يا دمي لا تصدِّق رصاص الكلام
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 01:29 ص]ـ
آخر ما قاله محمد الدُّرة قُبيل صعوده إلى حتفه (سأكتب القصيدة على دفعات لطولها)
(1)
[يا دمي لا تصدق رصاص الكلام]
وكن يا دمي الحر
في ساحة العرس وحدك
أنت الذي قمت فينا تصلِّي
ونحن نيام
لا تقشِّرْ بلاغة أيامنا
لا تحدق بمرآة أحلامنا
لا تروِّجْ شعاراتنا في الغمام
يا دمي
كن مزيجاً من النار والقار
للثائرين الكسالى
وكن للشهيد الذي أشعل الأرض بالعشق
تعويذة كي ينام
يا دمي النازف الآن في كل حارة
لا تصدق خُطى القادمين إلى ظلّك الارجواني
لا تفرغِ الريح من عنفوان الحجارة
وخلّ" المقاليع" تثقب لحم الرخام
[يا دمي لا تصدق رصاص الكلام]
(2)
يا دمي
لا تفكر كثيرا
بمن قد أعدوا مراكبهم
للرحيل إلى جثة فارهة
تقدم لتكسر موج الزرد
قبيل الوصول إلى غرفةٍ ما استفاقت
سوى لتعمّد آخر جدرانها بالزّبد
وحين ينز صديد السؤال
فليس لمن يكسرون الهلال
أن يوقفوا النزف في الخاصرة
وليس لهم أن يشدوا وثاق القتيل
غذا أشعلوا النار في الناصرة
يا دمي
كن صليباً على ظهر أجدادهم
كن لهيباً على نهر أحفادهم
كن غريباً على صفحات الجرائد
أو في هديل الحمام
[يا دمي لا تصدق رصاص الكلام]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 01:46 ص]ـ
تنويه القصيدة السابقة للشاعر: د. ناصر شبانة
ـ[زينب محمد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 02:08 ص]ـ
جميل، جميل، أخي محمد ..
نفع الله بك، وبكل ما تسجله يداك ..
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 02:10 ص]ـ
يا دمي لا تراهن على فارس
لم يجرب صهيل الخيول
ولا تلتفت صوب من تخذوك
وساما لياقاتهم
أو شعارا لباقاتهم
لا تصدق جموع المهلهل
حين يدق الطبول
إنهم بعد حين
تدار بنادقهم صوب رأسك
كي يقتلوك ويبكوا عليك
لسوف تسيل على عشرات الأصابع
سوف تعانق صمغ اللغات
ووحل العقول
لا تصدق بطولاتهم يا دمي
في رقاع السلام
[يا دمي لا تصدق رصاص الكلام]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 02:25 ص]ـ
(4)
يا دمي
قد شربتَ حليب الندى
من عروق الردى
أو سماء البنفسج
حين شربنا حليب النعامة
فلا تنتظرنا غداة غدٍ
كي نخبيء عوراتنا خلف أوراق توت الشهامة
إنا رضينا بما قسَّم النفط للشهداء
من الوجبات السريعة
نحن الذين عبدناك حين دفناك
واكتفينا بمجدك في لقطات " الجزيرة"
نحن الذين سكبنا على لونك الماء
كي يتبخر صوب السماء
وتبقى عيون الكرامة
تحدق في عورة اليافطات
دمي يا يتيم البدايات
يا شهيد النهايات
يا أرضنا وسمانا
ويا قمحنا ورحانا
ويا ملحنا الخام
[يا دمي لا تصدق رصاص الكلام]
(5)
ها هي القدس
راحت تمسد شعر الصغار
تقلم أظافرهم بالحجارة والنار
تكحل أجفانهم بالدماء المحلاة بالجمر
كل صباح انتظار
تلقنهم سورة الفتح
كي يزرعوا الارض
بالبرتقال وبالغار
ها هم الآن
يرفعون المآذن فوق الدمار
في كل حاراتها والأذان
يشاركهم صرخة العنفوان
فكن يا دمي أول النازفين
وكن سيد العارفين
وكن كوكبا يا دمي في الظلام
يا دمي
لا تصدق رصاص الكلام
د. ناصر شبانة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 06:22 ص]ـ
بارك الله للناظم وبارك الله لك على جميل نقلك أخي محمد فأنت كما عودتنا على كل أدب رفيع ...
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 07 - 2007, 07:13 ص]ـ
وبوركت أنت على موضوعاتك الجميلة التي تنم عن شخصية تتمتع بذائقة أدبية أخَّاذة