تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ليالٍ مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي ... (2)

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2009, 12:43 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..

فلا يزال هذا الجانب الأخلاقي في حياة السلف رحمهم الله تعالى بحاجة إلى بيان وتوضيح، والأخلاق الكريمة الفاضلة هي السمة العامة في ذلك الجيل الفاضل، بل ذكرها بعض العلماء ضمن كتب العقيدة للتأكيد عليها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه و سلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً) ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها". [الواسطية: 32].

وقد سبق أن طرحت موضوعاً بعنوان:

ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2879) ثم تبعه موضوع آخر في نفس الاتجاه بعنوان:

ليالٍ مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي ... (1) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13332)

وهذه هي الحلقة الثانية لهذا الموضوع، أسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعاً حسن الاتباع، وأن يجمع لنا العلم والعمل، إنه جواد كريم، والآن ننتقل إلى تلك الصور الجميلة لأخلاقهم رحمهم الله تعالى:

1 - الهيبة والجد، مع العبادة والزهد:

قال في ترجمة والد إمام الحرمين عبد الله بن يوسف (ت:483هـ):

(وكان لفرط الديانة مهيباً، لا يجري بين يديه إلا الجدُّ، والكلام إما في علمٍ، أو زهدٍ، وتحريض على التحصيل).

وقال في ترجمة عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان تقي الدين أبي عمرو السهرزودي الشافعي (ت: 643 هـ):

(وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة، وكان وافر الجلالة، حسن البزّة، كثير الهيبة، موقراً عند السلاطين والأمراء).

2 - المهارة في التعليم:

وقال في والد إمام الحرمين عبد الله بن يوسف (ت:483هـ): (وكان ماهراً في إلقاء الدروس).

3 - الورع:

وقال في نفس الترجمة:

(ومن ورعه: أنه ما كان يستند في داره المملوكة له إلى الجدار المشترك بينه وبين جيرانه، ولا يدقُّ فيه وتداً، وإنه كان يحتاط في أداء الزكاة، حتى كان يؤدي في سنة واحدة مرتين، حذراً من نسيان النية، أو دَفْعها إلى غير مستحق).

4 - الدعاء في القنوت بالعلم:

وقال في نفس الترجمة:

(قال: سمعت إمام الحرمين يقول: كان والدي يقول في دعاء قنوت الصبح: لا تَعُقْنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانع).

5 - التواضع وعدم التكلف مع الذكاء الشديد:

قال في ترجمة أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم (ت: 665هـ):

(وكان مع فرط ذكائه، وكثرة علمه، متواضعاً مطرحاً للتكلف، حليماً).

6 - وعظ العلماء:

أورد في ترجمة الإمام ابن الجوزي (ت: 597هـ):

(ومن بدائع كلامه: عقارب المنايا تلسع، وخدران الأمل يمنع، من قنع طاب عيشه، ومن طمع طال طيشه.

وقال في وعظه: يا أمير المؤمنين! إن تكلمتُ خفتُ منك، وإن سكتُ خفتُ عليك، فأنا أقدم خوفي عليك على خوفي منك. قول الناصح: اتق الله. خير من قول القائل: أنتم أهل بيت مغفور لكم.

وقال: يفتخر فرعون مصر بنهر ما أجراه، ما أجراه).

7 - ولا تنس نصيبك من الدنيا:

وقال في نفس الترجمة:

(وكان يراعي حفظ صحته، وتلطيف مزاجه، وما يفيد عقله قوةً، وذهنه حدة ... ولباسه أفضل لباس، الأبيض الناعم الطيب. وله ذهن وقاد، وجواب حاضر).

8 - الخوف من الكلام في الناس:

قال في ترجمة الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت: 327 هـ):

( ... سمعتُ يحيى بن معين يقول: إنا لنطعن على أقوام لعلهم قد حطُّوا رحالهم في الجنة من مائتي سنة.

قال ابن مهرويه: فدخلتُ على ابن أبي حاتم وهو يقرأ على الناس كتاب الجرح والتعديل، فحدثته بها، فبكى وارتعدت يداه حتى سقط الكتاب، وجعل يستعيدني الحكاية، ويبكي).

9 - العبادة وقراءة القرآن في الصلاة:

قال في ترجمة عبد الرحمن بن محمد الرازي (ت: 732 هـ):

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير