تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنْ مُبْدعي العَتْمَة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 02:21 م]ـ

من مبدعي العتمة، أسد المقاومة، الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي_ رحمه الله _والذي تفتقت ينابيع إبداعه في سجون الاحتلال، فخرج شاعرًا متمكنَا بعد أن تعلم عروض الشعر وأصوله على يد أحد أساتذة اللغة العربية في سجون الاحتلال، فضلا عن حفظ الرنتيسي للقرآن كاملا،الأمر الذي ساعده في صقل روحه الإبداعية.

في العام 1996م رسم وجه حفيدته الأولى بريشة التفاؤل والألم يقول:

رأيتُ النورَ يضحك في ضُحاها =ويسطع في دجى الدنيا سناها

وطيبٌ من أريج المسك تزكو=به النسمات بعضٌ من شذاها

عسى تُقْريه تقبيلا شفاها=وهكذا حتى يتملكه الوجع:

ولولا ثِقْلَةُ القيد امتطينا =لأسما كلَّ صعبٍ كي نراها

هذه المقطة الشعرية جئت بها كمقدمة لموضوع جميل وهو الكتابة عن الشعراء الذين ابدعوا في ظلام السجون، أرجو المشاركة وعدم تركي وحيداً اتناول هذا الموضوع. شاكرا للجميع التعاون

ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 02:30 م]ـ

وهذه قصيدة أخرى للدكتور الرنتيسي:

إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر

عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر

ونراه يغزل في الدجى المسكون = بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر

عودوا إلى المشلول ياسين العلا = بحماسه دارت على البغي الدوائر

من جوف بطن النون يهتف غاضباً = لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر

عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها = لتثور بركاناً يزلزل كل خائر

عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى = بخنادق الإخوان بصور باهر

عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى = بيسان ترقب من يزف لها البشائر

للمجدل المحزون يسكب في الدجى = عبراته الحرّى على أطلال عاقر

لجبالنا الشماء ترفع هامها = لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر

عودوا إلى آثارها آبارنا = أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر

عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا = أن المبادئ لا تذل إلى مكابر

يا زمرة الأقزام كيف ترونها = أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر

فلمن فلسطين الرباط ومن له = المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر

أين الشعارات التي قد ظللت = منا الألوف وزيفت فيض المشاعر

كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم = قد بح من فرط النباح بها حناجر

النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا = تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر

فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً = والله لا يُعلى سنام النصر فاجر

يا أيها المهزوم لم يسلم لنا = وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر

لكنني والحق يشهد أنني = آب القنوط فذاك من شيم الكوافر

فغدا تعود لنا الديار تبثنا = أشواقها ونقيل في ظل البيادر

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:24 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ محمد على هذا النقل المبارك ..

للدكتور عبد العزيز رحمه الله ديوان اسمه"حديث النفس"يبين مدى قوة لغته ...

ومن أجمل أبياته ..

هون عليك فإن الجمع منهزم ... وكيف ينصر قومٌ ربهم صنم

رحمه الله وتغمده في فسيح جناته ..

بارك الله فيك على هذا النقل الطيب وجزاك الله كل خير ..

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:27 م]ـ

ومن أشعاره الجميلة قصيدته "حديث النفس" والتي كتبها في سجن النقب 1990م

ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن ترى النعيم و تمتطي متن الصعاب

ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن و ألفت رغد العيش في ظل الشباب

يا هذه يهديك ربي فارجعي

القدس تصرخ تستغيث فاسمعي

و الجنب مني بات .. يجفو موضعي

فالموت خير من حياة الخنع

و لذا فشدي همتي و تشجعي

ها أنت ترسف في القيود بلا ثمن و غدا تموت و تنتهي تحت التراب

و بنوك واعجبي ستتركهم لمن و الزوج تسلمها فتنهشها الذئاب

القيد يظهر دعوتي يوما فعي

و إذا قتلت فللإله تضرعي

و الزوج و الأبناء مذ كانوا معي

في حفظ ربي لا تثيري مدمعي

و على البلاد تصبري لا تجزعي

إني أخاف عليك أن تنفى غدا و يصير بيتك خاويا يشكو الخراب

و تهيم بحثا عن خليل مؤتمن يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب

إن تصبري يا نفس حقا فاسمعي

في جنة الرحمن خير المرتع

إن الحياة و بعدها يأتي النعي

فإلى الزوال مآلها لا تطمعي

إلا بنيل شهادة فتشجعي

إني أراك نذرت نفسك للمحن و زهدت في دنيا الثعالب و الكلاب

و عشقت رمسا يحتويك بلا كفن فرجوت ربي أن يكون على صواب

أنا لن ابيت منكسا لملمع

و على الزناد يظل دوما إصبعي

و لئن كرهت البذل نفسي تصفع

من كل خوار و محتال دعي

و إذا بذلت الغالي مجدا تصنع

إني أعيذك أن تذل إلى وثن أو أن يعود السيف في غمد الجراب

فاقضي الحياة فلا و لن ارضى حياة لا تظللها الحراب

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:30 م]ـ

ومن أشعاره - رحمه الله - أيضا قصيدة كتبها لابنه البكر "محمد" كتبها أيضا أثناء أسره لدى العدو الصهيوني .. وهي بعنوان "وصية" ..

هذي وصية والد خلف السدود ... لم تثنه الآلام عن كسر القيود

أنا يامحمد يا بني مجاهد ... أرجو الشهادة أو إلى "يبنا"نعود

فهناك بيتي حيث مسقط هامتي ... وهناك آثاري ومقبرة الجدود

وهناك مدرستي ومسجد بلدتي ... فاعبر إليها وافتحم تلك السدود

واعلم بأن بلادنا وقف فلا ... تخدعك أحلام السلام مع اليهود

فبدون تطهير البلاد من العدا ... فالسلم وهم أو سراب من وعود

فبدين طه يامحمد فاعتصم ... فهو السبيل لقهر إخوان اليهود

وإذا زحفت عليهم يوما فكن ... عند اللقاء على مقدمة الجنود

وإذا سقطت أيا بني مجندلا ... فمآلك الفردوس تنعم بالخلود

بين الجنان مع النبي المصطفى ... وبصحبة الصديق والصحب الوفود

هذي المنازل يامحمد فانطلق ... لتصيب منها المرتقى الصعب الكؤود

واعلم بأن منالها فوز فلا ... يقعدك عنها كل كفار كنود

وعليك بالخلق الكريم وبالتقى ... والصوم والإكثار من طول السجود

وانصر كتاب الله ينصرك الذي ... نصر الرسول على قوى الكفر الحقود

واصبر بني إذا ابتليت ولا تكن ... جزعا فإن الصبر مدعاة الصمود

بطلا أريدك يا محمد فلتكن ... أسدا مهيبا بل ةتخشاك الأسود

لتقر عيني في التراب وعندها ... فاغرس على قبري رياحين الورود

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير