[آخر ما نزل من القرآن]
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:36 م]ـ
ذهب بعض العلماء إلى أن آخر ما نزل من القرآن آيات معينة، وهذه الآيات التي حددوها في أوساط السور لا أواخرها؛ وذلك نحو قوله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) أو قوله: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) أو قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) أو قوله: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل) أو قوله: (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) ولكن الآيات التي حددوها كانت آخر ما نزل في أبواب معينة لا آخر ما نزل من القرآن على إطلاقه؛ وتفصيل ذلك كالآتي:
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:37 م]ـ
توبة القاتل:
روى البخاري ومسلم والبيهقي قال سعيد بن جبير آية اختلف فيها أهل الكوفة فرحلت فيها إلى ابن عباس فسألته عنها فقال نزلت هذه الآية (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم) هي آخر ما نزل وما نسخها شيء وعبارة "ما نسخها شيء" تدل على أنها آخر ما جاء من الأحكام في باب معين؛ وهو باب قتل النفس، يقول ابن حجر (أي آخر ما نزل في شأن قتل المؤمن عمدا بالنسبة لآية الفرقان) ويبدو واضحا جدا في الحديث أن أهل الكوفة قد اختلفوا في توبة القاتل لا في القرآن.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:38 م]ـ
باب الربا:
روى البخاري في كتاب البيوع بباب موكل الربا قال ابن عباس آخر آية نزلت على النبي ( r): ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون. واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون وواضح أن المقصود أنها آخر آية في باب الربا
والملاحظ أن ابن عباس في حديث البخاري هذا قال "آخر آية" ثم ذكر أربع آيات؛ لهذا روي أن آخر ما نزل أيضا هو الآية الرابعة "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون" وهي الآية الأخيرة في الحديث عن الربا كما روى النسائي، والطبراني وابن أبي شيبة، وواضح أيضا أن المقصود أنها آخر آية في باب الربا
أما ما أورده الفريابي في تفسيره من أن النبي ( r) عاش بعدها أحد وثمانون يوما، أو تسع ليال كما أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير؛ فالرواية الأولى عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس وهذا الطريق أوهى الطرق عن ابن عباس وهو ما يسمى عند العلماء بسلسلة الكذب، أما الرواية الثانية التي ذكرها ابن أبي حاتم في تفسيره والواحدي في أسباب النزول؛ فهي عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير، وعبد الله بن لهيعة ضعيف لا يحتج به، وقد تجنب العلماء الرواية عنه، وقال ابن معين والنسائي: ضعيف لا يحتج به وكان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا وقال ابن مهدى: لا أحمل عن ابن لهيعة شيئا. وقال ابن معين عنه: ليس بقوى وقال يحيى بن سعيد لو رأيت ابن لهيعة فلا تحمل عنه حرفا. وقال أبو حاتم: أخبار ابن لهيعة فيها التخليط وما لا أصل له، ويقول ابن أبى مريم: روايات ابن لهيعة رواها وجادة (أي من الدفاتر).وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: أمره مضطرب،.وقال الجوزجانى: لا نور على حديثه، ولا ينبغى أن يحتج به. وقال أبو حاتم: كان ابن لهيعة يقرأ ما يدفع إليه، وكان يكنى أبا خريطة.؛إذ كانت له خريطة معلقة في عنقه فكان يدور بمصر. فكلما قدم قوم كان يدور عليهم، فكان إذا رأى شيخا سأله، من لقيته وعمن كتبت. فإذا وجد عنده شيئا كتب عنه، ثم إن عطاء بن دينار – في هذا الحديث - لم يسمع من سعيد بن جبير
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[09 Sep 2009, 11:39 م]ـ
باب التفضيل في الرجال والنساء:
يقول السيوطي أخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت آخر آية نزلت هذه الآية (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل إلى آخرها)، وقد تنبه السيوطي إلى أنها كانت آخر ما نزل في بابها، وهذا صحيح، وتفصيل ذلك كالآتي:
- روى الترمذي والبيهقي وأحمد عن أم سلمة أنها قالت: يغزو الرجال ولا يغزو النساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجل نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن"
- ثم قالت أم سلمة للنبي ( r) يا نبي الله ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرون فأنزل الله عز وجل (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) كما روى الترمذي والنسائي وأحمد
- قالت أم سلمة رضي الله عنها أنها: يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله عز و جل {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض} كما روى الحاكم والترمذي
وهذه الآية الأخيرة كانت آخر ما نزل في هذا الباب.
¥