تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دراسة تاريخية للشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي (1)]

ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 12:09 م]ـ

[دراسة تاريخية للشاعر الجاهلي عدي بن زيد العبادي (1)]

لقد تنسى الكثير الشعراء الجاهليين ولا نكاد نسمع إلا بأصحاب المعلقات على انه هناك من أبدع في الشعر أيما أبداع فمثلاً الشاعر الذي سوف أقدمه لكم اليوم:ـ

وهو عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب ألعبادي.

كان أيوب جد جد عدي من أهل اليمامة وأصاب دم منهم وهرب إلى الحيرة

وكانت الحيرة في ذلك الوقت تحت إمارة المنذر والد النعمان وكانوا يدينون لكسرى

وعندما توفي أيوب رأى نفر من اليمامة ابنه زيد فمسكوه وقتلوه وابنه حماد صغيراً فتربى ابنه عند المنذر أمير الحيرة فولد له زيد والد عدي، أرسل زيد ابنه عدي إلى كسرى فتربى هذا الشاعر عند كسرى حتى أصبح أول سفير بين أعجميين هما فارس والروم.

وعندما مات المنذر قال كسرى لعدي هل ليه أبناء فيهم خير فأولي أحدهم على الحيرة فقال عدي: نعم لديه عشرة أولاد فقال كسرى أحضرهم لأختار منهم.

وكان عدي بن زيد العبادي يريد أن يأخذ الإمارة النعمان لأنه كان صديقه وقريباً منه.

فوصى عدي النعمان بأن يلبس ملابس السفر ويحمل السيف ويكثر الأكل وإذا سأله كسرى: هل تكفيني إخوانك؟ أن يقول إذا لم اقدر عليهم فلن أقدر على أحد.

وأوصى عدي بقية الأخوة أن يلبسوا أفضل الملابس وأن يتمثلوا بالعيش الرغد وإذا سألهم هل تكفيني أخوانك؟ أن يقول كل واحد منهم لا حتى يعرف أنهم يد واحدة.

فعندما فعلوا كما أمرهم اختار كسرى النعمان، فدعا عدي النعمان لكي يحتفل بهذا في منزله فوافق النعمان وعندما حضر وشربا الخمر طلب عدي الزواج من ابنة النعمان هند فوافق وتم الزواج.

وكان عدي كثير القعود عند كسرى مما أدى إلى حساده بإثارة الفتن بينه وبين النعمان فكانوا (الحساد) يتفقون إذا مدحه أن يمدحوه ويقولون انه شاعر كبير ألا انه يقول انه هو الذي ولى النعمان فغضب النعمان من ذلك ودعاه فلما حضر سجنه فكتب عدي لأخيه أن يبلّغ كسرى بما حدث فعندما وصل الخبر إلى كسرى أمر النعمان بإطلاق سراحه، ولكن الوشاة غرروا بالنعمان وقالوا اقتله حتى لا يكيد لك عند كسرى فقتله.

ولم ينس ذلك ابن عدي (زيد) الذي كان يعمل عند كسرى وبقي هذا الابن يحرض كسرى على النعمان حتى غضب كسرى على النعمان فهرب النعمان ولكنه أمسك به ووضعه في السجن وأرسل عليه الفيلة فنقزوا فوقه حتى مات.

قال أبو زيد الأنصاري النحوي لو تمنيت أن أقول الشعر ما قلت إلا شعر عدي بن زيد ألعبادي.

ومن روائع شعره قوله:ـ

عن المرء لا تسأل وسل عن

قرينه فكل قرن بالمقارن يقتدي

والله أعلى وأعلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سموا بالعباد لكثرة عبادتهم وعبادتهم النصرانية.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير