تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن النظر في التراث العربي القديم يثبت أن (آدم الإنسان العاقل الأول) قد تولد بشراً من بويضة في أرض السراة من شبه الجزيرة العربية وكذلك حواء وبقية الآدميين، وعاش البشر الذين تخلقوا وقتئذ همجا بعيدين عن مفهوم الإنسانية وقيمها، إلا أن آدم الإنسان العاقل الأول قدّرت له المشيئة الربانية أن يدخل الجنة (الجنة الأرضية) وهناك أودعت روح آدم وعقله ليكون مهيئا لحمل الأمانة الربانية، وهناك علّم آدم الأسماء كلّها وبقي فيها حتى معصيته التي أدت إلى خروجه من الجنة، فآدم خرج في هذه الأرض ليبث علومه التي تزود بها في الجنة ولولا التخليق في جينات آدم العاقل لما أمكنه أن يعرف أسرار العلوم والفكر ولما كان لديه الاستعداد لإدراك هذه اللغة التي أنجبت هذا التراث العربي العظيم، والراجح أن آدم لم يخرج من الجنة مجرد معجم كلمات عربية لمسميات الأشياء، إن آدم أدرك أسرار اللغة التي هي عينها مفاتيح الفكر، والمسميات التي جاءت عبر هندسة لغوية متقنة بما تحمل من علاقة وتناسب عظيمين بين الأشياء ومسمياتها، وما تحمل من سمة إعجازية للنظام الرقمي الفلكي للغة العربية التي تعد أساسا للقول بتوقيفية اللغة، كما أسماها علماء اللغة، أي أن اللغة نشأت بتعليم رباني، ومن خلال التخليق الرباني للجينات الوراثية الخاصة بالقدرة على النطق وما تتطلبها القدرة اللغوية من خيال وإدراك وتحليل وتركيب وتذكر واستدعاء وغيرها من خواص اللغة هي التي انتقلت من جينات آدم الإنسان الأول إلى ذريته (4) (الرحمن *علّم القرآن *خلق الإنسان *علّمه البيان) (الرحمن 4:1).

إن تبنيّ مصطلح التوقيفية لهذه النظرية في تفسير نشأة اللغة كما اصطلح عليها علماء اللغة قاصرة عن المدلول؛ لأن مصطلح "التوقيفية" يستبطن الجمود، بينما اللغة العربية بدأت بآدم الإنسان العاقل الأول ثم تطورت وفيها قابلية التطور، إضافة لما رجحناه سابقا من إمكانية تصور المحاكاة لأصوات ظواهر الطبيعة كما أسلفناه في النظرية الثالثة وإمكانية حدوث وضع الحكماء مصطلحات معينة كما هو مفاد النظرية الثانية، وعليه فإني أقترح استبدال مصطلح التوقيفية بـ "نظرية التعليم الرباني"؛ لأن اللغة التي نتحدث عنها والتي بدأ انطلاقها من شبه الجزيرة العربية قديمة قدم الإنسان ـ كما رجّحه بعض الباحثين (5) بدأت فوق مستوى تطور الإنسان، ولو كانت هذه اللغة بعيدة عن التعليم الرباني لما أمكنها أن تكون أم اللغات، وأن تستوعب التراث العربي القديم وما يحوي من حقائق علمية لا افتراضية والتي هي أساس الحضارات في العالم. فما سبب تسمية هذه اللغة باللغة العربية؟

ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 11:37 ص]ـ

سبب تسمية اللغة العربية

لا يوجد تحديد واضح في أصل تسمية "العرب" ولا في أصل تسمية "اللغة العربية" بل نرى علماء (فقه اللغة) "حيارى في تعيين أول من نطق بالعربية، فمنهم من ذهب إلى أن (يعرب) هو أول من أعرب في لسانه، وأنه أول من نطق بالعربية، وأن العربية إنما سميت به، ومنهم من قال أن إسماعيل هو أول من تكلم بالعربية ونسي لسان أبيه إبراهيم، وأن إسماعيل أُلهِمَ هذا اللسان العربي إلهاما، وكان أول من فتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن أربع عشرة سنة" (6).

أما الدكتور أحمد داوود صاحب كتاب تاريخ سوريا القديم فيطرح رأيا يفسر فيه نشأة العربية والسريانية والآمورية معا حيث يقول: (أنه قد تميز من بين الآباء العرب القدامى مجموعة كبيرة من الأسماء كان من بين أبرزها جميعا ثلاثة هم: "سر" و "مر" و "رب" وكل منها يعني "السيد" أما "سر" الذي تؤكد كلّ الدلائل على أنه كان متميزًا في منطقته الشرقية (أي شرق شبه الجزيرة العربية)، فيعني السيد العلي، ومؤنثه "سرت" و "سري" وتعني السيدة العلية، فكلمة "سري" تعني السيد العالي، وسراة القوم سادتهم، والسراة الجبال المرتفعة، والسروات القمم، والسرو الشجر المرتفع، و"سارة" هي السيدة والملكة، وإذا ما أضفنا نون الجمع تصبح "سرن" وتعني السوريين أو السريان لأن العربية القديمة لم تكن تكتب الصوتيات (و، ا، ي). أما "مر" فيعني "السيد" ومؤنثه "مرت" وتعني "السيدة" و"السيدة البيضاء" و"مرت" لا تزال تستعمل في العربية الدارجة حتى اليوم. و"رب" تعني السيد أيضا ومؤنثه "ربت" وتعني "السيدة"، وإذا ما أضفنا الألف "وهو أول حرف من الحروف الأبجدية العربية، والذي يعني الثور وهو رمز الخصوبة" بداية "سر، مر، رب" فتصير أسر وهم أبناء السيد سرّ وهم السريانيون. وكلمة أمر هم أبناء السيد مرّ وهم الآموريون، وكلمة أرب هم أبناء السيد ربّ وهم عرب بعد إبدال الألف عينا كما يحدث في اللهجات العربية، وكذلك حرف الألف هذا الذي هو رمز الخصوبة إذا صار نهاية كلمة "سر" لتكون الكلمة "سرأ " فتعني أخصب، وسرأت السمكة أي باضت، وسرأت المرأة كثر أولادها و "مرأ " أخصب وألقح، والمروءة في أصلها كمال الفحولة الإخصابية، ومرع تعني أخصب (وهي عينها مرأ بإبدال الألف عينا) فهؤلاء الآباء (سر، مر، رب) هم الذين انتشر أبناؤهم في كل الأرض العربية. وكما نزح السريان شرقا، فقد نزح الآموريون غربا ومنهم الفينيقيون. أما أبناء رب وهم "أرب" التي تعني عرب فهم الذين بقوا في جوف شبه الجزيرة العربية) (7). وهؤلاء الآباء الثلاثة المتميزون (سر، مر، رب) الذين هم أساس السريان والآموريين (الفينيقيين) والعرب هم أبناء (آنوش ابن شيث).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير