تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلى جانب إشرافه رحمه الله تعالى على الرسائل العلمية في درجة الماجستير والدكتوراه، كرسالة الدكتوراه للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي الموسومة بـ (أحكام الجراحة الطبية والآثار المترتبة عليها)، وهي مسجلة يمكن سماعها.

ـ[آل شطارة الجزائري]ــــــــ[13 - 10 - 10, 11:33 ص]ـ

موقف مع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى

كان الشيخ رحمه الله تعالى دائما ينصح طلبته بتعلم النحو وممارسته في الحياة اليومية بالتكلم بالعربية وحفظ المتون فيه، ولقد نال رحمه الله تعالى قصب السبق في ذلك فكان قوي الحجة في علم النحو يحفظ الألفية والشواهد والأشعار، أديبا مفوها، بل كان الشيخ أول ما بدأ التدريس في المعهد درس مادة النحو وكان متفوقا فيها جدا، وقال مرة (كنت أدرس الطلاب فإذا بالشيخ ابن باز يستأذن في الدخول والجلوس للاستماع، قال فتأهبت ورحبت به، وأكملت درسي والشيخ يستمع ولا يتكلم، حتى إذا انقضت ساعة الدرس ذهبت إليه وقلت: هل من ملاحظات يا شيخنا، فأجاب الشيخ: لا، ولكن مستواك في النحو قوي فحاول أن تسهل على الطلاب أكثر، وشكر سعيي ثم انصرف رحمه الله تعالى).

هكذا كان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يتفقد رعيته حتى قال الشيخ الوائلي (كانت مجالس الشيخ ابن باز كلها مذاكرة، وما أذكر أني جلست معه إلا ومجالسه فيها الذكر)، بهذا الجيل الفريد تأثر الشيخ الوائلي رحمه الله تعالى، وكان دائما يثني عليهم ثناء حسنا، كيف وهم مربوه ومعلموه رحمة الله على الجميع.

صفاته الخَلقية والخُلقية

أما صفاته الخَلقية رحمه الله تعالى فقد كان ربعة إلى القصر أميل، أبيض شامخ الأنف، قليل اللحية يصبغ بالكتم كأنه السواد، يأخذ شاربه من أسفله على مذهب مالك، حاذق النظر، صبيح الوجه مع طول فيه، إذا أعجبه الشيء ابتسم وكان جل ضحكه التبسم، يتهلهل وجهه عند رؤية الأحبة، إذا مشى قبض يده كأنه في صلاة يمسك المشلح، تعلوه الهيبة والسكينة، تعرف أنه من العلماء رحمه الله تعالى.

أما صفاته الخُلُقيّة فقد كان رحمه الله تعالى منخفض الجناح، لينا خاصة مع الطلاب، وخاصة مع الصغار منهم، ورأيت ذلك منه مرارا، ينصحهم ويوجههم ويسأل عن حالهم كثيرا، كأنما يتذكر يوم أن كان صغيرا، عزيز النفس لا يسأل أحدا حتى في أمور سهلة، كأن يطلب من طلابه كأس ماء أو صحن تمر بجانبهم، بل هو يأتي به رحمه الله تعالى، إذا حضر الغريب سأله عن حاجته وبدأ به، بعيدا عن الشهرة والمدح، يحب من يسأل ليستفيد، وقد كان (فتح باب النقاش) كما كان يقول قبل درسه في القواعد بنصف ساعة تقريبا قبل المغرب، فيحتف حوله الطلاب ويسألونه عما أشكل عليهم وهو معهم في أخذ ورد، لا يتذمر ولا يتضجر أبدا، مثالٌ للعالم المربي حقا، الذي جمع بين العلم والرحمة بالمتعلمين، رحمه الله تعالى.

التدريس بالمسجد النبوي

بدأ الشيخ الوائلي رحمه الله تعالى عام 1416هـ التدريس بالمسجد النبوي الشريف، وقد أخبرني رحمه الله تعالى أنه طلب منه قبل ذلك الوقت ولكنه اعتذر بكثرة الأشغال في الجامعة الإسلامية وضيق الوقت، إلى أن يسر الله له الأمر فعقد مجلسه بعدما قفل الناس من حجهم، واختار أن يكون درسه في كتاب طالما درسه في الجامعة وتمعن فيه ألا وهو كتاب (بداية المجتهد ونهاية المقتصد) لابن رشد الحفيد، وكان هذا الدرس فتحا على طلاب الجامعة الذين استفادوا منه غاية الاستفادة، فبسط ما كان موجزا، وسهل ما استصعب منه وفك رموزه بأسلوب فقهيٍّ متميز، يعرف هذا كل من سمع درسه، حتى أمضى في الكتاب ثمان سنوات كاملة وهو يشرح ويوضح، وكان دائما يذكر رحمه الله تعالى أنه لولا خشية الإطالة لبسط الدرس ولزادت سنواته، ثم بعدما يسر الله تعالى إتمام الكتاب، فتح الشيخ كتاب (الكافي) لابن قدامة المقدسي، هذا الكتاب الذي أمضى فيه قرابة ست سنوات ونصف، لدليل واضح على عمق فقه الشيخ وقوته العلمية، وهو فتح مبين لم يسبق أي أحد –والله أعلم- أن شرح الكتاب بأكمله فيما وصلنا، وبعدما أتم الله سبحانه وتعالى عليه النعمة، قرر الشيخ أن يكون الكتاب الذي يليه كتاب (تقرير القواعد وتحرير الفوائد) لابن رجب الحنبلي، هذا الكتاب الذي كان يقول فيه الشيخ (هو أعجوبة)، دائما يردد قواعده ويعلي بكاتبه، بل كان الشيخ يحفظه، وقد درس طلاب الدراسات العليا فيه، وأخبرني رحمه الله تعالى أن الشيخ صالح

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير