[مشكل .. على اعتبار آخر ما نزل!.]
ـ[مؤمن ناصر الدين]ــــــــ[24 Oct 2009, 02:26 م]ـ
إذا اعتبرنا أن آية البقرة هي آخر ما نزل، فكيف نوفق بين قوله عز وجل في المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم}، وبين تأخر آية البقرة عن ما سمّاه الله كمالا؟ ..
أي كيف يكتمل وقد بقي آية لم تنزل بعد؟.
أما إذا قلنا بآية المائدة فيزول الخلاف -على ما يبدو- والله أعلم
فما قول أهل العلم؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Oct 2009, 03:30 م]ـ
آية المائدة المراد منها إكتمال شرائع الدين بفريضة الحج وهو آخر أركان الإسلام فريضة وليست هي آخر ما نزل.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[26 Oct 2009, 12:27 ص]ـ
آخر ما نزل على الإطلاق
اختلف العلماء في تعيين آخر ما نزل من القرآن على الإطلاق واستند كل منهم إلى آثار ليس فيها حديث مرفوع إلى النبي
فكان هذا من دواعي الاشتباه وكثرة الخلاف على أقوال شتى
الأول أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281
أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال آخر ما نزل من القرآن كله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية
وعاش النبي بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول
الثاني أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربوا إن كنتم مؤمنين 2 البقرة 278
أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر
الثالث أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه 2 البقرة 282 إلى قوله سبحانه والله بكل شيء عليم 2 البقرة 282 وهي أطول آية في القرآن
أخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهدا بالعرش آية الدين
أخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين
ويمكن الجمع بين هذه الأقوال الثلاثة بما قاله السيوطي رضي الله عنه من أن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف لأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر وذلك صحيح
أقول ولكن النفس تستريح إلى أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون 2 البقرة 281
وذلك لأمرين
**أحدهما ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها
**ثانيهما التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله
الرابع أن آخر القرآن نزولا قول الله تعالى في سورة آل عمران فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم من ذكر أو أنثى 3 آل عمران 195 الآية
ودليل هذا القول ما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة أنها قالت آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عمل منكم إلى آخرها
وذلك أنها قالت يا رسول الله
أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض 4 النساء 32 ونزل إن المسلمين والمسلمت 33 الأحزاب 35 ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة
ومن السهل رد الاستدلال بهذا الخبر على آخر ما نزل مطلقا وذلك لما يصرح به الخبر نفسه من أن الآية المذكورة آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بالإضافة إلى ما ذكر فيه النساء أي فهي آخر مقيد لا مطلق وليس كلامنا فيه
الخامس أنه آية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خلدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما 4 النساء 93 واستدلوا بما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس
قال هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم هي آخر ما نزل وما نسخها شيء
ولا يخفى عليك أن كلمة وما نسخها شيء تشير إلى أن المراد من كونها آخر ما نزل أنها آخر ما نزل في حكم قتل المؤمن عمدا لا آخر ما نزل مطلقا
¥