تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 03:10 م]ـ

هذه قصيدة المعري في رثاء الفقيه الحنفي الحلبي، فيها من الحكم الجميلة،

أرجو أن يكون فيها الفائدة:

ضجعة الموت رقدة

غيرُ مجدٍ في ملّتي واعتقادي=نوح باكٍ ولا ترنم شاد

وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِي =س بصوت البشير في كل ناد

أبَكَت تلكم الحمامة أم غ=نّت على فرع غصنها الميّاد

صاح هذي قبورنا تملأ الرُح=بَ فأين القبور من عهد عاد

خفف الوطء ما أظن أديم ال=أرض إلا من هذه الأجساد

وقبيح بنا وإن قدُم العه=د هوان الآباء والأجداد

سر إن اسطعت في الهواء رويداً=لااختيالاً على رفات العباد

رُب لحدٍ قد صار لحداً مراراً=ضاحكٍ من تزاحم الأضداد

ودفينٍ على بقايا دفين=في طويل الأزمان والآباد

فاسأل الفرقدين عمّن أحسّا= من قبيلٍ وآنسا من بلاد

كم أقاما على زوال نهار=وأنارا لمدلج في سواد

تعبٌ كلها الحياة فما أع=جب إلا من راغبٍ في ازدياد

إنّ حزناً في ساعة الموت أضعا=ف سرورٍ في ساعة الميلاد

خُلق الناس للبقاء فضلّت =أمة يحسبونهم للنفاد

إنما ينقلون من دار أعما=لٍ إلى دار شِقوة أو رشاد

ضجعة الموت رقدة يستريح ال=جسم فيها والعيش مثا السهاد

أبَنات الهديل أسعدن أو عد=ن قليلَ العزاء بالإسعاد

إيه لله درّكن فأنتن ال=لواتي تحسنّ حفظ الوداد

بيد أنّي لا أرتضي ما فعلت=نّ وأطواقكنّ في الأجياد

فتسلّبن واستعرن جميعاً=من قميص الدجى ثياب حداد

ثم غردن في المآتم واندب=ن بشجوٍ مع الغواني الخراد

قصد الدهر من أبي حمزة الأّوّ=اب مولى حِجىً وخدن اقتصاد

وفقيهاً أفكاره شدن للنّع=مان مالم يشده شعر زياد

فالعراقيُّ بعده للحجاز=يّ قليل الخلاف سهل القياد

وخطيباً لو قام بين وحوش=علّم الضاريات بِرّ النِّقاد

راوياً للحديث لم يحوج المع=روف من صدقه إلى الأسناد

أنفق العمر ناسكاً يطلب العل=م بكشفٍ عن أصله وانتقاد

مستقي الكف من قليبِ زجاجٍ=بغروب اليراع ماء مداد

ذا بنانٍ لا تلمس الذهب الأح=مر زهداً في العسجد المستفاد

ودّعا أيها الحفيّان ذاك ال=شخص إنّ الوداع أيسر زاد

واغسلاه بالدمع إن كان طهراً=وادفناه بين الحشى والفؤاد

واحبواه الأكفان من ورق المص=حف كبراً عن أنفس الأبراد

واتلوَا النعش بالقراءة والتس=بيح لا بالنحيب والعداد

أسفٌ غيرُ نافع واجتهادٌ=لا يؤدّي إلى غَناء اجتهاد

طالما أخرج الحزين جوى الحز=ن إلى غير لائقٍ بالسداد

مثلَ ما فاتت الصلاة سليما=ن فأنحى على رقاب الجياد

وهو من سُخرت له الإنس والج=ن بما صح من شهادة صاد

خاف غدر الأنام فاستودع الرِّي=ح سليلاً تغذوه درّ العهاد

وتوخى له النجاة وقد أي=قن أن الحِمام بالمرصاد

فرمته به على جانب الكر=سيّ أم اللُّهَيم أخت النآد

كيف أصبحت في محلّك بعدي=ياجديراً مني بحسن افتقاد

قد أقرّ الطبيب عنك بعجز=وتقضّى تَرددُ العوّاد

وانتهى اليأس منك واستشعر الوج=د بأن لامعاد حتى المعاد

هجد الساهرون حولك للتم=ريض ويحٌ لأعين الهجّاد

من أسرة مضوَا غير مغرو=رين من عيشة بذات ضماد

لا يغيّركم الصعيد وكونوا=فيه مثل السيوف في الأغماد

فعزيزٌ علي خلطُ الليالي=رِمِّ أقدامكم بِرِمّ الهوادي

كنتَ خل الصبا فلما أراد ال=بين وافقتَ رأيه في المراد

ورأيت الوفاء للصاحب الأ=ول من شيمة الكرام الجواد

وخلعت الشباب غضّاً فيا لي=تك أبليته مع الأنداد

فاذهبا خير ذاهبين حقيقي=نِ بسقيا روائح وغواد

ومَراثٍ لو أنهن دموعٌ=لمَحَون السطور في الإنشاد

زحلٌ أشرف الكواكب داراً=من لقاء الردى على ميعاد

ولِنار المريخ من حَدَثَان الده=ر مطفٍ وإن علَت في اتقاد

والثريا رهينةٌ بافتراق ال=شمل حتى تُعدُّ في الأفراد

فليكن للمحسّن الأجلُّ المم=دودُ رغماً لآنف الحساد

وليطب عن أخيه نفساً وأبنا=ء أخيه جرائحِ الأكباد

وإذا البحر غاض عني ولم أر=وَ فلا رِيّ بادّخار الثِّماد

كل بيت للهدم ما تبتني الور=قاء والسيد الرفيع الهماد

والفتى ظاعنٌ ويكفيه ظل ال=سدر ضربَ الأطناب والأوتاد

بان أمر الإله واختلف النا=سُ فداع إلى ضلال وهاد

والذي حارت البرية فيه=حيوان مستحدث من جماد

واللبيب اللبيب من ليس يغت=رُّ بكونٍ مصيره للفساد

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[11 - 08 - 2009, 05:29 م]ـ

استدراك

ألى الأخت المجيبل أكرمها الله

عودة للحديث عن " ما الحجازيّة " وتقدّم خبرها على اسمها

جاء في كتاب دليل السالك إلى ألفية ابن مالك:

"- ما. وهو حرف يفيد نفي المعنى عن الخبر في الزمن الحالي عند الإطلاق. وبعض العرب كالحجازيين يعمله. وبعض آخر كبنى تميم يهمله مع بقاء معناه (510)، فالذين يعملونها وهم الحجازيون. يرفعون بها الاسم وينصبون الخبر نحو: ما الحقُّ منهزماً، وبلغتهم جاء التنزيل، قال تعالى: (ما هذا بشراً ((511) وقال تعالى: (ما هنّ أمّهاتهم ((512) بكسر التاء. ولا تعمل عندهم إلا بأربعة شروط:

1) ألا يقترن اسمها بإنِ الزائدة. فيبعد شبهها بليس، لكون (إن) لا تقترن باسمها. فإن اقترن بطل عملها نحو: ما إنِ الحقُ منهزمٌ.

2) ألا ينتقض نفي خبرها (بإلا) فإن انتقض بطل عملها نحو: ما دنياك إلا فانية. ومنه قوله تعالى: (وما محمدٌ إلا رسولٌ ((513).

……فإن انتقض النفي بـ (غير) لم يبطل عملها نحو: ما الظلم غيرَ مردٍ لصاحبه. بنصب (غير) على أنها خبر ما.

3) ألا يتقدم الخبر فإن تقدم بطل علمها نحو: ما عَيْبٌ الفقرُ والأصل: ما الفقر عيباً، إلا إن كان الخبر شبه جملة وهو الظرف والجار والمجرور فإنه يجوز - مع تقدمه - إعمالها وإهمالها نحو: ما بالآباء فخركم. ونحو: ما عندي كتابك. فعند الإعمال يكون شبه الجملة في محل نصب خبر مقدم لـ (ما)، وعند الإهمال يكون في محل رفع خبر المبتدأ."

وكذلك جاء في كتاب النحو الوافي لعباس حسن

وعليه يكون قول أختنا صوابا

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير