذا كان الأول فلقد بالغت له في النصيحة ووأريته الحق رأي عيان بمزيد قول وفرط بيان.

والحمد لله رب العالمين

ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 01:56 ص]ـ

أخي جلمود:

إليك الإعراب الصحيح الذي يثلج قلبك.

إلا: حرف استثناء بمعنى غير في محل رفع نعت لآلهة.

الله: مضاف إليه مرفوع لفظا مجرور محلا بالكسرة منع من ظهورها

حركة إلا المعارة لما بعدها.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 09:47 م]ـ

كتب إلي الأخ جلمود أنه وجد في الدر المصون أن الفراء ذكر أن الهدى يذكر وأنه قد يؤنث في لغة بني أسد، فكتبت إليه:

أقبل رواية الفراء، وأصاب جلمود وأخطأ الأغر.

وقد وجدت في المذكر والمؤنث لأبي حاتم أن بني أسد يقولون: هذه هدى حسنة.

قلت نثق برواية أئمة اللغة، ولا اجتهاد مع النص، ولكن لو كان لي أن أجتهد لقلت: هدى هذه ليست مصدر هدى يهدي، وإنما هو جمع لهُدْيَة، بمعنى الوجهة، كمدية ومدى، ونهية ونهى، وصوّة وصوى.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير