تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العربية .. هل تعيش مراحل موتها البطيء!؟]

ـ[د. محمد الرحيلي]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 02:32 ص]ـ

كتب يوسف الكويليت في جريدة الرياض (أريد رأيكم فيما كتب):

"اللغة حضارة" هذا هو المصطلح الذي اتفق عليه علماء اللغة واللسانيات وفقهاؤهما، وأنها جسم متطور، لم يكن ميتاً، وخاصة للغات الحية، والعربية، كما هو مترسخ في أذهان الناطقين بها والباحثين في أسسها وقواعدها واشتقاقاتها حارسها القرآن الكريم يحميها من الاندثار والزوال، كما حدث للغات سامية، وأفريقية وآسيوية، وغيرها، وحين نحاول وصل هذه اللغة بالمنجز الحضاري المعاصر فإن مجامعها اللغوية والباحثين بها، وكل ما أثير من جدل حول تطويرها، وقفوا على مسلّمات فقهاء الماضي ومحاولة إدخال بعض الكلمات والمصطلحات، لكن اللغات الأخرى التي فرضت إنتاجها العلمي، والفلسفي والمعرفي، صارت هي من يجسد ثقافة علومها ولغاتها، وحين نحاول أن نتكلم عن الجسد الحضاري للغة ومؤثراتها، وبنائها العلمي، فإننا لا نريد أن ننجرّ الى التقعيد والتصريفات والدخيل والمكتسب، وإن كانت هذه مهمات لابد أن تمثل دور التطوير حتى فيما يتصل بتلك المعارف واشتقاقاتها، لكننا أمام معضلة البحث العلمي لا نجد من يستطيع البحث والتحليل لظاهرة ما، أو الغوص في علوم الطب، والفيزياء، والفضاء، وعلوم الطبيعة المختلفة، كذلك لا نستطيع أن نرى باحثاً عربياً يتقدم بمشروعه بلغته الأصلية وحتى لو فضّل ذلك، فإن بحثه لن يجد من يقرأه، ويقوّمه ويفاضله مع بحث آخر، يراه مجدياً، او مكروراً، لأن مراكز البحث في هذه الاختصاصات الدقيقة او الشائعة، تُكتب ويفاضَل بينها وبين غيرها في لغات تملك أدوات البحث والتحليل والتحكيم والنشر وهذا ما تفتقده كل الدول العربية، ولذلك جاء الهروب لتلك المراكز المتقدمة، لأنها القادرة على إيجاد المصادر والمكتبات، والمعامل، وفي حال نجاح ابتكار او اختراع ملائم للسوق أياًكان نوعه، فإنه سريعاً ما ينتقل من المعمل الى المصنع، ويدخل في عالم التطوير وصيانة الحقوق، وبالتالي فاللغة العربية لم تعد المحتوى القادر على الابتكار والتطوير وتطويع علوم العصر الى مبتكراتها اللغوية، وتوليدها، وجعلها متناسقة مع لغات العالم المتطورة.

هذا العجز لا تستطيع أن تحمله دولة او طائفة، او فئة معينة، طالما القصور هوجزء من فوضى ثقافية واجتماعية، وسياسية ليس لديها المشروع الحضاري الذي يجعل بناءها خلاقاً ومواكباً للعالم المتقدم، والذي يتسابق على الاكتشاف والابتكار، وفتح الفجوات مع العالم المتأخر.

صحيح أن لدينا بعض النجاحات في الآداب، وقليلاً جداً من الدراسات السياسية والاجتماعية لكننا في ميادين العلوم والمعارف وتطبيقاتهما مجرد مستهلكين وأصداء لما يُكتب او يطبق، وهنا الإشكال بخطورة موت اللغة ودليلنا أن آخر الابتكارات في علوم الحواسيب التي أصبحت مراكز المعرفة، ومصطلحاتها والعديد من كلماتها تنتقل الى اللغة العربية بمركبها العلمي الإنجليزي تحديداً، وهنا لابد من إدراك ان هذه الأمة سوف تبقى كياناً بلا حضارة اذا ما تدهورت أسسها اللغوية، وبقيت عالة على غيرها، ومواقع تهجير لطاقاتها البشرية من علماء وباحثين وخلاّقين في ميادين لا تتسع لها أرضهم ولا فضاؤهم القومي والوطني ..

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 08 - 2008, 04:52 ص]ـ

حفظك الله يا دكتور محمد. فإني أرى في هذا النقل عقلية عظيمة، تقرأ ما بين السطور.

حقاً إنه موضوع جدير بالاهتمام، و بخاصة فيما يتعلق بالمصطلحات، أما المسميات فأرى أن معاملتها معاملة الأعلام أمر مقبول لحد ما، و في اللغة العربية كثير من ألفاظ اللغات الأخرى و ذلك قبل نزول القرآن، هذا من جهة.

و من جهة أخرى فيما يتعلق بالعلوم و المعارف فمن الطبيعي أن تكون لغة مركز البحث هي لغة البحث لأن الاكتشافات أسرع من إمكانية متابعتها و تعريبها، و في عصرنا هذا تلاشت المسافات فالخبر يصل من المركز مباشرة إلى المتلقي في أي مكان من العالم بمصطلحه الأصلي سواء أكان متخصصاً أو عامياً وهذا ما يضطر الباحث إلى الكتابة بلغة مركز البحث فهم المعنيون به، لكن بمجرد أن يصل أي بحث إلى مرحلة الاكتمال، يبدأ أثر اللغة المستقبلة ومنها العربية في تأثيره على لغة الباحث.

الملاحظ هو أن بعض هذه المصطلحات تضعف تدريجياً لتحل محلها مصطلات عربية، أو تنافسها على أقل تقدير، فالقول أن اللغة العربية لم تعد المحتوى القادر على الابتكار والتطوير وتطويع علوم العصر الى مبتكراتها اللغوية، وتوليدها، وجعلها متناسقة مع لغات العالم المتطورة فيه إجحاف أو ما يكمن إدراجه تحت مسمى جلد الذات.

و عندي أن هناك خلط بين التقدم الحضاري في العلوم التطبيقية و استيعاب اللغة العربية للمصطلحات العلمية.

انظر إلى الطبيب كيف يستطيع بكل سهولة أن يشرح للمريض أو وليه الحالة المرضية مهما كانت معقدة بلغة سهلة وواضحة دون الحاجة إلى استخدام مصطلحات غربية و غربية، فكيف لو كان طبيباً لغوياً و أراد أن يكتب بحثاً للقارئ العربي؟

القضية الكبرى في رأيي هي استيراد القضايا النقدية الغربية بمصطلحاتها و مناهجها و تطبيقهاعلى الأدب العربي، و ما جعلوه أدباً عالمياً جعلناه كذلك ولو لم يرق إلى درجة كلام المثقف، بل تركنا مناهجنا و أفكار أسلافنا و تبرعنا لدراسة هذه المناهج و الآداب و التخصص فيها بل إن أحدنا يحرص أن يضمن دراسته النقدية شيئاً من هذه المصطلحات و المسميات، فالله المستعان (يبدو إنني خرجت عن الموضوع لكن لفت نظري النجاحات الأدبية).

رحم الله حافظ إبراهيم.

هذه رأيي يكفله لي عضويتي في الفصيح، فإن أغضب البعض فما هو إلا رأي من عضو مجهول الهوية أكثر آراؤه لنفسه.

و دمت أستاذي و أعضاء الفصيح في حفظ الله ورعايته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير