تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[11 - 12 - 09, 09:36 م]ـ

الشيخ الفاضل "أبو المظفر السناري":

الحمد لله أن من الله عليكم بإظهار ما عندكم من برهان

وأسأل الله جل وعلا أن يجمعكم والأخ" أحمد سكر" في الدنيا والآخرة إخواناً كما قال ربنا تعالى:

{ونزعنا ما في صدورهم من غلٍ إخواناً على سرر متقابلين}

[الحجر:47]

أحسن الله إليكِ يا أمة الله. وجزاكِ عن أمثالي خيرًا.

ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[11 - 12 - 09, 09:58 م]ـ

أحسن الله إليكِ يا أمة الله. وجزاكِ عن أمثالي خيرًا.

آمين ... وإياكم

وأحمد لكم وللأخ" أحمد سكر" دماثة أخلاقكم

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:09 م]ـ

عودٌ على بدأ:

قرأت في كتابٍ طُبِعَ طبعةً حجريةً قديمةً يزيد عمرها على المئة عام شاهداً نحوياً من الشعر هو:

لا هم أن الحارث بن جبلة ... زنا على أبيه ثم قتله

وكان في جاراته لا عهد له ... وأي أمر سيء إلا فعله

فاحترت في تفسير معنى عجز البيت الأول!!!

"زنا على أبيه"؟؟؟

كيف هذا؟؟ وما معناه؟؟؟

وبعد طول وتأمل وبحث عن الشاهد ومقارنة هذه الطبعة بنسخةٍ مخطوطةٍ نسخت في القرن العاشر الهجري تبين أن الصواب:

لا هم أن الحارث بن جبلة ... زنا على أنه لَمَّ قُبلَة

وكان في جاراته لا عهد له ... وأيُّ أمرٍ سيءٍ فعله

[لم: من اللمم، وهو الصغير من الذنوب التي يعفو الله عنها]

قال تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة}

[النجم:32]

********************************

معذرة يا أمة الله! بل الصواب الذي لا ريب فيه: هو هذا البيت الأول:

لا هُمَّ إنَّ الحارثَ بنَ جَبَلَهْ ... زَنَّا على أبيه ثمَّ قَتَلَهْ

فهكذا البيت بنصه في كتب اللغة والأدب بلا خلاف أعرفه!

فانظري منها: (تهذيب اللغة) و (العباب الزاخر) و (تاج العروس) وغيرها في (مادة: زنَّأ).

وكذلك هو: في (إصلاح المنطق) وتهذيبه [ص/185]، وخزانة الأدب [10/ 98/الطبعة العلمية]،ومغني اللبيب [1/ 320/طبعة دار الفكر]، وغيرها.

وأما تفسير قوله: (زنَّا عليه ثم قتله)؟ فليس فيه ما يُسْتَشكل إن شاء الله.

فقد نقل البغدادي في خزانة الأدب عن الشجري أنه قال في (أماليه): (يُروى بتخفيف النون وتشديدها. فمن رواه مخففاً فمعناه: زنى بامرأته - يعني بامرأة أبيه - ومن رواه مشدداً فأصله: زنأ مهموز ومعناه:ضيق عليه. وهذا القول أوجه وهي رواية ابن السكيت).

قلتُ: وعبارة ابن السكيت في (إصلاح المنطق): (ويقال قد زنَّأ عليه، إذا ضيق عليه والزنَّاء الضيق. وأنشدني ابن الأعرابي:

لاهم إن الحارث بن جبله ... زنَّا على أبيه ثم قتله!).

وقال صاحب العباب: (زَنَّأ عليه تَزْنِئَةً: أي ضيق ... ) ثم ذكر البيت.

وقال الأزهري في (التهذيب): (قال ابن السكيت: يقال زَنَأ عليه: إذا ضيّق عليه؛ مثقلة مهموزة. والزّناءُ: الضِّيق.

وأنشدني ابن الأعرابي:

لا هُمَّ إنَّ الحارِثَ بنَ جَبَلَةَ ... زَنّى على أَبِيه ثم قَتَلَهْ

قال: وكان أصله زَنَّا على أبيه بالهمز، للضرورة. وقد زناه من التزنية: أي قذفه).

وهذا كله: يُبيِّن ذلك الخطأ والتحريف الذي وقع في ذلك المخطوط الغامض!؟!

ثم حكاية البيت فيه هكذا: (زنا على أنه لَمَّ قُبلَة) دليل لا ريب فيه على أنه محرَّف! لأن عجز البيت هنا مكسور الوزن البتة! فكيف يكون لفظه هو الصواب مع ما فيه من تلك العِلاَّت؟!

والله المستعان لا رب سواه.

ـ[الباحثة عن الأصول]ــــــــ[11 - 12 - 09, 10:53 م]ـ

الشيخ الفاضل"أبو المظفر السناري":

جزاك الله عني خير الجزاء، وأجزله. وأكمله، وأوفاه، وسدد قولك ورميك، وأذهب عنك شر شانئك ومبغضك، وكفاك شر نفسك، ووقاك حسد غيرك، ورفع درجاتكم في عليين كما رفعتم جهلي في هذه المسألة ...

وكنت قد قارنتها -قديماً- بثلاث نسخ مخطوطة كانت المذكورة أقدمها وأقربها للصواب- في كثير من المواطن- فقلت هذه كتلك تؤخذ بالأغلب!! وتركت توثيقها لقابل الأيام!

وقديماً أيضاً بحثت عن شاهد آخر -ذكر في ذات الكتاب- في كتب اللغة فوجدت ما خط في الحجر هو الخطأ، وأن الشاهد من كتب اللغة هو الصواب ...

وبعدها اختلط علي البحثان فتوهمتهما بحثاً واحداً، وظللت أظن الصواب ما وجدته في النسخة القديمة ... ولم ينفكا في ذهني إلا اللحظة بعد أن قرأت مقالتكم

فجزاكم الله عني خيرا، ووالله إنه لا يسعني أن أصف مبلغ سروري، فلا يسرني شيء مثل إهداء عيوبي وأخطائي لي، ولأمرٍ آخر هام جدا لكن لا يسعني ذكره هنا.

ولعلي أطمع بمساعدتكم في شأنٍ ذا صلةٍ فضلاً منكم وتكرماً

ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[12 - 12 - 09, 12:02 ص]ـ

ولعلي أطمع بمساعدتكم في شأنٍ ذي صلةٍ فضلاً منكم وتكرماً

أنا خادمكم وسائرَ المسلمين. فاطلبوا ما شئتم، وعلينا المساعدة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا إن شاء الله.

وجزاكم الله خيرًا على حسن ظنكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير