[قصيدة و قائل]
ـ[بندر المهوس]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 03:31 م]ـ
في هذه الزاوية , أرجو أن أمر على القصائد الفذة التي تغنت بها الكتب و تناقلتها على مر الزمان.
نذكر القائل والقصيدة و المناسبة إن كانت هناك مناسبة , و الباب مفتوح للطلب.
نحن لا نريد ان نأتي بجديد , و لكن نجود بما جاد به الشعراء الأفذاذ , نستبيح الإدارة عُذراً بعدم أخذ الإذن أولاً , و لكن نستدرك الخطأ و نطلب الإذن بالخوض في طرح الموضوع ..
قطعت جهيزة قول كل خطيب
ـ[بندر المهوس]ــــــــ[20 - 06 - 2007, 06:33 م]ـ
أبو ذؤيب الهُذلي
هو خُويلد بن خالد بن مُحرث بن زيد بن مخزوم.
شاعر فحل مُخضرم , أدرك الجاهلية و الإسلام , و قد وفد على النبي صلى الله عليه وسلم و هو في مرض موته , فأدركه و هو مُسجى , و صلى عليه و شهد دفنه.
عدة ابن سلام في الطبقة الثالثة من فحول الجاهلية , و قرن به نابغة جعدة , و الشماخ , و لبيداً ..
قصيدته التي بين أيدينا هي الأولى من المراثي في كتاب (جمهرة أشعر العرب) لأبي زيد القُرشي.
المُناسبة / مات له سبعة أولاد , أصابهم الوباء , في دمشق في زمان عُمر رضي الله عنه، و قيل بل (كان له سبعة بنين شربوا من لبن , شربت منه حية , ثم ماتت فيه , فهلكوا في يوم واحد.
القصيدة
أمِنَ المنونِ و ريبها تتوجعُ = و الدهرُ ليسَ بِمُعتِبٍ من يَجزعُ
قالت أُميمةُ ما لِجِسمِكَ شاحباً = منذُ ابتُذلتَ و مثلَ مالك ينفعُ
أم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مضجَعاً = إلا أقض عليكَ ذاكَ المضجعُ
أودى بنيّ فأعقبوني حسرةً = بعدَ الرُّقادِ و عبرةً ما تُقلعُ
سبقوا هواي و أعنقوا لِهواهُمُ = فتُخُرِموا و لِكلِ جنبٍ مصرعُ
فغَبرتُ بعدَهمُ بعيشٍ ناصبٍ = و إخالُ أني لاحقٌ مُستتبعُ
و لقد حَرَصتُ بأن أُدفِعَ عنهم = فإذا المنية أقبلت لا تُدفعُ
و إذا المنيةُ أنشبت أظفارها = ألفيت كل تميمةٍ لا تنفعُ
فالعين بعدهم كأن جفونها = سُملت بشوكٍ فهي عُورٌ تَدمَعُ
و تَجَلُّدي للشامتين أُريهمُ = أني لريبِ الدهر لا أتضعضعُ
لا بُد من تلفٍ مُقيمٍ فانتظر = أبأرضِ قَومِكَ أم بأُخرى المضجعُ
و لقد أرى أن البُكاءَ سفاهةً = و لسَوفَ يُولعُ بالبكا مَنْ يُفجعُ
و النفسُ راغبةُ إذا رغبتها = و إذا تُردُ إلى قليلٍ تَقنعُ
طبعاً القصيدة بلغت 67 بيتاً ... تُعد من أجمل المراثي ..
ـ[بندر المهوس]ــــــــ[21 - 06 - 2007, 11:37 م]ـ
ابن الرومي يرثي البصرة:
ذاد عن مقلتي لذيذ المنام = شُغُلها عنه بالدموع الجسام
أي نوم بعد ما حل بالبصـ = ــرة ما حل من هناتٍ عِظام
أي نومٍ بعد ما هَتكَ الزنـ = ــج جَهراً مَحارمَ الإسلام
إن هذا من الأمور لأمرٍ = كاد ألا يقر في الأوهام
لهف نفسي عليك أيتها البصـ = ـرة لهفاً كمثل لهب الضرام
بينما أهلها بأحسن حالٍ = إذ رماهم عبيدهم باصطلام
كم فتاةٍ ـ بخاتم الله بكرٍ ـ = فضحوها جهراً بغير اكتتام
ما تذكرت ما أتى الزنج إلا = أضرم القلبُ أيما إضرام
رب بيعٍ هناك قد أرخصوه = طال ما قد غلا على السوام
رب بيتٍ هناك قد أخربوه = كان مأوى الضعاف و الأيتام
رب قصرٍ هناك قد دخلوه = كان من ذاك صعب المرام
رب ذي نعمةٍ هناك و مالٍ = تركوه مُحالفَ الإعدام
رب قومٍ باتوا بأجمعِ شملٍ = تركوا شملهم بغير نظام
كيف ترضى الحوراء بالمرء بعلاً = و هو ـ من دون حرمةٍ ـ لا يحامي
من غدا سرجه على ظهر طرفٍ = فحرام عليه شدُّ الحزام
الشاعر: هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج رومي (يوناني) أسلم.
أُمه فارسية ولد عام 221هـ , و كان مولى لبني العباس.
توفي عام 283هـ , كان يوصف بالطيرة و التشاؤم.
المناسبة / تُعتبر هذه القصيدة تاريخاً جيداً لثورة الزنج , و كانت على يد يحيى بن محمد من قواد الزنج , فدخل البصرة و قتل أهلها و ارتكب أبشع جرائم القتل بهم , و كان والي البصرة إبراهيم بن يجيى المهلبي فطلب الأمان , فناد منادي إبراهيم: من أراد الأمان فليحضر دار إبراهيم فلما حضروا فتك بهم الزنج , و قد أُتلف كل شيء في البصرة حتى المساجد و غيرها كثير.
فقال ابن الرومي هذه القصيدة راثياً حال البصرة.
القصيدة أكثر من 70 بييتاً ....
ـ[الأسد]ــــــــ[22 - 06 - 2007, 03:54 م]ـ
كلثوم بن عمرو بن أيوب العتابي التغلبي , يتصل نسبه بالشاعر التغلبي عمرو بن كلثوم , ولد في مدينة قنسرين الشامية في مطلع القرن الثاني للهجرة , وتوفي سنة 220 هـ , اتصل بهارون الرشيد , وابنه المأمون , وبالبرامكة , ويقال أنه ألم بكثير من فنون المعرفة , وتعلم الفارسية , وكان يترفع عن طلب المال.
ومن قصائده:
ما غناء الحذار والإشفاق = وشآبيب دمعكِ المهراق
ومناسبة هذه القصيدة أنه أصاب من العيش نعمة ورخاء , ثم أصابه بعد ذلك فقر اضطره إلى بيع جارية , كانت أثيرة عنده وعزيزة على نفسه , فما كان منه إلا أن ودعها بهذه الرائعة التي تصور ألم كل واحد منهما من فراق الآخر , يقول:
ما غناء الحذار والإشفاق
وشآبيب دمعك المهراقِ
ليس يقوى الفؤاد منك على الصد
ولا مقلتا طليح المآقي
غدراتُ الأيام منتزعات ُ
ما غنمنا من طول هذا العناق
إن قضى الله أن يكون تلاق
بعد ماقد ترين كان تلاق
أينا قدمت صروف المنايا
فالذي أخرت سريع اللحاق
ويد الحادثات رهن بمرا
ت من العيش مصبرات المذاق
غر من ظن أن يفوت المنايا
وغراها قلائد الأعناق
كم صفيين متعا باتفاق
ثم صارا لغربة وافتراق
قلت للفرقدين والليل ملق
سواد أكنافه على الآفاق
ابقيا ما بقيتما سوف يرمى
بين شخصيكما بسهم الفراق
بينما المرء في غضارة عيش
وصلاح من أمره واتفاق
عطفت شدة الزمان فأدت
ه إلى فاقة وضيق خناق
لا يدوم البقاء للخلق لكن
دوام البقاء للخلاق
¥