تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِذَا امْتَطَيْتَ رِكَابَاً لِلنَّوَى فَأَنَا=فِي دَاخِلِي ... أَمْتَطِي نَارِي وَاغْتَرِبُ

قَبْرِي وَمَأْسَاةُ مِيلاَدِي عَلَى كَتِفِي=وَحَوْلِيَ العَدَمُ المَنْفُوخُ وَالصَّخَبُ

«حَبِيبُ» هَذَا صَدَاكَ اليَوْمَ أَنْشُدُهُ=لَكِنْ لِمَاذَا تَرَى وَجْهِي وَتَكْتَئِبُ؟

مَاذَا؟ أَتَعْجَبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَرِي؟ =إِنِّي وُلِدْتُ عَجُوزَاً .. كَيْفَ تَعْتَجِبُ؟

وَاليَوْمَ أَذْوِي وَطَيْشُ الفَنِّ يَعْزِفُنِي=وَالأَرْبَعُونَ عَلَى خَدَّيَّ تَلْتَهِبُ

كَذَا إِذَا ابْيَضَّ إِينَاعُ الحَيَاةِ عَلَى=وَجْهِ الأَدِيبِ أَضَاءَ الفِكْرُ وَالأَدَبُ

وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْلَ الأَرْبَعِينَ عَلَى=َنارِ «الحَمَاسَةَ» تَجْلُوهَا وَتَنْتَحِبُ

وَتَجْتَدِي كُلَّ لِصٍّ مُتْرَفٍ هِبَةً=وَأَنْتَ تُعْطِيهِ شِعْرَاً فَوْقَ مَا يَهِبُ

شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَى «مَلِكٍ» =يَحُثُّكَ الفَقْرُ ... أَوْ يَقْتَادُكَ الطَّلَبُ

طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ «الموصِلِ» انْطَفَأَتْ=فِيكَ الأَمَانِي وَلَمْ يَشْبَعْ لَهَا أَرَبُ

لَكِنَّ مَوْتَ المُجِيدِ الفَذِّ يَبْدَأه=وِلادَةً مِنْ صِبَاهَا تَرْضَعُ الحِقَبُ

«حَبِيبُ» مَا زَالَ فِي عَيْنَيْكَ أَسْئِلَةً=تَبْدُو ... وَتَنْسَى حِكَايَاهَا فَتَنْتَقِبُ

وَمَا تَزَالُ بِحَلْقِي أَلْفُ مُبْكِيَةٍ=مِنْ رُهْبَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِي وَتَضْطَرِبُ

يَكْفِيكَ أَنَّ عِدَانَا أَهْدَرُوا دَمَنَا=وَنَحْنُ مِنْ دَمِنَا نَحْسُو وَنَحْتَلِبُ

سَحَائِبُ الغَزْوِ تَشْوِينَا وَتَحْجِبُنَا=يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِنْ إِرْعَادِنَا السُّحُبُ؟

أَلاَ تَرَى يَا أَبَا تَمَّامَ بَارِقَنَا=إِنَّ السَّمَاءَ تُرَجَّى حِينَ تُحْتَجَبُ

ديسمبر 1971م

المرجع: ديوان عبد الله البردوني - المجلد الثاني، ص 249 - 259

دار العودة – بيروت، لبنان – الطبعة الأولى 1986م

ـ[إياس]ــــــــ[11 - 06 - 2007, 07:19 م]ـ

فعلا عبدالله البردوني هو شاعر العصر

بالمناسبة عندما وصل إلى قوله: تسعون مليونا ...

قال متهكما: في الصومال فقط!!!!!

ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2007, 07:34 م]ـ

له قصيدة أخرى بعنوان يقظة الصحراء، حال عثوري عليها في مكتبتي سارسلها للمنتدى

ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 06 - 2007, 07:38 م]ـ

خير ما في القلوب

أقولُ ماذا يا ضُحَى يا غُرُوب؟

في القلبِ شَوْقٌ غيرُ ما في القُلُوب

في القلب غيرُ البُغْضِ، غيرُ الهوى

فكيف أحكِي يا ضجيجَ الدروب

ويا ثياباً ماشياتٍ على

مَشَاجِبٍ تَفتَرُّ فيها النُّدوب

ويا رصيفاً يحفرُ الصبرُ في لَوْحَيْهِ

تواريخَ الأسى والشُّحوب

ويا قُصُوراً يرتديها الخَنَى

وترتدي وجهَ النبيِّ الكذوب

ويا جُذوعاً لا يُنادي بها

إلاّ ثُقُوبٌ طَالباتٍ ثُقُوب

يا باعةَ التجميلِ هذي الحُلَى

تَهْدِي إلى ما تحتِها من عُيوب

* * *

أقولُ ماذا يا نَسِيمَ الصَّبَا

أقولُ ماذا يا رياحَ الجَنوب

الحرفُ يَحسو قَيئَهُ في فَمِي

والصمتُ أقسى من حسابِ الذُّنوب

وهذه الأحلامُ تُغْوِي كما

تُراوغُ الأعمى عجوزٌ لَعُوب

فعَلِّمِيني الحَرْقَ يا كَهْرُبَا

أو عَلِّمِيني يا رياحَ الهُبوب

أو مُدَّ لي يا بَرْقُ أفقاً سوى

هذا وبحراً غير ذاك الغَضُوب

أو حاولي يا سُحْبُ أن تُطفئي

قلبي عَسَى عَنْ قلبِهِ أنْ يَتُوب

* * *

من أغسقَ الأيامَ يا ريحُ هل

تدري الثريا أيَّ مَسْرَىً تَجُوب

كُلُّ المَدَى أيْدٍ ذُبابيةٌ

صفائحٌ مَكْسُوَّةٌ بالقُطُوب

حوائطٌ تَغدو وتَسري كما

تأتي على ريحِ الجفافِ السُّهوب

وقُبُّراتٌ حُوَّمٌ تَجتبي

سنابلاً يَحْوِينَ غيرَ الحُبوب

يا كُلَّ مِنْقارٍ تَنَاسى الطَّوى

لا تُزْعجِ القَحْطَ الأَكُولَ الشَّروب

* * *

أقول ماذا علّ قلبَ الثرى أظمى

إلى غيرِ السحابِ السَّكوب

هل في الربى يا شمسُ غيرُ الربى

هل للكُوَى معنىً خَبِيءُ الجيوب

والسفحُ هل فيهِ سواهُ وهل

في الورد غير اللون غير الطيوب

والشمسُ هل في طَيِّها غيرُها

سترحلُ الأولى وأخرى تَؤوب

يا شمسُ هل يدري الدُّجى والضُّحَى

مَنْ علَّمَ المنشودَ فَنَّ الهروب

كلٌّ لهُ مأساتُهُ لا أرى

فَرْقَاً ولكنَّ المآسي ضُرُوب

هل يَسْمعِ الإسفلتُ أوجاعَهُ

أو هل يَرَى سِرَّ الزحامِ الدؤوب

وهل يحس المُرْسِدِيس الذي يُزْجِي

لأَضْنَى اللحم أقوى النيوب

هل للمواني أمنياتٌ تَرَى

تلك الوجوه الباديات اللغوب

هل تنطوي الشطآن تسعى إلى

مراكبِ العانين وقتَ الركوب

لكلِّ طَافٍ بَاطِنٌ رَاسِبٌ

سيرسب الطافي ويطفو الرسوب

* * *

يا كُلَّ آتٍ ما أَتَى مَرّةً

خُذْني وأرضِعني جديدَ الوثوب

وأحفرْ طريقاً ما رآه الذي

عن كُلِّ مَدْعُوٍّ وداعٍ يَنوب

في القلبِ شيءٌ ما لهُ سابقٌ

وفيهِ أخفى من نوايا الغيوب

فيه أمانٍ غيرُ كُلّ ا لمُنَى

فيه شُعُوبٌ غير هذي الشُّعُوب

لِمْ لاَ يذوب القلبُ مما بهِ

كم ذابَ لكنْ فيه ما لا يَذُوب

رَصَاصَةٌ تُعْنَى بإسكاتِهِ

ما أسكتتْ ما فيه حَتَّى الحُروب

يَهْتَزُّ للنيرانِ تَجْتاحه

مُرَدِّداً: كُلَّ كَريمٍ طَرُوب

*****

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير