تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أربّ يبول الثُعلبان برأسه!!!

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:40 م]ـ

أربّ يبول الثعلبان برأسه = لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب

هذا البيت المشهور بين الكتاب والأدباء؛ هو من قول رجل اسمه:

غاوي بن ظالم، وهو من بني سليم.

وجاء في كتاب:

حياة الحيوان الكبرى؛ للدميريّ:

الثعلب: معروف، والأنثى ثعلبة، والجمع ثعالب وأثعل. روى ابن قانع في معجمه عن وابصة بن معبد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "شر السباع هذه الأثعل ". يعني الثعالب، وكنية الثعلب أبو الحصين وأبو النجم وأبو نوفل وأبو الوثاب وأبو الحنبص. والأنثى أم عويل والذكر ثعلبان. وأنشد الكسائي عليه:

أرب يبول الثعلبان برأسه = لقد ذل من بالت عليه الثعالب

هكذا أنشده جماعة، وهو وهم. فقد رواه أبو حاتم الرازي:

الثعلبان، بالفتح على أنه تثنية ثعلب، وذكر أن بني ثعلب كان لهم صنم يعبدونه، فبينما هم ذات يوم إذ أقبل ثعلبان يشتدان فرفع كل منهما رجله وبال على الصنم، وكان للصنم سادن يقال غاوي بن ظالم.

فقال البيت المتقدم، ثم كسر الصنم، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:

"ما اسمك قال: غاوي بن ظالم.

قال: لا، بل أنت راشد بن عبد ربه ".

وفي نهاية الغريب أنه كان لرجل صنم، وكان يأتي بالخبز والزبد، فيضعه عند رأسه، ويقول له: أطعم فجاء ثعلبان فأكل الخبز والزبد، ثم عصل على رأس الصنم، أي بال.

والثعلبان ذكر الثعالب.

وفي كتاب الهروي: فجاء ثعلبان فأكلا الخبز والزبد،. أراد تثنية ثعلب.

قال الحافظ بن ناصر: أخطأ الهروي في تفسيره، وصحف في روايته. وإنما الحديث فجاء ثعلبان، وهو الذكر من الثعالب، اسم له معروف لا مثنى، فأكل الخبز والزبد ثم عصل، بالعين والصاد، على رأس الصنم. فقام الرجل فضرب الصنم فكسره ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك وقال فيه شعراً وهو:

لقد خاب قوم أملوك لشدة = أرادوا نزالا أن تكون تحارب

فلا أنت تغني عن أمور تواترت = ولا أنت دفاع إذا حل نائب

أرب يبول الثعلبان برأسه = لقد ذل من بالت عليه الثعالب

والحديث مذكور في معجم البغوي وابن شاهين وغيرهما.

والرجل المذكور راشد بن عبد ربه.

وحديثه مشروح في كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني.

وأهل اللغة يستشهدون بهذا البيت في أسماء الحيوان والفرق في ذلك بين الذكر والأنثى كما قالوا لأفعوان ذكر الأفاعي والعقربان ذكر العقارب والثعلب سبع جبان مستضعف ذو مكر وخديعة، لكنه لفرط الخبث والخديعة، يجري مع كبار السباع.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 11:52 م]ـ

وفي الكتاب الموسوعيّ:

سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد؛ لشمس الدين الشاميّ:

في إسلام عمرو بن الجموح:

بفتح الجيم وبالحاء المهملة رضي الله تعالى عنه قال ابن إسحاق وغيره: لما قدم النفر الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أظهروا الإسلام بالمدينة، وفي قومهم بقايا من شيوخ لهم على دينهم من الشرك، منهم عمرو بن الجموح [بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي من بني جشم بن الخزرج]، وكان ابنه معاذ بن عمرو شهد العقبة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بها.

وكان عمرو [بن الجموح] سيداً من سادات بني سلمة [وشريفا من أشرافهم]، وكان قد اتخذ في داره صنماً من خشب يعظمه يقال له:

مناة [كما كانت الأشراف يصنعون تتخذ إلهاً تعظمه وتظهره].

فلما أسلم فتيان بني سلمة:

معاذ بن جبل ومعاذ بن عمرو في فتيان منهم ممن أسلم وشهد العقبة، وكانوا يدلجون بالليل على صنم عمرو ذلك فيحملونه ويطرحونه في بعض حفر بني سلمة وفيها عذر الناس، منكساً على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويحكم!! من عدا على آلهتنا هذه الليلة!!؟

قال: ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه، ثم قال:

أما والله لو أعلم من فعل بك هذا لأخزينه.

فإذا أمسى ونام عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك، [فيغدوا فيجده في مثل ما كان فيه من الأذى فيغسله ويطهره ويطيبه ثم يعدون عليه إذا أمسى فيفعلون به مثل ذلك] فلما أكثروا عليه استخرجه من حيث ألقوه يوماً فغسله وطهره وطيبه، ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال له:

إني والله ما أعلم من يصنع بك ما أرى، فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك. فلما أمسى ونام عمرو عدوا عليه فأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلباً ميتاً فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بني سلمة فيها عذر من عذر الناس.

وغدا عمرو بن الجموح يلتمسه فلم يجده في مكانه، فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكساً مقروناً بكلب ميت. فلما رآه أبصر شأنه، وكلمه من أسلم من قومه، فأسلم رحمه الله وحسن إسلامه.

فقال حين أسلم وعرف من الله ما عرف [وهو يذكر صنمه ذلك وما أبصر من أمره ويشكر الله تعالى الذي أنقذه مما كان فيه من العمى والضلالة]:

والله لو كنت إلهاً لم تكن = أنت وكلب وسط بئر في قرن

أٍّف لملقاك إلهاً مستدن = الآن فتشناك عن سوء الغبن

الحمد لله العلي ذي المنن = الواهب الرزاق ديان الدين

هو الذي أنقذني من قبل أن = أكون في ظلمة قبر مرتهن

بأحمد المهدي النبي المؤتمن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير