تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[السنة والعام والحول والفروق الدقيقة بين معانيها في اللغة والقرآن]

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[05 Dec 2009, 11:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.

أما بعد

فهذه مشاركة أود أن ينظر فيها المعنيون بالتفسير.

وهي محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة:

العام والسنة والحول: ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة، وبينها فروق:

السنة تتقيد بقيود ثلاثة، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.

فالسنة: تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة) مثلاً.

ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما، معانياً فيها شدة ما.

فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة (العدد / الحضور / الشدة) فهو عام؛ لأن العام أعم من السنة، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود.

وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول؛ لأن الحول من التحول، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة.

ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل، والسنة أخص من العام؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام، كما سلف.

وعليه يقال للسنة: حول وعام، ويقال: للحول عام. وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب.

والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام؛ تأسياً بالقرآن الكريم بإعمال هذه الفروق.

وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم:

فقد استثنيت الخمسين من الألف في ( ... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام، وإن كان بدء السياق ذكر السنة (ألف سنة)؛ وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها.

وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى، ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم.

وأما (فأماته الله مئة عام) فلأنه لم يكن حيّاً حينها، ولم يعانِ شدتها؛ بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً)، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).

وأما قوله (وفصاله في عامين) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة، فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) وفي قوله: (وحماله وفصاله ثلاثون شهراً)؛ ويكون النقص في مدة الفصال هذه: حولين ناقصين ثلاثة أشهر.

وقيل: عام الفيل وعام الرمادة ونحوه؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها، ولو استغرقها لقيل سنة (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين).

وقيل في حساب التاريخ: سنة ألف؛ مثلاً؛ لأنه محدد بدقة.

فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ، قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك.

يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير: ( year).

سبحان من عنده كل شيء بقدر!

والله تعالى أعلم.

ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Dec 2009, 01:34 م]ـ

الأخ الكريم عصام،

1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.

2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.

3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.

ـ[عصام المجريسي]ــــــــ[07 Dec 2009, 12:11 ص]ـ

الأخ الكريم عصام،

1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.

2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.

3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.

أخي البيراوي ..

شكراً لتفاعلك معي وعلى تعليقك الكريم.

لو تأملت في القيود الثلاثة (العدد والحضور والشدة) وعرضتها معي على لفظتي السنة والعام أينما وقعتا لوجدت أن كلمة السنة تطلق إذا انطبقت عليها هذه القيود.

فإذا نقص قيد منها أطلق لفظ العام.

أما إطلاق العام على القمري وتحديده بنصف الوارد، فأحسب أنه لادليل عليه، إلا ما جاء في سورة الكهف (وازدادوا تسعاً) وجملة العدد؛ أي 309 سنة قمرية، ولا ريب، وهي الأصل في حساب السنين، في كتاب الله، وقد توافقت مع الحساب الشمسي؛ لحكمة يعلمها الله، فأين النصف الملتبس؟

وليس بلازم أن يكون العام أسرع مروراً، فقد يكون غير معلوم المنتهى، مثل: (عام فيه يغاث الناس)، فهو عام طليق، قد يسلم إلى عام رخاء آخر بعده!.

ومن الإثراء أن الله ذكر في قصة موسى مدة أجرته في مدين أنها كانت ثماني حجج.

والحجج جمع حجة مرة واحدة من الحج، أي سنة؛ لأن الحج يقع مرة كل عام في شهر ذي الحجة، ويقع في آخره، فناسب أن يحسب به زمن تلك السنين، وهو وارد في الشعر والنثر كثيراً.

وانظر إلى أنه احتسب المدة بالحجج، وهي قمرية؟.

وهذه حجة على أن التأريخ القمري - بالسنين أو الأعوام أو الحجج - كان الأقدم.

وجزاك الله خيراً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير