[نام الخلي]
ـ[الأسد]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 03:33 م]ـ
هذه الرائعة اخترتها لكم من شاعرجاهلي فحل , وضعه ابن سلام الجمحي في الطبقة الخامسة من فحول الجاهلية , وهو: الأسود بن يعفر بن جندل النهشلي الدارمي التميمي.
فإليكموها:
نام الخلي وما أُحِسُ رُقَادِي
والهم ُّمحتضرُ لدي وسِادِي
من غير ما سقم ٍولكن شفني
هم ّ أراهُ قد أصاب فؤادي
ومن الحوادث لا أبالكِ أنني
ضربتْ عليّ الأرض بالأسداد
لا أهتدي فيها لموضع تلعةٍ
بين العراق وبين أرض مراد
ولقد علمتُ سوى الذي علمتني
أن السبيل سبيل ذي الأعواد
إن المنية والحتوف كلاهما
يوفي المخارم يرقبان سوادي
لن يرضيا مني وفاء رهينة
من دون نفسي طارفي وتلادي
ماذا أؤمل بعد آل محرق
تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق
والقصر ذي الشرفات من سنداد
أرضا تخيرها لدرا أبيهم
كعب بن مامة وابن أم دؤاد
جرت الرياح على مكان ديارهم
فكأنما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة
في ظل ملك ثابت الأوتاد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم
ماء الفرات يجيء من أطواد
فإذا النعيم وكل مايلهى به
يوما يصير إلى بلى ونفاد
في آل غرف لو بغيت لي الأسى
لوجدت فيهم أسوة العداد
ما بعد زيد في فتاة فرقوا
قتلا ونفيا بعد حسن تآدي
فتخيروا الأرض الفضاء لعزهم
ويزيد رافدهم على الرفاد
إما تريني قد بليت وغاضني
مانيل من بصري ومن أجلادي
وعصيت أصحاب الصبابة والصبا
وأطعت عاذلتي ولان قيادي
فلقد أروح على التجار مرجلا
مِذلاً بمالي لينا أجوادي
ولقد لهوت وللشباب لذاذة ٌ
بسلافة مزجت بماء غوادي
من خمر ذي نطَفٍ أغنّ منطّقٍ
وافى بها لدراهم الأسجاد
يسعى بها ذو تومتين مشمّر
قنأت أنامله من الفرصاد
والبيض تمشي كالبدور وكالدمى
ونواعم يمشين بالأرفاد
والبيض يرمين القلوب كأنها
أدحي بين صريمة وجماد
ينطقن معروفا وهن نواعم
بيض الوجوه رقيقة الأكباد
ينطقن مخفوض الحديث تهامسا
فبلغن ما حاولن غير تنادي
ولقد غدوت لعازب متناذر
أحوى المذانب مؤنق الرواد
جادت سواريه وآزر نبته
نفأ من الصفراء والزباد
بالجو فالأمرات حول مغامر
فبضارج فقصيمة الطراد
بمشمر عتد جهيز شده
قيد الأوابد والرهان جواد
يشوي لنا الوحد المدل بحضره
بشريج بيسن الشد والإيراد
ولقد تلوت الظاعنين بجسرة
أجد مهاجرة السقاب جماد
عيرانة سد الربيع خصاصها
مايستبين بها مقيل قراد
ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 04:25 م]ـ
كنت أود من أخي الكريم أن تكتب عن هذه القصيدة شيئاً فما الذي أعجبك فيها فقد درست من قبل الباحثين وما الزيادة عندك، ارجو ان نرى المزيد منك
وفقك الله وادامك
ـ[الأسد]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 11:52 م]ـ
أخي محمد شكرا على مرورك.
هذه القصيدة أعجبتني لأنها ليست كباقي القصائد الجاهلية من عدة أوجه , لعل أبرزها: وضوح أفكارها , وسهولة ألفاظها إذا قورنت بمثيلاتها من القصائد الجاهلية , وكذلك الصور الفنية فيها رائعة فعهي ليست مبتذلة أو غامضه , وفيها بعض الجدة والجمال مثل (نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ** ماء الفرات يجيء من أطواد) و (فإذا النعيم وكل كايلهى به ** يوما يصير إلى بلى ونفاد) ولذلك لما سمع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هذا البيت قال {كم تركوا من جنات وعيون).
عموما القصيدة أعجبتني وأحببت نشرها , وأرجو من الأخوة الأعضاء أن يضعوا آرائهم فيها , وإن كان عندك يا أخي محمد إضافة أو زيادة فلاتبخل علينا.