تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَوْلٌ على قَوْل

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 07 - 2007, 12:42 ص]ـ

هذه مجموعة من الأبيات الشعرية، والأمثال العربية، والعبارات اللطيفة، وقد يكون بيت الشعر معروفاً ولكن مناسبته مجهولة، وقد سأل المستمعون لإذاعة البيبي سي عن قائليها، وقد أجاب عنها الأستاذ المرحوم العلامة الدكتور حسن سعيد الكرمي باستفاضة، أرجو أن تروق لكم:

من القائل:

الصمتُ زَيْنٌ والسكوت سلامة= فإذا نطقتَ فلا تكنْ مِكثارا

فلئن ندمتُ على سكوت مرة= فلقد ندمتُ على الكلام مراراً

الجواب: هذان البيتان للشَّبراوي، وهو شاعر مصري توفي في منتصف القرن السابع عشر الميلادي والحادي عشر الهجري، واشتهر بأقوال الحِكم والنصائح، وله في قوله هذا عن حفظ اللسان من يضاهيه من شعراء العرب الذين تكلموا في هذا الموضوع. من ذلك مثلاً قول ابن السكيت:

يصاب الفتى من عثرة بلسانه= وليس يصاب المرء من عثرة الرِجْلِ

فعثرته بالقول تذهب رأسه= وعثرته بالرِجْلِ تَبرا على مَهل

ومنه قول علي بن أبي طالب:

إن القليل من الكلام بأهله= حَسَنٌ وإنَّ كثيره ممقوت

ما زلَّ ذو صمت وما مِن مُكْثرٍ= إلاَّ يزلُّ وما يُعابُ صموت

إن كان ينطق ناطق من فضله = فالصمت دُرٌّ زانه ياقوت

ومنه قول السابوري

إنَّ السكوت يُعقب السلامة= فرُبَّ قولٍ يورث الندامة

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 07 - 2007, 01:23 ص]ـ

لمن هذا البيت وفي أية مناسبة قيل:

لا تقطعَنْ ذنب الأفعى وتتركها=إنْ كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا

الجواب: هذا البيت لأبي أذينة،شاعر جاهلى وهو ابن عم الأسود بن المنذر ملك الحيرة وهو من قصيدة يغري فيها الأسود ابن المنذر بقتل آل غسان وكانوا قتلوا أخاً له. حين أراد النعمان أن يعفو عن ملوك غسان الذي كان قد أسرهم كتب شعراً يغري النعمان ألا يعفو عنهم فقتلهم النعمان.

والقصيدة كاملة كما يلي:

ما كُلَّ يوم ينالُ المرءُ ما طلبا=ولا يُسَوِّغُه المقدار ما وهبا

وأحزم الأنس من إن فرصة عرضت=لم يجعل السبب الموصول مقتضباً

وأنصف الناس في كل المواطن من=سقى المعادين بالكأس الذي شربا

وليس يظلمهم من راح يضربهم=بحد سيف به من قبلهم ضرباً

والعفو إلا عن الأكفاء مكرمة=من قال غير الذي قد قلته كذباً

قتلت عَمْراً وتستبقي يزيدَ لقد=رأيتَ رأياً يجُرُّ الويلَ والحَرَبَا

لا تقطعَنْ ذنب الأفعى وتتركها=إنْ كنت شهماً فأتبع رأسها الذنبا

وهم جرودا السيف فاجعلهم له جزراً=أوقدوا النار فاجعلهم لها حطبا

إن تعف عنهم تقول الناس كلهم=لم يعف حلماً ولمن عفوه رهبا

وكان أحسن من ذا العفو لو هربوا=لكنهم أنفوا من مثلك الهربا

همو أهلة غسان ومجدهم=عال فإن حالوا ملكاً فلاعجبا

وعرضوا بفداء واصفين لنا=خيلاً وابلاً يروق العجم والعربا

أيحلبون دماً منا ونحلبهم=رسلاً لقد شرفونا في الورى حلبا

علام تقبل منهم فدية وهمو=لا فضة قبلوا ولا ذهبا

ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 07 - 2007, 01:35 ص]ـ

من القائل وما القصيدة

يا أُمَيْلِح غِزلاناً شَدَنَّ لنا=من هؤُليَّائكُنَّ الضال والسَّمُرِ

جاء في خزانة الأدب للبغدادي هذا البيت من الشعر:

يا أُمَيْلِح غِزلاناً شَدَنَّ لنا=من هؤُليَّائكُنَّ الضال والسَّمُرِ

وهذا البيت من جملة أبيات ذكرها ابن هشام في شرح شواهده وهي:

حوراءُ لو نظرتْ يوماً إلى حجر=لأثَّرتْ سَقَماً في ذلك الحجرِ

يزداد توريدُ خَدَّيها إذا نظرت=كما يزيد نباتُ الأرض بالمطرِ

فالوردُ وجنَتُها والخمرُ ريقتُها=وضوءُ بهجتها أضوى من القمرِ

يا من راى الخمرَ في غير الكروم ومَن=راى نبت وردٍ في سوى الشجر

كادت تَرِفُّ عليها الطيرُ من طربٍ=لما تغنَّت بتغريدٍ على وتر

بالله يا ظبيات القاع قُلْنَ لنا=ليلايَ مِنْكُنَّ أم ليلى من البشر

يا أُمَيْلِح غِزلاناً شَدَنَّ لنا=من هؤُليَّائكُنَّ الضال والسَّمُرِ وقيل أن البيت الأخير هو من أبيات لبعض الأعراب كما جاء في " معاهد التنصيص" وجاء في الدُّمْيَة للباخرزي أنه أول أبيات ثلاثة لبدوي اسمه " كامل الثقفي وأما البيت الثاني هو:

بالله يا ظبيات القاع قُلْنَ لنا=ليلايَ مِنْكُنَّ أم ليلى من البشر والثالث:

إنسانةُ الحيِّ أم أُدْمانةُ السَّمرِ=بالنَّهي رَقَّصها لحنٌ من الوتر

وقال العيني إن البيت:

يا أُمَيْلِح غِزلاناً شَدَنَّ لنا=من هؤُليَّائكُنَّ الضال والسَّمُرِ

من قصيدة للعرجي وروي البيت:

بالله يا ظبيات القاع قُلْنَ لنا=ليلايَ مِنْكُنَّ أم ليلى من البشر للمجنون ولذي الرمة وللحسين بن عبد الله وللحسين بن عبد الرحمن


ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 07 - 2007, 02:09 ص]ـ
ما معنى هذا البيت من الشعر ومن قائله

إنَّ الفتى مَن يقول ها أنذا= ليس الفتى من يقول كان أبي الجواب: البيت الأول من النص هو:

كن ابن من شئت واكتسب أدباً= يغنيك محموده عن النسبه
ذان البيتان منسوبان إلى علي بن أبي طالب، والمعنى واضح.
وتوجد في هذه المناسبة حكاية لطيفة قال بعضهم:
كنت ليلة جالساً عند بعض ولاة الطَّوْف أو شرطة الليل، فجاءه رجاله برجلين فقال لأحدهما: من أبوك؟ فقال:

أنا ابن الذي لا يُنزلُ الدَّهرُ قدره= وإنْ نزلتْ يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً على باب داره= فمنهم قيامٌ حولها وقعود
فقال الوالي: ما كان أبو هذا إلا كريماً مضيافاً ثم قال للآخر: من أبوك؟ فقال:

أنا ابن من ذلَّت الرِّقاب له= ما بين مخزومها وهاشمها
خاضعة أذعنت لطاعته= يأخذ من مالها ومن دمهافقال الوالي: ما كان أبوه إلا شجاعاً مقداماً، ثم خلَّى سبيلهما فلما انصرفا قلت للوالي: أمَّا الأول فكان أبوه فوَّالاً وأما الثاني فكان أبوه حجاماً: فقال الوالي عند ذلك:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً ...........
يعنى بذلك أن مهنة الوالد مهما حَقُرَت لا يعاب بها الولد إذا كان أديبا متعلماً.
ومما يذكر في هذا الباب قول عتبة الأعور يهجو كاتب المهدي وكان أبوه حجاماً فهو يقول:

أبوك أوهى النجاد عاتقه= كم من كميِّ أودى ومن بطل
يأخذ من ماله ومن دمه= لم يمس من ثاره على وجل
له رقاب الملوك خاضعة= ما بين حاف وبين منتعل
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير