ـ[جهاد بنت زيد]ــــــــ[17 - 12 - 10, 02:17 م]ـ
http://i56.tinypic.com/xnt4qg.png
كتبه ومؤلفاته:
لقد كانت مؤلفاته تتسم بقوة المضمون و التأصيل و جودة العرض و جزالة العبارة حتى إن من يقرأ له يظن أن المؤلف من العلماء المتقدمين و لاغرابة في هذا إذا علمنا أنه من المولعين بكتبهم و مؤلفاتهم و السير على منهجهم - رحمه الله -
* وقال الشيخ محمد بن عثيمين: واصفا كتاب حلية طالب العلم- ما معناه: أن هذا الكتاب شبيه بكتاب مقامات الحريري في الترتيب و الجودة و إذا قرأته فكأنما تقرأ مقامات الحريري ".
و قال -في الثلث الأخير من شرح الكتاب- حينما أوصى الشيخ بعض الطلبة بمراجعة بعض الألفاظ في الكتاب لدقة بعضها و لغور معانيها و خفائها: " أن كتب الشيخ بكر إذا أردت قرائئتها لابد أن يكون معك كتاب القاموس! "
يقول الشيخ عادل آل موسى:
كما أن مؤلفاته – رحمه الله - تعيد في نفس المؤمن العزة الإسلامية .. و البراءة من المشركين و الكافرين و ما يردنا منهم .. فكانت ذا طابع إسلامي عزيز تخلو من الإنهزامية و الركون للشرك و أهله حتى في دقائق الأمور .. فتجده كثيرا ما ينبه في حواشي كتبه ومؤلفاته على كلمات وافدة و أو مولدة و معربة وكان ينفر منها و يستبدلها بما في قاموسنا العربي مما يغني عنها و لقد كان في هذا المجال فريدا في مؤلفاته لم أجد له نظيرا فمثلا:
- كان يكتب بعد التاريخ الهجري في مؤلفاته الرمز بحرف الهاء للدلالة على التاريخ الهجري ليفرق بينه وبين الميلادي ثم عاد وترك ذلك في آخر حياته .. لأننا متبعون للتاريخ الهجري ولا مدخل للتأريخ الميلادي في تأريخنا فلا معنى لوضع رمز للتفريق بين التأريخين ...
- و أيضا كان يكتب في مؤلفاته كلمة "بقلم" تواضعا فكأنها أنزل من كلمة "تأليف" و اقتداء ببعض من يشار إليه في عصره كما ذكر ذلك .. ثم رجع عنها في آخر مؤلفاته
لأنها مولدة وافدة و يستخدمها كتاب الغرب .. ويستخدمونها للرمز إلى أن الإسم مستعار .. فتركها الشيخ لأجل ذلك "ينظر كتاب حراسة الفضيلة ص 12".
فلله درة كان يعيش بنفس عزيزة يبثها للقراء في ثنايا كتبه ..
- و ايضا في كتابه "المدخل المفصل" في مبحث "الكتب المنتقدة" استنقد على بعض المشائخ المعاصرين حينما هذب أحد كتب الحنابلة و سلخ أحكام الرق من الكتاب بحجة عدم الحاجة لها في هذا العصر .. فانتقده الشيخ لأجل ذلك وقال هذا فيه من الإنهزامية و ترك الفأل بالنصر .. فالرق سببه الكفر و يكون بالجهاد الذي هو ماض إلى قيام الساعة فلا يحذف أو يترك وننساق نحو مشاعر اليأس من النصر ..
- وايضا في كتابه "السبحة ص109" نزه المسلم عن حملها للتسلي بها و ذلك لما فيه من مشابهة للكفار و تكثير لسواد المبتدعة .. وذلك حينما استقرا انها في الأصل وافدة من استخدام أهل الكفر و الشرك ..
- و كان لا يرى كتابة حرف " الدال" قبل الاسم تعبيراً عن درجة العالمية العالية على أن يُكتفى بوصف مهنة حامل الشهادة بلسان عربي مبين (كما بين ذلك في كتابه "تغريب الألقاب العلمية")
هذا الذي يحضرني من مؤلفاته للتمثيل مما جاء عفو الخاطر .. ولو فتشتها لوجدت أضعاف أضعاف ذلك ..
* كما أن مؤلفاته تمتاز بكثرة المراجع و وفرتها مما لا يخطر على البال و العزو فيها فيه من الدقة و الشمول ما لا يوصف .. و يندر أن تجد له نظيرا من المعاصرين ..
و سبب ذلك أن الشيخ كان صاحب قراءة منذ صغره وكان –فيما ذكر لي- يفهرس جميع ما يقرأ و يدون فوائده بأرقام الصفحات و يخرجها يرتبها على حسب الموضوعات .. فإذا أراد الكتابة عن مسألة ما .. فتش في فهارسه و وجد مواضع ما يريد الكتابة عنه في الفهارس التي أعدها ..
و لقد ذكر في مقدمة كتابة "معجم المناهي اللفظية" أنه لم يكن يخطر له أن يخرج هذا المؤلف على شكل المعجم .. لكنه لما رأى ما اجتمع لديه من كم كثير من الألفاظ المنهي عنها و ذلك بمراجعها كل كلمة معها عزوها .. فكر في إخراج الكتاب ..
وهذه الطريقة نافعة لطلبة العلم و مفيدة جدا لمن انتهجها في قرائته ..
¥