عَرَفَتْ ملوكُ الجنِّ ريحَ عِمامتي!!
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[15 - 07 - 2007, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
هذه قصيدة لشاعر ٍ معاصر ٍ اسمه ناصر الفراعنة السبيعي .. اسمها "ملوك الجن" .. من أعجب ما قرأت من شعر .. وما كنت أظن أن بيننا من يكتب مثل هذا أبداً .. والقصيدة على غموض ٍ كبير ٍ فيها .. إلا أن فيها فخامة وجزالة وسلالسة ألفاظٍ مدهشة ..
اترككم معها .. على أن لي عودة للقصيدة وللشاعر الذي تدور حولة أساطير من قبيل أن له علاقة بالجن .. وهذه القصيدة يقول البعض ماهي إلا من وحي الجن له .. ولا أصدق أنا ذلك .. لكن من العجائب أنه يندر- كما أبلغت - أن تجد له قصيدة سواء بالفصحى او العامية إلا وفيها ذكر الجن وممالكهم وملوكهم وملاحمهم .. الخ .. ولعل هذا ماجعل العامة ينسجون عنه هذه الأساطير ..
ولكم القصيدة ..
دَمّي عليّ من الثرى يا غانية
بالأمس ما أبكاك قد أبكانِيَهْ
لصبيَّةٍ عمرية مضرية
أدركْتُ أسرار الثرى في ثانيَةْ
وقرعتُ أبواب السماءِ مهلّلاً
وهتَكْتُ أستار الملوك علانيَةْ
عَرَفَتْ ملوك الجنِّ ريحَ عِمامتي
ونَكَحْتُ منهم سبعةً وثمانيَةْ
ودفنتٌ قُرْطاً في صفيحةِ قرْمَدٍ
وشرِبْتُ من دمِ ذي الصواعِ بآنِيَةْ
وتركتٌ في وادِ السماوةِ أُمّةً
لم يغْنِ شيئاً عنهُمُ سلطانيَهْ
وغسلْتُ في ماء الخلودِ يتيمتي
فتكَلّلتْ تيجانَها تيجانيَهْ
عن زهر جارِيَةٍ و وردِ كريمةٍ
أرجو بشوكِ يتيمتي سلْوانِيَهْ
يا من عليكِ نزَلْتُ كلَّ مخيفةٍ
ونَقَدْتُ دمعةَ مُشْفِقٍ تنعانيَهْ
يا من إليكِ رَكِبْتُ فُلْكَ منيّتي
وعشِقْتُ طعنةَ ظالمٍ أردانيَه
كازيّةٌ لعِبَتْ بمهجةِ ناصرٍ
أزْمَعْتُ طيّةَ حبّها فطوانيَهْ
ألحبّها آليتُ لا أحيى؟ نعم
ولقد لبِسْتُ لحبّها أكفانيَهْ
كم حُكْتُ لي من مقتلٍ بيدي! فلم
أُقْتَلْ! فقلت: أحُوكُهُ بلسانيَهْ
فيجيرني ذو الطوْلِ في كِلْتَيْهِما
ربٌّ نحَرْتُ لوجهِهِ قربانيَهْ
ولقد نُصِرْتُ بدعوةٍ من والدي
شيخٌ على حبس الحِما أسمانيَهْ
أَلْفَيْ عزيزٍ من أعزّةِ عامرٍ
رضِيَوا حياة الأرذلينَ عدانيَهْ
أذئاب أقفارٍ إذا ما لم يكنْ
حرباً وإن حَمِيَ الوطيسُ حَصانيَة؟!
أولم تكن تدري نوار بأنّني
لا يشتكي ضرب الرقابِ سِنانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أُعْطي إذا ربُّ الملا أعطانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أُسقي كؤوس المُرِّ من أسقانيَهْ
أولم تكن تدري نوارُ بأنّني
أُثني لكلّ عظيمةٍ أركانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
ذو مِرّةٍ لا تستباح قِيانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أعلو إذا ودَقُ السحابِ علانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
أنِفٌ وعن ما لا يُعِزُّ حشانيَهْ
أولم تكن تدري نوارُ بأنّني
فكّاكُ خوْلةَ مجلسٍ تنخانيَهْ
أولم تكن تدري نوار بأنّني
مطلوبُ أوّلَةٍ ومطْلَبُ ثانيَةْ
مولودُ تاسعةٍ ووالد تاسعٍ
قطّاع قفرٍ لا يلينُ جَنانِيَهْ
ليثٌ إذا عضّ الزمانُ بنابِهِ
غيثٌ إذا هبّتْ عليّ يمانِيَةْ
أدنو لكلّ مجنّدٍ بمهنّدٍ
وتعارَفَتْ قُضُبُ السيوف بنانيَهْ
نزّال أودِيَةٍ تعُجُّ سِباعُها
لا أرتضي في النائباتِ هوانيَه
أرسو كأعلام الجبال على الثرى
ما اهتزَّ من سُمْرِ القنا إيوانِيَهْ
متأبّطٌ يوم الكريهةِ صارماً
هضْبٌ إذا فَدْمُ الحِرابِ كسانيَهْ
وحجابُ عارِيِةٍ أجابِ لصوتِها
فخَضَبْتُ منه السيف حينَ دهانيَهْ
ولقد حضَنْتُ الموتَ دونَ يتيمتي
وكَرَرْتُ بين الطارقاتِ حِصانيَهْ
أقْدَمْتُ معتَمِداً على ذي عِزّةٍ
فحَمَى حصانيَ منهُمُ وحمانيَهْ
سبحان من خرّت لهيبةِ مُلْكِهِ
جِنٌّ البرابرِ وانْجَلَتْ أحزانيَهْ
فأنا الذي في المَرْجِ قبّلَ حتفَهُ
حتى تحاشى طلطلٌ سندانيَهْ
فكأنني بالرمحِ أضرِبُ قائلاً
الأرضُ أرضيَ والزمانُ زمانيَهْ
نحن الفراعنةُ العتاة ُ تخالُنا
من بأسِنا يوم اللقاءِ زبانيَةْ
شُعْثُ المفارقِ لم أكُنْ لأَسُودَهُمْ
لو لم يرَوْا سمَطُ الدٌخَانِ غشانيَهْ
من خيرِ عامِرَ كلها في منسَبٍ
الأصل أصليَ والكيانُ كيانيَهْ
لي في عُلاَ عُليا سُبَيْعٍ منزِلٌ
أُفْضِي إليهِ إذا الزمانُ رمانيَهْ
ولقد قصدْتُ ديارَهُمْ في ظُلْمَةٍ
لم تشكُ صرفَ بعيدَةٍ أعوانيَهْ
فأخذتُ مرْتجِزاً إلى أن أغْمَضَتْ
غُبْس العيون السانِحاتِ , أتانيَهْ:
¥