ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 02:07 م]ـ
قال الدكتور محمد محمد داود في كتابه معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم:
التمام في اللغة: انتهاء الشيء إلى غايته،وهو ضد النقصان.
والكمال في اللغة:حصول مافيه الغرض والغاية من الشيء.
فاللفظان متقاربان في المعنى،ولكن لفظ التمام يوحي بوجود نقص قبله،أما الكمال فهو صفة متأصلة في الشيء تشير إلى خلوه من العيب وأنه قد حقق غرضه المرجو منه.
إذن فالكمال يأتي لنفي العيب بأنواعه (والنقص نوع من العيب)،والتمام يأتي لنفي النقص.
وعليه فإن قول الله عزوجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة:3يفيد إتمام النعمة؛بوصولها إلى منتهاها بحيث لم يعد هناك نقص ولا حاجة إلى غير دين الله وهوالإسلام،ويفيد إكمال الدين،أي تحقيق الغرض والغاية منه على أفضل ما يكون دون أي شائبة ولا عيب.
ـ[ابوعلي الفارسي]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 02:15 م]ـ
قال الدكتور محمد محمد داود في كتابه معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم:
التمام في اللغة: انتهاء الشيء إلى غايته،وهو ضد النقصان.
والكمال في اللغة:حصول مافيه الغرض والغاية من الشيء.
فاللفظان متقاربان في المعنى،ولكن لفظ التمام يوحي بوجود نقص قبله،أما الكمال فهو صفة متأصلة في الشيء تشير إلى خلوه من العيب وأنه قد حقق غرضه المرجو منه.
إذن فالكمال يأتي لنفي العيب بأنواعه (والنقص نوع من العيب)،والتمام يأتي لنفي النقص.
وعليه فإن قول الله عزوجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} المائدة:3يفيد إتمام النعمة؛بوصولها إلى منتهاها بحيث لم يعد هناك نقص ولا حاجة إلى غير دين الله وهوالإسلام،ويفيد إكمال الدين،أي تحقيق الغرض والغاية منه على أفضل ما يكون دون أي شائبة ولا عيب.
وبين لفظي (التمام- والكمال) عموم وخصوص،فالكمال يتضمن معنى التمام ويزيد عليه،ولعل هذا هو الذي مهد لورود الكلمتين مترادفتين في بعض السياقات،كقوله عزوجل: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} البقرة:196
واستعمال لفظ (كاملة) هنا فيه دلالة التمام،وزيادة إحسان العبادة؛أي يتضمن الكم والكيف معا.
ونخلص مما سبق إلى أن الكمال:وصف يتضمن التمام (أي الخلو من النقص)،ويزيد عليه بنفي كل عيب أوشائبة.
فالتمام يأتي لنفي النقص،والكمال يأتي لنفي العيب. أقول:وقد ورد في شعر أبي الطيب المتنبي لفظ النقص بإزاء لفظ الكمال، قال: وإن بها وإن به لنقصا وأنت لها النهاية في الكمال
وقال ابن زيدون: نقصت حياتك حين فضلك كامل هلا استضيف إلى الكمال كمال
وورد أيضا لفظ النقص بإزاء لفظ التمام، قال أبو الطيب: فهلا كان نقص الأهل فيها وكان لأهلها منها التمام
وقال أيضا: ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام
وقال سبط ابن التعاويذي: وبدر التم عاجله سرار وأسلمه إلى النقص التمام
والله العالم.