من معاني النَّفس
ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 08:42 م]ـ
النفس في اللغة لها معان مختلفة، ووجوه في التصرف متباينة.
فالنفس: نفس الانسان وغيره من الحيوان وهي التي إذا فقدها خرج عن كونه حيًا ومنه قوله تعالى: "كل نفس ذائقة الموت"
والنفس: ذات الشئ الذي يخبر عنه كقولهم فعل ذلك فلان نفسه اذا تولى فعله. والنفس: الأنفة من قولهم ليس لفلان نفس أي لا أنفة له.
والنفس الإرادة من قولهم نفس فلان في كذا أي إرادته.
قال الشاعر:
فنفساي نفس قالت انت ابن بحدل =تجد فرجا من كل غم تهابها
ونفس تقول اجهد نجاك فلا تكن =كخاضبة لم يغن شيئا خضابها
ومنه أن رجلا قال للحسن البصري يا أبا سعيد لم أحجج قط فنفس تقول لي حج ونفس تقول لي تزوج فقال الحسن أما النفس فواحدة ولكن لك هم يقول حج وهم يقول تزوج وأمره بالحج.
وقال الممزق العبدي ويروى لمعقر بن حمار البارقي:
ألا من لعين قد نآها حميمها =وأرقني بعد المنام همومها
فباتت لها نفسان شتى همومها =فنفس تعزيها ونفس تلومها.
وقال النمر بن تولب العكلي
أما خليلي فإني لست معجله =حتى يؤامر نفسيه كما زعما
نفس له من نفوس القوم صالحة =تعطي الجزيل ونفس ترضع الغنما
أراد أنه بين نفسين نفس تأمره بالجود واخرى تأمره بالبخل وكنى برضاع الغنم عن البخل لان البخيل يرضع اللبن من الشاة ولا يحلبها لئلا يسمع الضيف صوت الشخب فيهتدي اليه ومنه قيل لئيم راضع.
وقال كثير:
فأصبحت ذا نفسين نفس مريضة =من الناس ما ينفك هم يعودها
ونفس ترجي وصلها بعد صرمها =تجمل كي يزداد غيظا حسودها
والنفس: العين التي تصيب الانسان يقال أصابت فلانا نفس أي عين.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي فيقول بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك وداء هو فيك من عين عائن ونفس نافس وحسد حاسد.
وقال ابن الاعرابي النفوس الذي يصيب الناس بالنفس وذكر رجلا فقال كان والله حسودا نفوسا كذوبا.
وقال عبيدالله بن قيس الرقيات وهو قرشي:
يتقي أهلها النفوس عليها =فعلى نحرها الرقي والتميم
وقال مضرس الفقعسي:
وإذا نموا صعدا فليس عليهم =منا الخيال ولا نفوس الحسد
وقال ابن هرمة يمدح عبدالواحد بن سليمان بن عبدالملك
فاسلم سلمت من المكاره والردى =وعثارها ووقيت نفس الحسد
والنفس أيضا من الدباغ بمقدار الدبغة يقول اعطني نفسا من دباغ أي قدر ما أدبغ به مرة.
والنفس:الغيب يقول القال إني لا أعلم نفس فلان أي غيبه وعلى هذا تأويل قوله تعالى:"تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" أي تعلم غيبي وما عندي ولا أعلم غيبك.
وقيل ان النفس أيضا العقوبة من قولهم أحذرك نفسي أي عقوبتي وبعض المفسرين يحمل قوله تعالى:"ويحذركم الله نفسه" على هذا المعنى كأنه يحذركم عقوبته.