تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[الفراء]ــــــــ[27 - 05 - 2004, 09:57 م]ـ

أخي الفاضل حازم السلام عليكم ... شكراً لك على كل ما قلت، وإليك أسطراً قليلة فيها إيضاح لبعض ما قلتَ وتوضيحاً للمسألة عموما ً، وقد تحريتُ الاختصار قدر الإمكان لأن خير الكلام ما قل ودل ... .

1 ـ أخي الفاضل: أنت تقول: (أما أنا فأرى أن تبقى الأفعال على معناها اللغوي التي وُضعت من أجله ولا يُصرف الفعل عن معناه الأصلي إلى معنىً آخر إلا إذا كان معنى الجملة لا يقوم إلا بصرف الفعل عن معناه الأصلي، وتأويله بمعنىً آخر.).

وأنا أرى مثل رأيك ولذا لما كان معنى الجملة لايستقيم ـ في نظري ـ إلا بصرف الفعل عن معناه صرفته إلى معنى صار.

وقلت حفظك الله: (وقد قيل: إن هناك عشرة أفعال أو أكثر تعمل عمل (صار)، لكني لم أجد ذلك في ألفية ابن مالك، ولم أجدها في (أوضح المسالك) لابن هشام، ولم أجدها في شرح الأشموني، وقد ورد هذا الشيء في حاشية الخضري، وبعض كتب المتأخرين).

أقول: ذكر هذه الأفعال ومنها (راح) عدد كبير من النحويين، منهم على سبيل المثال: الزمخشري في المفصل ص 263، والزمخشري أعتقد أنك تعلم أنه ليس من المتأخرين فهو متوفى سنة 538هـ، وذكرها كذلك شراح المفصل كابن يعيش ت 643هـ، وابن الحاجب ت 686هـ، وذكرها كذلك ابن عصفور في كتابيه المقرب ص 139، وشرح الجمل 1/ 383.

وأنت قلت: (ولم أجدها في شرح الأشموني)، أقول: بل هي موجودة فيه، انظر شرح الاشموني 1/ 181، قال: (تنبيه: مثل صار في العمل ما وافقها في المعنى من الأفعال وذلك عشرة وهي: آض ورجع وعاد و ... وراح).

2 ـ كلامك في القضية الرابعة مضطرب ومتناقض، أخي: أنت ترى أنها مفعول لأجله، أوكنت ترى ذلك، إذاً يجب أن تكون ضحية على هذا الأساس مصدرا!!!. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا الاعتراض عليّ بقولك: (إن كانت مصدراً فما هو فعلها؟).

على كل حال أنت طلبت مني فعلها، وإاليك ما طلبت:

قال حسان رضي الله عنه يرثي عثمان رضي الله عنه:

ضحوا بأشمط عنوان السجود به ## يُقطِّع الليل تسبيحاً وقرآنا

3 ـ أما الدليل القاطع بأن (ضحيته) لايجوز أن تكون حالاً، فلأنها جاءت معرفة، وقد اتفق جمهور النحويين على أن الحال يجب أن تكون نكرة، وبينوا أنها قد تأتي معرفة، لكنهم ذكروا أمرين مهمين هما:

أ ـ أن المعرفة يجب أن تؤول بنكرة، ((وهل يمكن تأويل ضحيته في الجملة السابقة؟!!)).

ب ـ أن ماجاء من الحال معرفة يجب أن نقف فيه على المسموع من كلام العرب ولايجوز القياس عليه، قال الأستاذ عباس حسن رحمه الله: (لاتكون الحال إلا نكرة كالأمثلة السالفة، وقد وردت معرفة في ألفاظ مسموعة لايقاس عليها، ولايجوز الزيادة فيها، ومنها ... ) انظر: النحو الوافي 2/ 375.

وانظر قريباً من هذا في: شرح التسهيل لابن مالك 2/ 326، وشرح الكافية للرضي 2/ 54، والارتشاف لأبي حيان 3/ 1562.

أخي الكريم أشكرك شكراً جزيلا على أسلوبك الرائع في الحوار، كذلك أشكرك على أن جعلتني أجدد عهدي بمصادر بَعُد عهدي بها.

وأرى إن كان هناك تعقيب منك أو من غيرك أن يتركز حول القضية الأخيرة فهي محور النقاش.

وتحياتي للجميع وبالأخص صاحب السؤال (الأخفش).

ـ[حازم]ــــــــ[02 - 06 - 2004, 08:30 ص]ـ

سُلُوِّي عن هَواكُمْ لا يَجُوزُ && وبعضُ هَواكُمُ كُلِّي يَحُوزُ

وبعضُ هَوى البَرايا مُسْتعارٌ && ولكنْ حُبُّكُمْ عندي غَريزُ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أستاذي العزيز الفاضل الفرّاء

وأسأل الله العليّ القدير أن يبارك في علمك، ويرزقك سعادة الدارين.

لا أستطيع أن أخفي سعادتي وأنا معكم في هذا المنتدى المفيد الرائع والمتميز بالأكابر من أهل العلم والفضل مثلكم ومثل باقي الأساتذة الكرام.

وإن كان نقاشنا من أجل قضية جمعتنا، وتباينت فيها وجهات النظر، فيظل هذا الاختلاف من أجل الوصول إلى أقرب الصواب، ووالله، قد استفدت استفادة عظيمة من هذه المسألة، وكل هذا بفضل مصاحبة أمثالكم من أهل العلم، وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم.

أستاذي الحبيب: سأفترض أن الإيرادات التي أوردتها على أدلتكم السابقة، والتي لم تجيبوا عنها، مرجع ذلك إلى أمرين:

الأول: اقتناعكم بما أجبتكم عنه على أسئلتكم السابقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير