تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أنا الأديب الألمعي ... من حي أرض الموصل]

ـ[الكشكش]ــــــــ[23 - 06 - 2007, 08:45 م]ـ

يروى ان امير المؤمنين ابو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من اول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان ابو جعفر اذا جاءه شاعر بقصيدة قال له: ان كانت هذه القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك زنة ماكتبت عليه ذهبا , اما اذا كانت قد سمعت فليس لك شيئ , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكانها قد سمعت من قبل ,

فيقول الشاعر: انها من بنات افكاري يا امير المؤمنين ,

فيقول له الامير: لا , ولدي عبد يحفظها ايضا فياتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية اللتي عنده كي يزيد من تاكيد كلامه ان القصيدة قد سمع الناس بها من قبل , فتاتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. !

وهكذا كان يفعل امير المؤمنين مع كل الشعراء (حرصا منه على اموال المسلمين حتى لايذهب اكثرها للشعراء) حتى سمع الاصمعي بما يفعله الامير بالشعراء وقد اسف على حالهم , وهم الاصمعي الى امير المؤمنين وقد تنكر بلباس اعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة , فلما قدم على الامير

قال: السلام عليكم يامير المؤمنين , انا اعرابي اتيت اليك ولدي قصيدة اود ان اقولها لك ,

فقال الامير: اتعرف شرطنا ايها الاعرابي

فقال الاصمعي: نعم يا امير المؤمنين اعرفه , فاذن له الامير

فقال الاصمعي: ...

قصيدة الأصمعي

صوت صفير البلبل ... هيج قلبي الثمل

الماء والزهر معا ... مع زهر لحظ المقل

وانت ياسيدلي ... وسيدي وموللي

فكم فكم تيمني ... غزيل عقيقل

قطفته من وجنة ... من لثم ورد الخجل

فقال لالالالالا ... فقد غدا مهرول

والخود مالت طربا ... من فعل هذا الرجل

فولولت وولولت ... ولي ولي ياويللي

فقلت لاتولولي ... وبيني الؤلؤلي

وقالت له حين كذاا ... نهض وجد بالمقتل

وفتية سقونني ... قهيوة كالعسل

شممتها بأنفي ... ازكى من القرنفل

في وسط بستان حلي ... بالزهر والسرورلي

والعود دن دن دن لي ... والطبل طبطب لي

طبطبطب طبطبطب ... طبطبطب طبطب لي

والرقص قد طاب لي ... والسقف سقسق سق لي

شوا شوا وشاهش ... على ورق سفرجل

وغرد القمري يصيح. ... ومن ملل في ملل

ولو تراني راكبا ... على حمار اهزل

يمشي على ثلاثة ... كمشية العرنجل

والناس ترجم جملي ... في السوق بالقلقل

والكل كعكع كعكع ... خلفي ومن حوللي

لكن مشيت هاربا ... من خشية العقنقل

الى لقاء ملك ... معظم مبجل

يأمر لي بخلعة ... حمراء كالدم دم لي

اجر فيها ماشيا ... مبغددا للذيل

انا الاديب الالمعي ... من حي ارض الموصل

نظمت قطعا زخرفت ... تعجز عنها الادبل

اقول في مطلعها ... صوت صفير البلبل

فلم يستطيع امير المؤمنين ان يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فساله ان كان قد سمع بهذه القصيدة

(بمعنى هل حفظتها) ولكن العبد اشار الى انه لم يسمع بها من قبل , فنادى على الجارية وسالها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن افضل من جواب المملوك.

حينها قال الامير: احضر ماكتبت عليه القصيدة

وكان الاصمعي قد كتب القصيدة على عمود من الرخام قد ورثه اباه عن جده فاتى به بمساعدة اربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود , وحينما شاهده امير المؤمنين اندهش تماما فامر بوزن العمود واذا به يزن ثلاثة ارباع بيت المال فاعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فاخذ الاصمعي الذهب الذي منحه اياه امير المؤمنين.

واراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال: يا امير المؤمنين ما اظن هذا الا الاصمعي

حينها التفت اليه الامير وقال: امط اللثام عن وجهك ايها الاعرابي

فا ازال اللثام واذا هو الاصمعي فغضب الامير

وقال: اتفعل هذا با امير المؤمنين

فرد الاصمعي: نعم يا امير , بذاكرتك قطعت ارزاق الشعراء

فامره الامير ان يرد المال الذي اخذه ولكن الاصمعي رفض ان يرده الا بشرط , فساله الامير ماهو الشرط؟

فقال الاصمعي: ان تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم او من نظمهم

فقال الامير: لاباس نجيزهم , فرد الاصمعي المال الذي كان قد اخذه.

ـ[فارس]ــــــــ[24 - 06 - 2007, 12:14 م]ـ

أحسنت وبارك الله فيك أخي الكشكش

ـ[نردين]ــــــــ[24 - 06 - 2007, 04:24 م]ـ

بارك الله فيك على النقل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير