تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل السبيل مُذكَّرة أم مؤنَّثة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 07 - 2008, 02:14 م]ـ

عن عبد الله، يعني ابن مسعود، قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً، فقال: " هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً يميناً وشمالاً ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} الأنعام 153والسبيل الطريق. وقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر حين خط الخط " هذا سبيل الله " يحتمل أن يكون إشارة إلى الخط فذكر، إذ الخط مذكر، وجائز أن تكون الإشارة فيه إلى السبيل فذكره إذ العرب تذكر السبيل وتؤنثه، وقد جاء التنزيل باللغتين، على أن منه من يذكر الطريق ومنهم من يؤنثه وكذلك الصراط، قال عز وجل في التذكير: " وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} (الأعراف: 146).

" وذكر أنها في قراءة أبي بن كعب لا يتخذها ويتخذها بالتأنيث وقال في التأنيث: " {وعلى الله قصد السبيل}. النحل. 9. {ومنها جائر}. النحل. 9.

وقال: " {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]." والتذكير والتأنيث كثيرٌ موجود في الكتاب والسنة كقول النبي صلى الله عليه وسلم " لولا أنه سبيل آتٍ وحتم مقضي " وفي أشعار العرب وسائر كلامها، والتأنيث أكثر، وأنشد أبو عبيدة:

فلا تجزع فكل فتى أناسٍ =سيصبح سالكاً تلك السبيلا

وأما قول الله " ولتستبين سبيل المجرمين الأنعام 52 " فقد أتت القراءة فيه بالوجهين معاً، أعني التذكير والتأنيث، فكان من قرأ بالتأنيث الحسن ومجاهد وعبد الله بن كثير وعبد الله بن عامر وأبو عمرو بن العلاء وأبو المنذر سلام بن المنذر، ويعقوب الحضرمي وقرأ ذلك بالتذكير الأعمش وعاصم وحمزة والكسائي، وقرأ ذلك أبو جعفر المدني وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وشيبة ونافع " ولتستبين سبيل المجرمين " أي لتتبينها يا أيها النبي وتستوضحها، والتاء في هذه القراءة للمخاطبة ولا دلالة فيها على تذكير ولا تأنيث.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير