ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[20 - 12 - 2007, 07:04 ص]ـ
نعم وأنا على مذهبهم ..
(وماذرفت .. ) .. يظل أرق بيت قالته العرب ..
وأيضا بيته الآخاذ (فقالت يمين الله .. ) هو أغنج بيت قالته العرب كما قال الأخ تيسير ..
ولا أدري أهو قولها اقتبسه امريء القيس أم هو من عند نفسه؟
إن كان من قولها فهي أغنج نساء الأرض .. وإن كان من قوله فهو من أفجر رجال الأرض: D
وكم أتمنى أن أسمع رأي رؤبة في هذا .. فله فلسفة عجيبة: p
ويبقى ذو القروح أصل .. والشعراء له فروع ..
كل عام وانتم بخير ,,
حياك الله أبا ذؤيب وكل عامٍ وأنتم بخيرٍ ..
وأعانك الله على مشاكل الحجيج ... :)
أقسم لك أني رأيت اسمك ولمّا أرجم بما كتبته هنا ..
فقلت أسلّم عليه وأهنئه بالعيد ...
وأذكره بطول الغيبة .. : D
فوجدتك قد ذكرتني - ذكرك الله في الملأ الأعلى بخيرٍ- .. :)
إني علم الله لما نظرت في بيت امرئ القيس مقلباً منقّباً
وجدته كما قالت العرب ..
وكنت من قبل أن أقرأ هذه المقولة عنهم من أشدهم تأثراً به ..
وعموماً معلقة امرئ القيس من أعظم الشعر على الإطلاق ..
لا يختلف فيه سويان
فقط تريد منك عقلاً أعرابياً لبيباً وبصراً عربياً أديباً ... :) ..
انظروا في البيت ..
و أعمقوا نظراً في الكلمات التي نشأ منها:
-ذرفت
-عيناكِ (ولعمر من أنا عبده أن لفظ عيناكِ وحده لكفيلٌ بترقيق القلوب
وإذلال رجولة صلفها فما بالك لو سبقه بلفظ ذرفت!!!)
- تضربي
-بسهميك
- أعشار
- قلبٍ
- مقتّل
أأعمقتم فيها ومعانيَها؟؟: rolleyes:
أحشدوا لي مثلها من قول غيره .. ليدرك شأوه .. ؟!
ثم تأملوا في الأسلوب الذي صيغ به البيت:
خاطبها بهيأة نفيٍ ..
ثم استثنى معلّلاً ..
و استرسل مفصلاً ... !!
ولكأني به يهز رأسه ويمرر سبابته من عينه إلى وجنته وهو يقول وما ذرفت عيناكِ إلا لتضربي بسهميكِ -ثم يدكّ بذات الأصبع صدره قائلاً-:في أعشار قلبٍ مقتّل ..
جعلها وهي أنثى في أشد حالات الإستعطاف: ذرف العينين ..
وجعل قلبه وهو رجل في أشد حالات التمزق: أجزاؤه أعشارٌ وهو مقتلّ!!
ثم هذه النقطة هي الأساس ..
ألا وهي أنك عندما تنشد هذا البيت عن غيره
متجسّداً .. بروح معانيه ..
متدثراً بلبوس قائله وحاكيه ...
ستجد رقة خاصةً فيّاضةً من خلجات روحك إلى عروق جسمك ...
ولهذا عُدّ أرقّ بيتٍ قالته العرب ...
ولينتبه الفطن أنهم قالوا أرق بيت أي لم يسلبوا الرقة عن غيره مطلقاً
وهذا كلامٌ أوضح من الضحى إلى الرؤى يوم لا دجن ولا غيم ..
والعرب لا تلقي بأحكامها إلقاء المياسر بالكعاب ...
ألم تر أنّ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-
قدّم زهيراً ثم علّل تقديمه إياه على غيره .. ؟!
لأن سليقتهم النقيّة كفتهم مؤونة التحليل المجهد والتقليب المقعد ..
فكانت أحكامهم لا تخطئ كبد الصواب دائماً ..
أعيد وأقول:
عليكم بقيافة سيماء هذا البيت لتستشفوا محاسنه
وتروا صدق نسبته إلى تلك المقولة ... :)
فقط ..
والله أعلم,,
ورأيي قد يحتمل الخطأ لأنه تبعٌ لرأي قد يحتمل ذلك ..
وإن أظن ...... : D
وإن كان من قوله فهو من أفجر رجال الأرض: D
وهو كذلك ... : D
وإلا لما كان حامل لواء الفجّار من شعراء أهل النار
وليس فاجرٌ في الأرض أقبح من فاجرٍ شاعرٍ ... :) ..
وكل عامٍ وأنتم وجميع من شارك في هذه الصفحة
و جميع من زارها و من سيزورها من أحبتنا وأعزائنا
ومن لم يزرها من المسلمين بخيرٍ وعافيةٍ:)
والسلام,,,
ـ[أبو ذؤيب الهذلي]ــــــــ[21 - 12 - 2007, 11:29 م]ـ
وإن كان من قوله فهو من أفجر رجال الأرض
وهو كذلك ... :Dطيب .. تخيل لو كان من قولها على الحقيقية: D
نعوذ بالله من وساوس أبي مرة .. وقاتل الله العزوبية
يارؤبة .. علم الله إني أحبك فيه ..
دمت فيلسوفاً .. ولا حرمنا الله سبرك لأغوار المعاني
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[22 - 12 - 2007, 01:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي لكم جميعا
قال المهدي للربيع: أخبرني عن أرق بيت قالته العرب، قال: بيت امرئ القيس وما ذرفت عيناك. فقال: هذا بيت قد داسته العامة، ولكن:
ومما شجاني أنها يوم أعرضت ... تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أفادت من بعيد بنظرة ... إلي التفاتاً أسلمته المحاجر
"ربيع الأبرار"
قال الحسن بن الفضل بن الربيع: خرج علينا المهديّ متنكراً ومعه الربيع والمسيّب بن زهير يطوف في الأسواق إذ نظر إلى أعرابي ينشد فقال الربيع: أخبرني عن أرق بيت قالته العرب، قال: بيت امريء القيس بن حجر:
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلبٍ مقتّل
فقال المهدي: بيت قد داسته العامة وفيه غلطٌ. (بحثت عن هذا الخطأ المزعوم فلم أقف عليه فهل من معين) ثم قال للمسيب: هات ما عندك. فقال:
ومما شجاني أنها يوم أعرضت ... تولت وماء العين في الجفن حائر
فلما أعادت من بعيد بنظرةٍ ... إليّ التفاتاً أسلمتها المحاجر
وسلمتها أيضاً. فقال: وإن هذا قريبٌ من ذاك. وخلفهم شابّ من أهل المدينة له أدب وظرف وقدم متظلماً فطال مقامه على باب المهدي، فلما سمع ذلك منهم حمله ظرف الأدب على أن أدخل نفسه بينهم واتصل بهم وقال: أتأذنون أن أخوض معكم فيما أنتم فيه؟ قالوا: ماذا؟ قال قال الأحوص:
إذا قلت إني مشتفٍ بلقائها ... فحمُّ التلاقي بيننا زادني وجدا
فقال المهدي: أحسنت يا فتى، فمن أنت؟ قال: أنا رجل من أهل المدينة. قال: وما أقدمك العراق؟ قال: مظلمة لي أنا مقيم عليها بباب الخليفة منذ كذا وكذا وقد أضرّ بي ذلك. فقال للربيع: عليك بالرجل. فأخذه معه وسامره أياماً ثم أمر بردّ مظلمته وقضى حوائجه وأمر له بصلة عشرة آلاف درهم.
"المحاسن والمساوئ"
وإنما أوردت هذين الخبرين لأستخرج بهما كنوز النقد عند شاعرنا رؤبة: D
¥