[عندما تتقصف الخيام]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[03 - 07 - 2007, 10:44 م]ـ
هذه قصيدة للشاعر المرحوم: حسن عبد الله القرشي، نشرت في مجلة العربي الكويتية عام 1979 العدد249
بواديك أقطع كل الفيافي
وأمشي على درب كل الصواعق، كل الرعود
خبرت المنافي
كم احتضنتني البراكين
كم جربتني العواصف
كم هدهدت قدمي القيود
حجازية الدمع
يا ريح أشرعتي أنت
يا فجوة للزلازل ترتطم الروح فيها
وتجري نثارات حب عنيد
***********
كأمس انتفضنا معاً
ثم ذبنا معاً في مسار القوافل
في عصب الريح
في تمتمات ظلال الخريف
وأيقنت أنَّي جسر من الحزن
لن تقطع الجسر
لن تركب الموج
من أرهقها الرؤى والطيوف
***************
حذار هتفت
واشفقت ..... في الفم ملح
وفي الصدر شوك
وطرفي رماد
وأنت تسيرين يرهقك الأين
والطيب منسكب الفوج يغمر وجه الوهاد
حجازية الشوق
تذبحني لهفة في المحيا
ويلجمني السر والذكريات
*************
وأبصرت كل الخيام عطاشى
ملاعب خيل الزمان تبدت لعيني طلولا
وأودية الخصب قفرا كئيبا
وهودجك الشارد المترنح يلطمه التيه
ولا موئل للعشيات
والياسمين مدلى حسير
حجازية الومضة المستبدة
أطيافك الغر نهر من العطر
مزرعة للدوالي
تلال من الصندل المشرئب
مجامر للمندل الرطب
آنية الأقحوان الفريد
************
حجازية الهمس
بح الصدى في مسار النجوم
ويجرح ليلى دوما نداك
وينطفيء النغم الحلو
ثم تلوحين فالكون نار ونور
عشقتك والكون ما زال طفلا
ورنحني العشق والكون شيخ ضرير
فمن أنت؟ من أنت؟
فبم تلوحين في خاطري كل حين
ففي ملتقى الفجر أنت
وفي وهج الشمس شمس تريق الضياء
وأنَّّى التفت أراك
أرى زهرة الياسمين
**************
حجازية الدمع
أخضر دمعك
ينساب في رئتي يستبد لهاثاً
ويفرش كالظل أهدابه
يتوغل في خاطري لهبا أحمرا
وسرابا بديد
لماذا تفر طيور المنى من حديقتنا
يستحيل الهديل نعيبا
لماذا يرافقنا شجر القحط والمحل
في كل درب؟
وينزرع الشوك في أرض غابتنا وحدها
وتزأر كل وحوش الفلاة بأسماعنا
لماذا نخاف؟ نذل؟ نضيع؟
وفي كفِّنا سيفه" ابن الوليد"