[جملة -هل الله (موجود) - هل تصح؟]
ـ[ضاد]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 11:41 ص]ـ
قرأت في أحد المنتديات اللسانية نقاشا طرحه عضو حول كلمة "موجود" عند الحديث عن الله تعالى, وقال بأن هذا اللفظ لا يجوز في حق الله وأن معناه دخيل على العربية -الأمر الذي أوافقه فيه- ثم اقترح لفظا وجدته رائعا جدا, وهو كلمة "حق", واستند في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ودعائه وقوله "وأشهد أنك حق وأن الجنة حق". وهذه الكلمة "حق" تعبر عن المعنى المراد تماما. وسبب رفضه لكلمة "موجود" وهو كذلك سبب رفضي, هو أن الله تعالى واجد وموجد غير موجود, فهو اللي أوجد الوجود كله, ولم يوجده أحد, فالجنة موجودة ولكن الله تعالى موجدها. أنا اقترحت كلمة "كائن" للدلالة على كينونة الله تعالى. فما رأيكم؟
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 01:20 م]ـ
قرأت في أحد المنتديات اللسانية نقاشا طرحه عضو حول كلمة "موجود" عند الحديث عن الله تعالى, وقال بأن هذا اللفظ لا يجوز في حق الله وأن معناه دخيل على العربية -الأمر الذي أوافقه فيه- ثم اقترح لفظا وجدته رائعا جدا, وهو كلمة "حق", واستند في ذلك إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ودعائه وقوله "وأشهد أنك حق وأن الجنة حق". وهذه الكلمة "حق" تعبر عن المعنى المراد تماما. وسبب رفضه لكلمة "موجود" وهو كذلك سبب رفضي, هو أن الله تعالى واجد وموجد غير موجود, فهو اللي أوجد الوجود كله, ولم يوجده أحد, فالجنة موجودة ولكن الله تعالى موجدها. أنا اقترحت كلمة "كائن" للدلالة على كينونة الله تعالى. فما رأيكم؟
أخي الحبيب ضاد
يبدو أن الموضوع شابه الوهم وذلك أن الوصف (موجود) ليس فيه مس بالذات الإلاهية فثمة فرق بين (وجد فهو واجد وموجود) وبين (أوجد فهو موجد وموجد)، فمن أراد الله وجده فهو موجود بهذه الصفة، وهذا لا يتعارض مع صفات أخرى مثل الحق أو غيرها. ولا يجوز أن نقول عن الله إنه غير موجود.
وهو معروف ومعلوم بالقدر المتاح من ذلك كله.
قال تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًًا رَحِيمًا) (النساء:110)
ومنه القول الله موجود غفورًا رحيمًا.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 01:22 م]ـ
أرجو أن تقبل اعتراضي على عنوان الموضوع و بشدة، و أرجو تعديله.
و دمت في حفظ الله.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:10 م]ـ
أخي الحبيب صاد بوركت لغيرتك لكن أخي الكريم الكلمة مستعملة منذ القدم وعبارات دلني على وجود الله وماشابهها كثيرة عند أئمة الفقه واللغة على حد سواء، ولا أحد من الائمة اعترض عليها في الماضي فلا داعي لاثارة مثل هذه المسائل والتي نحن بغنى عنها ولنوجه معرفتنا اللغوية الى ماهو أهم بكثير والله أعلم.
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 03:41 م]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (6/ 142):
(ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 169):
(ويجب أن تعلم هنا أمور:
أحدها: أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء والموجود والقائم بنفسه فإنه يخبر به عنه، ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا)
وقال أيضا رحمه الله في بدائع الفوائد (1/ 170)
(ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه)
وقال رحمه الله في مدارج السالكين (3/ 415 - 416)
(أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر، وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى)
وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ باسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك)
منقول من ملتقى أهل الحديث
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 04:16 م]ـ
وقال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى:
" فَلَا رَيْبَ أَنَّ اللَّهَ مَوْجُودٌ وَالْمَخْلُوقَ مَوْجُودٌ وَلَفْظُ الْوُجُودِ سَوَاءٌ كَانَ مَقُولًا عَلَيْهِمَا بِطَرِيقِ الِاشْتِرَاكِ اللَّفْظِيِّ فَقَطْ أَوْ بِطَرِيقِ التَّوَاطُؤِ الْمُتَضَمِّنِ لِلِاشْتِرَاكِ لَفْظًا وَمَعْنًى أَوْ بِالتَّشْكِيكِ الَّذِي هُوَ نَوْعٌ مِنْ التَّوَاطُؤِ. فَعَلَى كُلِّ قَوْلٍ: فَاَللَّهُ مَوْجُودٌ حَقِيقَةً وَالْمَخْلُوقُ مَوْجُودٌ حَقِيقَةً، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ إطْلَاقِ الِاسْمِ عَلَى الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ بِطَرِيقِ الْحَقِيقَةِ مَحْذُورٌ .. "
¥