وعرضه على المستوى الأكاديمي ولا لمحاربة عقيدة الآخر.
صحيح , كان بين هؤلاء المستشرقين حتى بداية القرن العشرين أفراد بعلاقاتهم الحميمة بالكنائس أو حظوا بتربية ثقافية دينية باعتبارهم خريجي مدارس الكنيسة , غير أن دراساتهم لم تبلغ بغية الدراسات الاستشراقية في الكليات.
وعامة يمكن القول بأن الدراسات العربية قد أخذت تحظى في القرن التاسع عشر تحت رعاية الجامعات ولا الكنائس.
.............................................
- الضعف الذي في الثقافة الأوروبية جعل البعض يبحثون في ثقافات أخرى غنية لملء ذلك الفراغ.
- الإنبهار بالثقافية الإسلامية العظيمة، والتي يحق لكل شخص أن ينبهر بها (والانبهار قد يولد الحسد أحياناً).
لا أفهم ما تقصد بالضعف الذي في الثقافة الأوروبية.
من المعلوم أن النهدة الفكرية في أوروبا قد حررت دراسة اللغة العربية وآدابها من جميع القيود. هذه النهضة لم يشهدها العالم العربي الاسلامي لأسباب تأريخية أخرى. وكانت نتيجة هذه النهضة الفصل بين الدولة والكنيسة في الأبحاث الأكاديمية (للتنبيه: أنا لا أتحدث عن الفصل بينهما في الحياة السياسية , لأنّ ذلك خارج اطار الموضوع وخارج مراد هذا الملتقى). ومن هنا تم الاقتراب من هذه الحضارة (الشرقية) عربية كانت أو اسلامية أو هندية أو غيرها , من زاوية البحث العلمي من أجل العلم والمعرفة.
ان كان هناك انبهار بتلك الثقافة فكان اعجابا بعظمتها التي قضى عليها الزمن فيما بعد وقبل بداية الحركة الاستعمارية لتلك المناطق من العالم.
لقد اعترف المشتسرق نولداكا Nöldeke في رسالته الشخصية الى جولدزهير بانّ الحياة الطويلة التي رزق بها هو لا تعني سعادة بالضرورة وقال انه شهد الثورات في أوروبا عام 1848 وهو شاب كما شهد الحرب في القرم بين الدولة العثمانية وروسيا والتي قامت فرنسا وانجلترا على جانب العثمانيين.
ويا لخسرة (كما يقول) لم يكن الأمر كذلك عام 1914 عند انهزام العثمانيين.
وهذا البؤس أدّى بهذا المستشرق أن يذكر بيتا للبيد في رسالته الى جادزهير:
ولقد سئمت من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيد
وغنيت سبتا قبل مجرى داحس.
أتمنى أن تتفهم المقصود!
..................................
- أن الاستشراق بدأ بدافع العداوة للدين الإسلامي لكن الأمور تغيرت الآن، فتغير الدافع وبقيت المؤسسة الاستشراقية.
كثيرا ما نسمع هذه العداوة المزعومة للدين الاسلامى.
فيما تتجسد هذه العداوة؟ في طبع السيرة النبوية لابن هشام في القرن التاسع عشر؟ في اخراج تأريخ الطبري بفهارسه مطبوعا لأول مرة؟ بنشر مقتطفات من مجمع الأمثال للميداني في القرن الثامن عشر؟ أم في اخراج الكتب مثل: الفهرست لابن نديم , والكامل في التأريخ , ومعجم البلدان لياقوت؟ أم في تأريخ الأدب العربي لبروكلمان؟ وهلم جرا ......
لعلّ للحديث تتمة.
موراني
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[18 - 07 - 04, 07:48 م]ـ
لقد سبقتني يا أستاذ حمدان
شكرا لك , قد فهمت المقصود ما وراء الحذف
لا أريد أن أتدخل في شؤون الملتقى عندما أضيف انّ رؤية النصارى واليهود والتعامل معهم أيضا من الأمور الشرعية.
غير أننه قد بدا لي كأنّ المسألة التي طرحت في المشاركة المعنية
مسألة مصتنعة ورأيت خيرا في الاشارة الى مفهوم (النصب) فحسب.
موراني
ـ[الدرعمى]ــــــــ[20 - 07 - 04, 09:45 ص]ـ
الدكتور مورانى
لقد ورد فى عباراتك الأخيرة أمورًا تستحق الوقوف عندها طويلا وأعتقد أنا النقاش حول هذه النقاط بعيد كل البعد عن مظنة الحذف وقد فتح باب الحور معك الأستاذ هيثم حمدان (وفقه) الله:
أولا: ما المقصود بقولك ((من المعلوم أن (النهدة) الفكرية في أوروبا قد حررت دراسة اللغة العربية وآدابها من جميع القيود. هذه النهضة لم يشهدها العالم العربي الاسلامي لأسباب تأريخية أخرى.)).؟
ثانيًا: كيف تتصور الحضارة الإسلامية بمعزل عن الإسلام؟
###حذف##
أرجو ألا يضيك صدرك بكل هذه الأسئلة.
الدرعمى
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[20 - 07 - 04, 09:29 م]ـ
@الدرعمي:
لا أظن أنّ ما كتبته حول النهضة الفكرية في أوروبا يحتاج الى توضيح أكثر
بشرط أن تكون الخلفيات التأريخية معروفة. بدلا من النهضة الفكرية في الدول العربية والاسلامية التى تركزت على حركات اصلاحية داخل المنابر الاسلامية نشاهد في أوروبا (وذلك منذ الثورة الفرنسية) الفصل بين الكنيسة والدولة , كما جاءت الاشارة الى ذلك من قبل.
وبعد انهيار الخلافة نشاهد حركات قومية ووطنية التي أدّت في نهاية المطاف الى تفكك هذه البلاد بحركاتها القومية الداخيلة (من فوق) بقيادة حكومات شبه ديمقراطية.
غير أن هذه المقارنة ليست موضوعا لهذا الرابط.
النهضة الفكرية الأوروبية أمكنت العلماء _ في مجال الاستشراق وخارجه _ من الأبحاث التي تسمى بالأبحاث الأكاديمية أو (موضوعية) بغير ارتباط بمعايير دينية وفتحت أبوابا أوسع لدراسة الحضارات الأخرى _ ليس الحضارة الاسلامية فحسب _ دراسة تجريبية.
على هذا الأساس يجب الفصل بين الاستشراق الأكاديمي والاستشراق التي لم يزل يتأمل الى الحضارات الأخرى من زاويته العقائدية الغريبة على الحضارة التي يدرسها.
أنا دائما وعند امكان انبّه الى ضرورة هذا الفرق بين هاتين الاتجاهين , فهذا الأخير لا يسمى عادة بالاستشراق بمعناه الأكاديمي.
أما سؤالك الثاني:
لا يمكن أن يتصور باحث الحضارة الاسلامية هذه الحضارة منفصلا من الدين الاسلامي أو بمعزل عن الاسلام كما تقول. الباحث هذا يضع المعايير الدينية وصفاتها وظواهرها في عين الاعتبار في أبحاثه بعدم اندماجه الى هذا الدين من قريب أو بعيد وبغير تبنّي هذه الصفات لنفسه.
###حذف###
موراني
¥