يبق منها إلا عجزها في أول الورقة 213. لكننا في الوقت نفسه وجدنا مختصر هذه الترجمة في انتقاء للحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي الحسامي المتوفى سنة 749هـ.
من هذا التاريخ سماه "المستفاد من ذيل تاريخ بغداد" حيث توجد النسخة الفريدة منه بخط المنتقي بدار الكتب المصرية تحمل الرقم 296 وفي خزانة كتبي نسخة مصورة عنها. كما نقل قسماً من ترجمة ابن النجار للحافظ ابن عساكر، مؤرخ الإسلام شمس الدين الذهبي في كتبه ولاسيما في كتابه العظيم "تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام" وكتابيه الآخرين "سير أعلام النبلاء" و "تذكرة الحفاظ". وأقتطف تاج الدين السبكي قليلاً منها في "طبقات الشافعية الكبرى" فأفدنا من كل ذلك في إعادة الترجمة بعد المقارنة بين مختصر الدمياطي وما وصل إلينا منها في نسخة الظاهرية، وما اقتطفه المؤرخون منها.
وقد قمت بتحقيق هذه التراجم الثلاث وعلقت عليها تعليقات مختصرة غايتها ضبط النص وتدقيقه وتحقيقه ودفع إبهام قد يقع فيه القارئ، وتوضيح إبهام قد يتأتى من ورود بعض الأسماء المختصرة.
أولاً:
قال ابن نقطة في التقييد: الورقة 177 - 178.
علي بن الحسن بن هبة الله، أبو القاسم بن عساكر الحافظ الدمشقي.
سمع بدمشق من الشريف أبي القاسم علي (82) بن إبراهيم بن العباسي الحسيني المعروف بابن أبي الجن، وأبي الوحش سبيع (83) بن المسلم بن قيراط، وغيث (84) ابن علي الأرمنازي. وببغداد من أبي الحسن علي (85) ابن عبد الواحد بن أحمد الدينوري، وأبي نصر أحمد (86) ابن عبد الله بن رضوان، وأبي القاسم بن الحصين (87)، وأبي الحسين محمد (88) بن محمد بن الفراء، وأبي الأعز قراتكين (89) بن الأسعد بن المذكور، وأبي العز أحمد (90) بن عبيد الله بن كادش. وأبي بكر محمد (91) بن الحسين المزرفي، في آخرين. وبأصبهان من أبي الفرج سعيد) 92) بن أبي الرجاء الصيرفي، والحسين (93) بن عبد الملك الخلال، وأبي القاسم اسماعيل (94) بن محمد بن الفضل الحافظ وبنيسابور من أبي عبد الله محمد (95) ابن الفضل الغراوي، وأبي محمد هبة الله بن سهل السيدي (96)، وزاهر (97) بن طاهر الشحامي، وأخيه وجيه (98)، وبهراة، ومرو من جماعة.
وحدّث بأكثر مسموعاته.
وكان حافظ ثقة في الحديث.
وصنف كتباً منها: تاريخ دمشق، وكتاب الأطراف، وغرائب مالك، وشيوخ الكتب الستة (99)، وغير ذلك.
حدث عنه أبو سعد السمعاني، فقال: هو حافظ متقن، جمع بين معرفة المتون والأسانيد، ورحل في طلب الحديث، وجمع منه مالم يجمع غيره. ورد بغداد سنة عشرين وخمس مئة. مولده في العشرِ الأخر من المحرم سنة تسع وتسعين وأربع مئة.
قلت: توفي الحافظ أبو القاسم بن عساكر في ليلة الاثنين حادي عشر من رجب من سنة إحدى وسبعين وخمس مئة.
حدثني عبد الله بن أبي الفضل، قال: سمعت الحافظ بعد القادر بن عبد الله الرهاوي يقول: قد رأيت الحافظ أبا طاهر السلفي، والحافظ أبا العلاء الهمذاني، والحافظ أبو موسى بأصبهان، ما رأيت فيهم أحفظ، أو قال: مثل، أبي القاسم بن عساكر.
ثانياً:
قال جمال الدين ابن الدبيثي في الذيل (الورقة 136) (100):
علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين بن عساكر، أبو القاسم بن أبي محمد الحافظ.
من أهل دمشق.
ممن اشتهر فضله وعلمه، وشاع ذكره وحفظه وعرف إتقانه وصدقه.
سمع الكثير ببلده، والعراق، والحجاز وخراسان. وكتب الكثير، وحصّل ما لم يحصله غيره ورزقه الله حسن التوفيق فيها صنفّه وألفه، فجمع تاريخاً للشام وبسطه وأجاد في جمعه وحسنه، وغيره من الكتب في علم الحديث وفنونه.
وقدم بغداد مرتين: أولاهما في سنة عشرين وخمس مئة. وسمع فيهما الكثير من أبي القاسم بن الحصين، والبارع أبي عبد الله الدباس (101)، وأبي العز بن كادش، وأبي غالب بن البناء وخرّج له مشيخه (102) في نحو عشرة أجزاء وتكلم على أحاديثها وأحسن، ومن أبي بكر المزرفي، وابي القاسم الشروطي (103)، وأبي القاسم الحريري (104)، وابي منصور بن زريق (105)، والقاضي أبي بكر الأنصاري (106)، واسماعيل (107) ابن السمرقندي، وعبد الوهاب (108) الأنماطي، وخلق يطول ذكرهم.
وسمع بنيسابور من زاهر الشحامي وأخيه وجيه وأبي عبد الله الغراوي، وغيرهم.
وعاد إلى بلده، وحدّث بالكثير، وسمع الناس منه سنين.
¥