تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هل حقاً أنه:ما الحب الا للحبيب الأول!

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 04:10 م]ـ

من مقدمة كتاب"ديوان الصبابة" لابن أبي حجلة،

.... أما بعد فإن كتابنا هذا كما قيل.

كتاب حوى أخبار من قتل الهوى وسار بهم في الحب في كل مذهب مقاطعيه مثل المواصيل لم تزل تشبب فيه بالرباب وزينب فهم ما هم تعرفهم بسيماهم قد تركهم الهوى كهشيم عقال المحتظر وأصبحوا من علة الجوى على قسمين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فهم ما بين قتيل وشهيد وشقي وسعيد على اختلاف طبقاتهم وأشكالهم وتباين مراتبهم وأحوالهم وغير ذلك مما تصبح به أوراقه يانعة الثمر وتمسي به صفحاته في كل ناحية من وجهها قمر فإذا نظرت إلى الوجود بأسره شاهدت كل الكائنات ملاحاً على أن جماعة من العصريين غلبوا من تقدم بالتأليف في هذا الباب ولم يفرق غالبهم في التشبيب بين زينب والرباب:

وكل يدعى وصلا بليلى ... وليلى لا تقر لهم بذاكا

فربع كتابنا هذا بذكر العامرية مغمور وهو بالنسبة إلى ما ألفه الشهاب محمود مشكور ومن وقف عليه علم صحة هذا الكلام وأنشدني تصديق هذه الدعوى إذا قالت حذام مؤلف طوق الحمامة بالنسبة إلى حجلته يحجل وصاحب منازل الأحباب ممن عرف المحل فبات دون المنزل.

وعذرت طيفك في الجفاء ... يسري فيصبح دوننا بمراحل

آخر

فيا دارها بالخفيف إن مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال

فإن قلت الفضل للمتقدم وهل غادر الشعراء من متردم قلت نعم في الخمر معنى ليس في العنب وأحسن ما في الطاوس الذنب فدع كل صوت بعد صوتي فأنني أنا الصائح المحكي والآخر الصدا فكم ترك الأول للآخر ولا اعتبار بقول الشاعر:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول

كم منزل في الأرض يالفة الفتى ... وحنينه أبداً لأول منزل

فقد سقط في يديه وقيل في الرد عليه:

أفخر بآخر من كلفت بحبه ... لا خير في الحبيب الأول

أتشك في أن النبي محمداً ... ساد البرية وهو آخر مرسل

وقال ديك الجن الحمصي يرد على حبيب قوله المتقدم:

كذب الذين تحدثوا عن الهوى ... لا شك فيه للحبيب الأول

ما لي أحن إلى خراب مقفر ... درست معالمه كأن لم يوهل

فقال حبيب حين بلغه قول ديك الجن المذكور:

كذب الذين تخرصوا في قولهم ... ما الحب إلا للحبيب المقبل

أفطيب في الطعم ما قد ذقته ... من مأكل أو طعم ما لم يؤكل

فقال ديك الجن أيضاً حين بلغه قول حبيب هذا:

أرغب عن الحب القديم الأول ... وعليك بالمستأنف المستقبل

نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى ... كهوى جديد أو كوصل مقبل

وقال أبو البرق وسلك بينهما جادة الإنصاف وبقوله يجب الاعتراف لأنه أحسن في المقال حيث قال:

زادوا على المعنى فكل محسنٍ ... والحق فيه مقالة لم يجهل

الحب للمحبوب ساعة وصله ... ما الحب فيه لآخر ولأول

على أنني لم أجحد ما في منازل الأحباب من ذكر حبيب ومنزل ولا تحملت على مصنفه فوا عجباً من قلبي المتحمل ولكن قصدت التنبيه على أن حسن التأليف مواهب وأن للناس فيما يعشقون مذاهب ومعلوم أن الجنون فنون وكل حزب بما لديهم فرحون ولم يزل كتابنا هذا في مسوداته منذ حجح وبيوته من بحورها في لجج لا أبيح ما فيه من منازل الأحباب لساكن ولا أمكن عاشقاً من المرور بتلك الأماكن:

أغار إذا آنست في الحي أنة ... حذاراً وخوفاً أن تكون لحبه

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 04:34 م]ـ

تعريف الكاتب بكتابه شعراً:

تبادره بالبدر منه بوادره ... وتحلو له عند المرور نوادره

ففيه له في كل يوم وليلة ... حبيب ملم أو نديم يسامره

ولي فيه نظم أن تضوع نشره ... ففي طيه حلو الكلام ونادره

ولي فيه منثور غدا في مقامه ... وعرف سناه مشرق الروض عاطره

ولي فيه من سحر البيان رسائل ... إذا ما جفاني أحور الطرف ساحره

ولي فيه أسرار الحروف لأنه ... ينقطه دمعي فتبدو سرائره

فنثور دمعي مثل نظيم سطوره ... خدودي إذا ما خط فيها دفاتره

تمد مداد الدمع أقلام هديه ... فدمعي حبري والسواد محابره

خدمت بديوان الصبابة عاملا ... فباشر قتلي من سباتي ناظره

فلولا الهوى ما مات مثلي عاشق ... ولا عمرت بالعامري مقابره

وفي غزلي ذكر الغزال ومربع ... تطار حتى فيه الحديث جآذره

أنزهه عن وصف خدر عنيزة ... ومنزل قفر سرن عنه اباعره

تجر قوافيه معال غدا بها ... جرير كعبداً وثقته جرائره

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير