تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من أمثلة الانتقال الدلالي في الألفاظ الإسلامية (1)]

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 06:52 م]ـ

التقوى:

استعملت (التّقوَى) في كلام العرب في معنى الحماية والحفظ والصيانة، و (التّقوَى) اسمٌ من وَقَى يَقِي وَقْياً ووِقَايةً ووَاقِية، ومنه قولهم: وَقَيْتُ الشيء؛ إذا صُنْتَهُ وسَتَرتَهُ عن الأذى، ووَقَاهُ الله السوءَ وِقَايَةً، أي: حَفِظَهُ.

و (التَّقْوَى) في الاصطلاح الإسلامي أُخِذت من المعنى اللغوي بعد تخصيصه، فهي تعني: حفظ الإنسان نفسه وصيانتها من عذاب الله وغضبه وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه، أي الاستقامة والإخلاص لله تعالى والاحتراز بطاعته عن عقوبته، واللفظ بهذا المدلول الإسلامي تخصيص لدائرة استعماله اللغويّ، فاللفظ استعمل في معنى الحفظ العام لدى العرب، وخُصِّصَ هذا الحفظ بالحفظ من عذاب الله المرتبط بإقامة دينه ومراعاة أصوله.

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[24 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على ما اسلفت وأتمنى لو أن يكون لي مشاركة في الموضوع

لقد اخترت كلمة وضوء

استعمل لفظ وضئ في الجمال والحسن

ورد في لسان العرب

الوَضَاءَة: الحُسْنُ والبَهْجةُ. يقال وَضُؤَتْ، فهي وَضِيئةٌ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، لِحَفْصةَ: لا يُغُرّكِ أَن كانَتْ جارَتُكِ هي أَوْضَأَ مِنْكِ

أَي أَحْسَنَ

وأَصل الكلمة من الوضاءَة، وهي الحُسْنُ. والوَضَاءَةُ: مصدرُ الوَضِيءِ، وهو الحَسَنُ النَّظِيفُ. والوَضاءَةُ: الحُسْنُ والنَّظافةُ.

. قال أَبو صَدَقة الدُّبَيْرِيُّ:

والمرْءُ يُلْحِقُه، بِفِتْيانِ النَّدَى، خُلُقُ الكَريم، ولَيْسَ بالوُضَّاءِ

وفي حديث عائشة: لَقَلَّما كانتِ امرأَةٌ وَضِيئةٌ عند رجل يُحِبُّها.

وقال في التهذيب وكتاب العين:

قال الليث: الوَضَاءةُ مصدر الوَضئُ، وهو الحسن النظيف، والفعل وَضُؤَ يَوْضُؤُ وَضاءةً.

أما الوضوء في الاصطلاح الاسلامي فهي تعني الطهارة، قال الخليل:

والوَضُوء: اسمُ الماء الذي يُتَوَضَّأُ به

والمِيضأة: مِطُهَرةٌ، وهي التي يُتَوَضَّأُ فيها أو منها.

وقال في المهذب:

وقال أبو حاتم: توضّأتُ وَضوءاً، وتطهّرتُ طَهوراً.

قال: والوَضوء الماء، والطَّهور مثله، ولا يقال فيهما بضمّ الواو والطاء؛ لا يقال: الوُضوء ولاالطُّهور.

قال ابن الأَثير: وُضُوءُ الصلاةِ معروف، قال: وقد يراد به غَسْلُ بَعْضِ الأَعْضاء.

بهذا نجد أن الوضوء هو تطهير للجسم من الأدران مما يجعل الانسان المتوضئ يزداد حسنا وبهجة في وضوئه

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 05:45 م]ـ

حيا الله أخي فائق

وأشكر لك مشاركتك المفيدة

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[25 - 05 - 2008, 11:20 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

اشكر لك على أن استضفتني في مشاركتك وأرجو أن تقبلني في المشاركة الثانية

أما بالنسبة لهذه المشاركة في قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما)

كلمة أف معناها لغة هي اسم فعل مضارع بمعنى (أتضجر)

ولكن لو نظرنا إليها من مفهومها الصوتي لوجدنا أنها تحتوي على فوائد عدة منها:

1 - أن الهمزه والفاء هما حرفان مهموسان وأن الله أمرنا ألا ننطق بهما لوالدينا فما بالك لو نطقنا بحروف مجهورة؟ فذلك يكون اشد عليهما

2 – أن كلمة (أف) تتكون من حرفين (الهمزة والهاء) وأن الهمزة تخرج من أقصى الحنجرة وهي تعني أنها أول حرف يخرج من الرئتين، أما الفاء فهو حرف شفوي ويعتبر آخر حرف يخرج من الفم فإذا كان الحرف الأخير (الهمزة) والحرف الاول (الفاء) لا يجوز أن تنطق بهما فالأولى ألا تنطق بما بينهما (أعني باقي حروف اللغة).

3 – أن الهمزة عند النطق بها لا يتحرك اللسان وكذلك الفاء لا يتحرك بها اللسان فالأجدر بك أن لا تنطق أي حرف يتحرك به لسانك اتجاه والديك

4–ان حرفي الباء والنون هما حرفان يخرجان بعد الفاء وذلك أن الباء تخرج من الشفتين والميم بإغلاق الفم وخروج الهواء من الخيشوم فلا مانع من أن ننطق بهما ولكن لو نظرنا اليهما لوجدنا انهما يتكونان من أ ب و أم

فسبحان الله العظيم

فهل من مزيد وجازكم الله خيرا؟

ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 06 - 2008, 11:25 م]ـ

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

ارجو من الدكتور محمد الرحيلي ان يتحفنا ببعض من موضوعات الانتقال الدلالي في القران الكريم ........ مع تحياتي له ولمن يشارك

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 12:23 ص]ـ

التوكل:

تدور مادّة (و ك ل) في اللغة حول الدلالة على اعْتِماد غَيْرِك في أمْرِك، يُقال: وَكَلَ إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: سَلّمَهُ وتركَهُ، ورَجُلٌ وَكَلٌ ووُكَلَةٌ ـ مِثال هُمَزَة ـ وتُكَلَةٌ، أي: عاجِزٌ يَكِل أمرَهُ إلى غَيْرِه من النَّاس، ويَتّكل عليه. وفَرَسٌ واكِلٌ ومُوَاكِلٌ: يَتَّكِلُ على صاحبِهِ في العَدْو، ويحتاج إلى الضَّرب.

وسُمِّي الوكِيلُ وكيلاً؛ لأنَّه يُوكَل إليه القيام الأمر، فهو فعيلٌ بمعنى مفعول، والتوكيل: اعتمادُكَ على غَيرِكَ، وجعلُهُ نائباً عنك.

والتوكّل: تَفَعُّل من الوَكَالَة، بفتح الواو وكسرها، أي: إظهار العجز في الأمر والاعتماد على غيرك.

ومعنى (التوكّّّل) في الاصطلاح الإسلاميّ في أقرب معانيه التي تجمع جزئيات كثيرة، ما ذكره ابن القيِّم في مدارج السالكين بأنّه: حالٌ للقلبِ ينشأ عن معرفته بالله، والإيمان بتفرده بالخلق والتدبير والضر والنفع والعطاء والمنع، وأنَّه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن؛ فيُوجِبُ له اعتِماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينة به وثقة به، ويقيناً بكفايته لما توكّل عليه فيه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير