[البلاء عند العرب]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 02:16 م]ـ
الْبَلاءُ عِنْدَ الْعَرَبِ قَدْ يَكونُ حَسَنًا، وَيَكونُ سَيِّئًا؛ قالَ - تَعالى! -: " وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا "، وَيقولُ النّاسُ في الرَّجُلِ إِذا أَحْسَنَ الْقِتالَ وَالثَّباتَ في الْحَرْبِ: قَدْ أَبْلى فُلانٌ، وَلِفُلانٍ بَلاءٌ. وَالْبَلْوى أَيْضًا قَدْ يُسْتَعْمَلُ في الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، إِلّا أَنَّ أَكْثَرَ ما يَسْتَعْمِلونَ الْبَلاءَ الْمَمْدودَ، في الْجَميلِ وَالْخَيْرِ - وَالْبَلْوى الْمَقْصورَ في السّوءِ وَالشَّرِّ؛ قالَ قَوْمٌ: أَصْلُ الْبَلاءِ في كَلامِ الْعَرَبِ الِاخْتِبارُ وَالِامْتِحانُ، ثُمَّ يُسْتَعْمَلُ في الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، لِأَنَّ الِاخْتِبارَ وَالِامْتِحانَ قَدْ يَكونُ في الْخَيْرِ وَالشَّرِّ جَميعًا، كَما قالَ - تَعالى! -: " وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ "، يَعْني: اخْتَبَرْناهُمْ - وَكَما قالَ - تَعالى! -: وَنَبْلوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً "؛ فَالْخَيْرُ يُسَمّى بَلاءً، وَالشَّرُّ يُسَمّى بَلاءً، غَيْرَ أَنَّ الْأَكْثَرَ في الشَّرِّ أَنْ يُقالَ: بَلَوْتُه أَبْلوه بَلاءً، وَفي الْخَيْرِ: أََبْلَيْتُه أُبْليهِ إِبْلاءً وَبَلاءً. وَقالَ زُهَيْرٌ في الْبَلاءِ الَّذي هُوَ الْخَيْرُ:
جَزى اللّهُ بِالْإِحْسانِ ما فَعَلا بِكُمْ =وَأَبْلاهُما خَيْرَ الْبَلاءِ الَّذي يَبْلوفَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ، لِأَنَّه أَرادَ: فَأَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِما خَيْرَ النِّعْمَةِ الَّتي يَخْتَبِرُ بِها عِبادَه
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[27 - 05 - 2008, 08:40 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جوزيت خيرا على ما أسلفت
أحب أن أعقب على ما أسلفت فلقد وجدت لكلمة بلو أكثر من عشرين معنى وها انا أوردها كما وردت في بعض المعاجم
بلوته فكان خير مبلو وتقول: اللهم لا تبلنا إلا بالذي هو أحسن.
وقد بلي بكذا وابتلي به.
وبلي فلان: أصابته بلية. قال:
بليت وفقدان الحبيب بلية = وكم من كريم يبتلى ثم يصبر
وأصابته بلوى. ونزلت بلاء على الكفار.
وفي الحديث: "أعوذ بالله من جهد البلاء، إلا بلاء فيه علاء" أي علو منزلة عند الله.
وهما يتباريان ويتباليان أي يتخابران.
لا أباليه: أي لا أخابره لقلة اكتراثي له،
وقولهم: أبليته عذراً إذا بينته له بياناً لا لوم عليك بعده، حقيقته جعلته بالياً لعذري أي خابراً له عالماً بكنهه. وكذلك أبليته يميناً. قال جرير:
فأبلى أمير المؤمنين أمانة = وأبلاه صدقاً في الأمور الشدائد
ومنه أبلى في الحرب بلاء حسناً إذا أظهر بأسه حتى بلاه الناس وخبروه. كان له يوم كذا بلاء
وأبلى الله العبد بلاء حسناً أو سيئاً.
والله يبلي ويولي، كما تقول: عرفك الله بركاته.
وابتليت الأمر: تعرفته. قال:
تسائل أماء الرفاق وتبتلي = ومن دون ما يهوين باب وحاجب
يريد أنه محبوس.
ومن المجاز: بلوت الشيء: شممته. قال يصف الماء الآجن القديم:
بأصفر ورد آل حتى كأنما = يسوف به البالي عصارة خردل
والبلْوَةُ: الرّائِحَةُ
يقال: ناقةٌ بِلْوُ سَفَرٍ بكسر الباء، وبِلْيُ سَفَرٍ، للتي قد أبلاها السفر. والجمع أَبْلاءٌ.
والبلْوَةُ أيضاً بالكسر والبِلْيَةُ مثله. والبَلِيَّةُ والبَلاءُ واحدٌ، والجمع البَلايا
. وبَلَوْتُهُ بَلْواً: جَرَّبْتُهُ واختبرته.
التَبالي: الاختِبارُ.
وقولهم: ما أُباليهِ، أي ما أَكْتَرِثُ له.
وبَلي الثوبُ يَبْلى بِلىً بكسر الباء، فإن فَتَحْتَها مَدَدْتَ. قال العجاج:
والمرءُ يُبْليهِ بَلاءَ السِرْبالْ = كَرُّ الليالي واختلافُ الأَحوالْ
ويقال للمُجِدَّ: أَبْلِ ويُخْلِفَ اللهُ.
وتقول: أَبْلَيْتُ فلاناً يميناً، إذا طَيَّبْتَ نفسَه بها.
والبَلاءُ: الاختبارُ؛ ويكون بالخير والشر. يقال: أَبْلاهُ الله بَلاءً حسناً. وأَبْلَيْتُهُ معروفاً.
قال زهير:
جَزى اللهُ بالإحسانِ ما فَعَلا بكم = وأبْلاهما خيرَ البَلاءَ الذي يَبْلُو
أي خيرَ الصنيع الذي يَختبِر به عبادَه.
وبِلْوُ شَرٍّ: أي سُؤْرُ شَرٍّ وصاحِبُه
.