تَعزَّ بالمنكوبِين
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 05:24 م]ـ
نُكبَ ابن عبَّاد سلطان الأندلس، عندما غَلب عليه الترف، وغلب عليه الانحراف عن الجادَّة، وقد هاجم ابن تاشفين بجنوده المملكة الضعيفة وأسر ابن عباد وقيَّده وسلب ملكه، وأخذ دُوره ودمَّر قُصوره، ونقله إلى بلدة " أغمات" في المغرب، قال تعالى: " وتلك الأيام نداولها بين الناس" ومرت الأيام وإذا ببنات ابن عباد يصلنه في السجن حافيات باكيات كسيفات جائعات، فلما رآهن بكى عند الباب، وقال:
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا= فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعة= يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة= أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية= كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
ثم دخل الشاعر ابن اللبانة على ابن عباد فقال له:
تنشق رياحين السلام فإنما= أصبُّ بها مسكاً عليك وحنتما
وقل مَجازاً إن عدمت حقيقة = بأنك ذو نعمى فقد كنت منعما
بكاك الحيا والريح شقت جيوبها= عليها وتاه الرعد باسمك معلما
وروى الترمذي عن عطاء عن عائشة (رضي الله عنها) أنها مرَّت بقبر أخيها عبد الله الذي دفن بمكة فسلَّمت عليه وقالت يا عبد الله ما مثلي ومثلك إلا كما قال متمم:
وكنا كندمانيْ جذيمة برهة= من الدهر حتى قيل لن يتصدَّعا
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا= أصاب المنايا رهط كسرى وتُبَّعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا= لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ثم بكت وودعته
وكان عمر (رضي الله عنه) يقول لمتمم بن نويرة، يا متمم والذي نفسي بيده، لوددت أني شاعر فأرثي أخي زيداً والله ما هبَّت الصبا من نجد إلا جاءتني بريح زيد. يا متمم إن زيداً أسلم قبلي وهاجر وقتل ثم بكى عمر. يقول متمم:
لعمري لقد لام الحبيب على البكا= حبيبي لتذراف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته= لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له إن الشجى يبعث الشجى= فدعني فهذا كله قبر مالك
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 01:00 م]ـ
شكر الله لك هذا الجهد المبارك، .... "لقد كان في قصصهم عبرة .... ".