تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[05 - 07 - 2007, 10:16 م]ـ

السلام عليكم ..

الأختُ الكريمة صاحبة القلم .. أشكرك على إضافتك القيمة .. وبعدُ

فلا أخفيك سراً أن القصيدة التي وضعتيها لابن زيدون قد جعلتني في "حيص بيص" لأن آخرها هو بداية مطلع لقصيدة مشهورة لأبي الطيب المتنبي ..

بما التعلل لا أهلٌ ولا وطنُ ** ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ

أريد من زمني ذا أن يُبلغني** ما ليس يبلغهُ من نفسهِ الزمنُ

ثم إني بعد ذلك ذهبت أبحث عن هذه القصيدة في ديواني الوحيد الذي أملكة لابن زيدون ..

وهو ديوان عتيق قديم "لا أثق به" .. فما وجدت القصيدة .. والعيب من ديواني ولا شك لأنه يفتقد لقصائد مشهورة لابن زيدون ولعل هذه منها .. على العموم إن كانت هذه القصيدة مثبته في ديوان ابن زيدون .. فحل إشكال البيت الأخير أن ابن زيدون قد ضمن قصيدته ببيت المتنبي هذا .. و التضمين فن بلاغي معروف ..

وإن كنتُ غير مقتنع به.

نعود للقصيدة ...

من خلال معرفتي المتواضعة بابن زيدون .. أزعم أن له وطنان وطنٌ يسمى قرطبة .. ووطنٌ يسمى ولادة!!

وحنينه لوطنه الثاني أشد وأقوى .. ولا أظنه إلا أنه يقصد ولادة بقولة ..

هل تذكرون غريبا عاده حزن ... من ذكركم وجفا أجفانه الوسن

وهنا يذكرها بالعهد ..

أو تحفظون عهودا لا أضيعها ... إن الكرام بحفظ العهد تمتحن

وهنا يغلبه الأسى حين تذكرها ..

إن كان عادكم عيد فربّ فتى ... بالشوق قد عاده من ذكركم حزن

ومن عجائب ابن زيدون .. انه مع حبه الجارف لولادة .. إلا أنه قد سبها مسبة ً عظيمة لا تكون بين العشاق أبدا ً ..

حين شبهها "بفتات الطعام" الذي يلقى به بعد "الشبع" إلى الفأر .. ويقصد بالفأر ابن عبدوس الوزير!!

ولعل هذه القصيدة كانت الشرارة التي أحرقت حبل الوداد والحب بينه وبين ولادة ..

ومعظم النار من مستصغر الشرر ِ .. يقول ابن زيدون:

أكرم بولادةٍ ذخراً لمدَّخر ٍ ** لو فَرقَتْ بين بيطار ٍ وعطار ِ

قالوا أبو عامر ٍ أضحى يُلمُ بها ** قلتُ الفراشة ُ قد تدنو من النار ِ

عيرتمونا بأن قد صارَ يخلفنا ** فيمن نحبُ وما في ذاكَ من عار ِ

أكلٌ شهيٌ أصبنا من أطايبهِ ** بعضاً وبعضاً صفحنا عنه للفار ِ!!

أحسبُني أطلتْ وأثقلتْ .. ولكن للحديث شجون .. وللمدارسة متعة .. أشكركِ أختي الكريمة ..

ودمت ِ بود ٍ.

ـ[أحاول أن]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 12:23 ص]ـ

لمثل هذه الصفحات نشتاق ..

شكرا جزيلا لك أبا ذؤيب ولضيوفك , ولا عجب فلا يَرِدُ الهذليون إلا عذبا زلالا ..

ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 01:47 م]ـ

و عليكم السّلام أخي الفاضل: أبو ذؤيب.

بداية حضرتك ما أطلت وما أثقلت لأنّ الوقت المستثمر في العلم ففي العلم فائدة جمّا لا يحصرها أحد من بني البشر.

أمّا عن القصيدة نعم كما ذكرت فالبيت الأخير هو في الأصل للمتنبي وقد تضمنته قصيدة ابن زيدون .... ولو كنت أعلم أنها موضع شك وبلبلة للفكر لكتبتها نهاية القصيدة ... على كل شكرا أخي الفاضل على التوضيح حول القصيدة ...

وما دام أن ديوانكم قديم ولا تثقون فهذه بعض المعلومات عن ابن زيدون وجو نص تلك القصيدة ...

ابن زيدون من شعراء الأندلس وكتّابها المشهورين اشتغل بالسّياسة وتولى منصب الوزارة والسفارة بين الملوك والأمراء في عهد ابن جهور ملك قرطبة وكان الملك يرجع إليه في كل أمور الدولة .. فحسدوه منافسوه .. ووشوا به لدى ابن جهور حتى أمر بسجنه .. وظلّ ابن زيدون يستعطف الملك فلم يعف عنه، ففر من السّجن واتصلّ - بعد فراره - بالمعتمد بن عباد ملك أشبيلية وصار وزيرا له .... وقد اشتهر الشاعر بحبه " لولادة بنت المستكفي - الخليفة الأموي بقرطبة-" وقد لقبه المتاب ب "بحتري المغرب"

وعندما حل العيد أنس كل إلى أهله ... وسعد بوطنه .. ونظر الشّاعر فرأى نفسه نازحا عن وطنه نائيا عن أهله فناجاهم بأبيات "هل تذكرون غريبا .... " ...

وتوفي ابن زيدون 441هـ.

تقريبا تلك نبذة عن حياة الشّاعر وحول جو النّص ...

والله لا تتطاول عليكم أساتذتنا ولكن لتعمّ المنفعة والفائدة ...

بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير ..

ـ[إلياس]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 04:34 م]ـ

مرحبا

شكرا أخ أبو ذؤيب على موضوعك الجميل وشكرا أيضا للأعضاء المشاركين .. أحسنت صاحبة القلم ... تعليق جميل

ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[06 - 07 - 2007, 07:41 م]ـ

السلام عليكم ..

الأخت الكريمة أحاول أن .. أشكرك على حسن ظنك ورقيق كلامك .. وحبذا لو تشاركونا الحوار .. فمثل هذه الصفحات تزدان بتشريفكم ..


الأخت الكريمة .. صاحبة القلم .. إن كان وضعك للقصيدة قد أحدث بلبلة .. فهي بلبة من نوع ٍ إجابي حثتني على البحث والتنقيب .. وهذا أمر تشكرين عليه أختي الكريمة .. ومعاذ الله أن يكون حدث من جنابكم تطاول .. بل العكس تماماً تعلمنا منك ِ مالم نكن نعلم في هذا الباب ..
لكِ جزيل الشكر ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير