تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سؤال مهم0]

ـ[اللغوي0]ــــــــ[02 - 07 - 2007, 02:44 ص]ـ

ما المقصود بلفظ الرومنسية في الأدب العربي حينما نقول:هذا شاعرٌ رومنسي، أو كقولنا في مجالسنا العادية فلان رومنسي0

وشكرآ0

ـ[تأبط شعرا]ــــــــ[22 - 02 - 2008, 01:30 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اخي السائل عن معنى الرومنسية في الأدب العربي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو أن أفيدك بهذه المعلومات حول الرومنسية

رومانسية

لا يمكن أن ينطبق مصطلح الرومانسية بدقة على حالة ذهنية نوعية أو على زاوية نظر معينة أو على تكنيك أدبي محدد. والرومانسية كحركة، نشأت بطريقة تدريجية جدًا بأوجه متباينة جدًا في أجزاء كثيرة جدًا من أوروبا، بحيث أصبح الوصول إلى تعريف جامع لها ضربًا من المستحيلات. وقد اقترح فيكتور هوغو (1802 - 1885) في فرنسا أن تكون الفكرة المهيمنة في الرومانسية هي الليبرالية في الأدب وتحرير الفنان من القيود والقواعد التي فرضها الكلاسيكيون وتشجيع الأفكار السياسية الثورية. وفي ألمانيا ذهب هنريخ هايني (1797 - 1856) إلى أن الوجه المهيمن في الرومانسية هو محاولة إحياء الماضي (العصر الوسيط) في الأدب والفن والحياة. بينما يقترح كاتب أحدث منهما هو وولتر باتر (1839 - 1894) أن إضافة الغرابة إلى الجمال هو ما يشكل الروح الرومانسية للعصر. وقد أكد كتاب آخرون أن ما يسمى بالمزاج الرومانسي هو رغبة في الهرب من الواقع وخاصة الواقع الكئيب. وتبدي تلك الحركة الرومانسية واسعة الانتشار التي تنتمي إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، كلاً من هذه الخصائص. ويمكن أن تسمى الرومانسية لتحديد نوعيتها موقفًا أدبيًا يعتبر الخيال أكبر أهمية من القواعد والعقل (في مواجهة الكلاسيكية) ومن الحس بالواقع والحقيقة (في مواجهة الواقعية).

والرومانسية كما تنطبق على الثورة الاجتماعية والسياسية والأدبية التي اندلعت في أوروبا الغربية من عام 1798 حتى 1832، لها متضمنات سيكولوجية، وتومئ إلى تغيرات في الموقف من التجربة الإنسانية التي ينبع منها الأدب. ومن بين تلك التغيرات التأكيد المتزايد على الفرد في مقابل العرف والتقليد الاجتماعيين، والتأكيد على الغوامض وما هو فائق للطبيعة أي الغرابة والروعة في مقابل الفهم المشترك، وعلى اللا متناهي في مقابل المتناهي، والتأكيد على الخيالي والانفعالي في مقابل العقلي، والنداء الموجه إلى القلب في مقابل النداء الموجه إلى العقل.

ومن ناحية التأثير نجد الرومانسية موقفًا أدبيًا وفلسفيًا يتجه نحو وضع الفرد في مركز الحياة والتجربة، وهي تمثل تحولاً من الموضوعية إلى الذاتية. وتنتمي روايات يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وعبد الحليم عبد الله إلى الرومانسية كما تنتسب أشعار المهجر وجماعة أبوللوإليها.

ولك أن تقرأ هذا أيضا.

الرومانسيَّة

1 - الاصطلاح والتعريف

الرومانسيّة، أو الرومانتيَّة، Romantisme نسبةٌ إلى كلمة "رومان" Roman التي كانت تعني في العصر الوسيط حكاية المغامرات شعراً ونثراً. وتشير إلى المشاهد الريفيّة بما فيها من الروعة والوحشة، التي تذكرنا العالم الأسطوريّ والخرافيّ والمواقف الشاعرية؛ فيوصف النص أو الكاتب الذي ينحو هذا المنحى بأنه "رومانتيك".

وأول ما ظهر الاصطلاح في ألمانيا في القرن الثاني عشر، ولم يكن ذ1 مفهومٍ واضح الحدود: فأحياناً كان يعني القصص الخيالي، وأحياناً التصوير المثير للانفعال؛ وتارة ما يتّصل بالفروسية والمغامرة والحبّ وتارةً أخرى المنحى العفويّ أو الشعبيّ أو الخروج عن القواعد والمعايير المتعارف عليها، أو الأدب المكتوب بلغاتٍ محليّة غير اللغات القديمة، كالفرنسية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية ...

وإجمالاً صارت كلمة "رومانتيك" تعني كل ما هو مقابل لكلمة "كلاسيك". ولذلك نعت بالرومانسية شعراء وروائيون ومسرحيّون عاشوا قبل عصر الرومانسية مثل شكسبير وكالديرون وموليير ودانتي وسرفانتس، لأنهم أتوا بأشياء جديدة، ولم يكونوا يحفلون بالحفاظ على الأشكال القديمة.

وكان هذا اللفظ يطلق في القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر مراداً به الإشعار بالذم أو النقص لكلّ بادرة جديدة تتحدّى السائد من القواعد الأدبية المترسخة، أو تحتوي على خلل وتهاون في القافية أو اللغة. ولهذا يقول الشاعر غوته: "الكلاسيكية صحّة، والرومانسية مرض" ولا عجب، فلكلّ جديد غريب خصومٌ وأنصار. ولم يجرؤ أحدٌ من الشعراء الفرنسيين أن يطلق على نفسه نعت رومانسيّ حتى عام 1818 حين أعلن ستندال: "أنا رومانسيّ؛ إنني مع شكسبير ضد راسين، ومع بايرون ضد بوالو"!

وتطلق الآن كلمة الرومانسية على مذهبٍ أدبيٍّ بعينه ذي خصائص معروفة، استخلصت على المستوى النقدي من مجموع ملامح الحركة الأدبية التي انتشرت في أوربا في أعقاب المذهب الكلاسيكي، وكذلك على هذه الفترة وما أعطته من إنتاج على المستوى الإبداعي.

ويعرّف غايتان بيكون (أحد مؤرخي الأدب الفرنسي) الرومانسية بقوله: "إنها مجموعة أذواق متزامنة، وحرّيات خالقة؛ ولا يهمّ أيُّ شيءٍ تخلق، لكنه شخصيّ وأصيل وغير تقليدي يشعرون به في الوقت نفسه. إنَّ الرومانسية فنٌّ شعاره: كل شيءٍ مسموح به".

فالرومانسيّ يرفض التقليد واحتذاء نماذج الأقدمين اليونان والرومان ويريد أن يتحرر منهم. وهو عدو التقاليد والعرف، يريد أن يكون مخلصاً لنفسه، وأصيلاً في التعبير عن مشاعره وقناعاته، قلباً وقالباً، ومن ثمّ فهو يقدّم كيفيةً جديدة في الإحساس والتصور والتفكير والانفعال والتعبير، أي مفهوماً جديداً للواقع وموقفاً جديداً من العالم واعتقاداً بالحركة والحرية والتقدم، وأولويّة للقلب على العقل.

تحياتي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير