[أريد قصيدة لميخائيل نعيمة أرجو المساعدة]
ـ[وطن]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 04:52 م]ـ
أحتاج الى تحليل قصيدة لميخائيل نعيمة وحبذا تكون قصيدة أخي أرجو مساعدتي
أو من يستطيع أن يزودني باسم كتاب قراءة في قصائد ميخائيل نعيمة
أحتاجها كثيرا لكي أقتنع بما وصلت اليه من تحليل
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[26 - 07 - 2007, 05:12 م]ـ
ملاحظات مندور على شعر نعيمة
بيروت - مكتب «الرياض»، جهاد فاضل:
قد تكون نظرية «الشعر المهموس» التي طبقها الناقد المصري الكبير الراحل الدكتور محمد مندور على الشعر المهجري من أهم النظريات النقدية في تراث شيخ النقاد الذي تحتفل مصر في هذه الايام بمرور ثلث قرن على رحيله. ففي كتابه (في الميزان الجديد) طلع مندور بنظرية جديدة تتحدث عن «ادب مهموس أليف وانساني» عثر عليه في شعر بعض ادباء المهجر، ولا مثيل له في كل الآداب العربية المعاصرة التي يعرفها.
«فبين هذا الشعر المهجري، وبين الكثير من شعراء مصر قرون، وانه لمن الظلم ان يرتفع بعد الآن صوت يحاول ان ينكر على هؤلاء الشعراء، نعيمة واخوانه بالمهجر، انهم هم الآن شعراء العربية، وان شعرهم هو الذي سيصيب الخلود» كما ذكر في هذا الكتاب.
وقد طبق مندور نظريته هذه على بعض قصائد من الشعر المهجري للتدليل على «الهمس»، (او على النزعة الانسانية بلغتنا اليوم) الذي يقصده. وفي طليعة هذه القصائد قصيدة ميخائيل نعيمة الشهيرة (اخي) الواردة في ديوانه (همس الجفون) ومطلعها:
أخي ان ضج بعد الحرب غربي بأعماله
وقدس ذكر من فاتوا وعظم بطش ابطاله
فلا تهزج لمن سادوا ولا تشمت بمن دانا
بل اركع صامتاً مثلي بقلب خاشع دام
لنبكي حظ موتانا
وقد انبهر مدكور بهذه القصيدة ايما انبهار على النحو الذي يجده القارئ في كتابه. فهو يقول، على سبيل المثال، في بعض ما كتب عن هذه القصيدة: «هذا هو الشعر الذي لا أعرف كيف اصفه. فيه غنى صادر عما تحمل الالفاظ من احساسات دقيقة صادقة قريبة من نفوسنا، أليفة اليها، احساسات ركزناها منذ اجيال».
وآثار هذا الانبهار نقاداً مصريين كثيرين منهم سيد قطب الذي كان في شبابه الادبي ناقداً مرموقاً، فكتب في «الرسالة» مقالاً افتتحه بالاعراب عن استيائه من مندور لقاء تعصبه لأدباء المهجر، واعتبار شعرائه وحدهم هم شعراء اللغة العربية .. ووجد سيد قطب في دعوة مندور الى هذه النماذج الشعرية توجيهاً مؤذياً في فهم الادب وفهم الحياة.
وانا افهم - والكلام لسيد قطب - ان يحب الاستاذ مندور، او سواه، لوناً خاصاً من ألوان الادب، فتلك مسألة مزاج. ولكن الذي لا افهمه ان يصبح هذا اللون الواحد دون سواه هو الادب الصحيح الراقي المتقدم، وان يكون ما عداه من الالوان مرة سخيفاً (كما يقول مندور عن شاعر كبير معاصر هو العقاد) وطوراً خطابياً (كما يقول عن شاعر كبير قديم هو المتنبي). فذلك ضيق في الاحساس يجوز ان يقنع به قارئ يتذوق ويلذ له لون واحد من الغذاء الروحي، ولكنه لا يصلح لمن يتصدى للنقد والتوجيه. (الرسالة عدد 515/ لعام 1945).
وقد رد مندور بعد ذلك على سيد قطب، مدافعاً عن اعجابه، بهذا الشعر المهجري الذي اطلق عليه اسم الشعر المهموس، رافضاً اعتباره شعر حنين او شعر «حنية»، كما وصفه سيد قطب، ورافضاً على الخصوص اعتبار آرائه في الشعر المهجري صادرة عن طبع خاص به هو اقرب الى المرض منه الى الصحة، كما يلمح سيد قطب: فأنا بحمد الله لست مريضاً، ولا اذكر اني مرضت يوماً ما، بل انا على العكس سليم الجسم، صلب البناء، متمتع بكل قواي الجسمية والعقلية. وشخصي، بعد، ليس موضع الحديث، و«الهمس» في الشعر ليس «الحلية»، ولا هو خاص بنوع من الاحساس، وانما هو مذهب في الفن.
على ان الفرصة اتيحت لمحمد مندور فيما بعد ليؤكد ان انبهاره بهذا النفس الانساني في الشعر المهجري، ومنه قصيدة (اخي) لميخائيل نعيمة، لا ينسحب على مجمل ادب المهجرين، ومنهم الناقد الكبير ميخائيل نعيمة، وبخاصة بعض آرائه النقدية التي اوردها في كتابه النقدي الشهير: (الغربال).
¥