تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بين العقوبة والابتلاء]

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Dec 2009, 11:54 م]ـ

الإخوة الأفاضل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شك أن ما حل بالمسلمين في جدة يوم التروية مصيبة زهقت فيها الأرواح وتلفت الأموال ولا نقول إلا ما يرضي الرب: إنا لله وإنا إليه راجعون.

وما يصيب المسلم دائر بين العقوبة والابتلاء، وهذا ما تشير إليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة.

يقول الحق تبارك وتعالى:

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة

(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) سورة النساء (123)

(وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) سورة الشورى (30)

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ"

والذي أود أن أطرحه على الإخوة الفضلاء بخصوص هذه المسألة هو:

أن بعض الناس يستثقل أن تربط هذه المصيبة بالذنوب ويقول:

هؤلاء أناس موحدون يصلون ويصومون ويفعلون الخير وربما كان كثير منهم صائما يوم التروية فلماذا تقولون إن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؟

وبعضهم يقول: إن القول إن هذه المصيبة بسبب الذنوب إنما هو نوع من الشماتة وأيضا هو قول على الله بلا علم فما أدراكم أن هذا بسب الذنوب؟ لماذا لا يكون مجرد ابتلاء من الله تعالى لهولاء الناس؟

وسؤالي أيها الفضلاء الكرام:

هل يمكن التفريق بين ما هو عقوبة وبين ما هو ابتلاء؟

أم هما أمران متداخلان؟

أرجو من الإخوة الفضلاء أن لا يبخلوا علينا بما يفتح الله عليهم في هذا الباب.

وجزاكم الله خيرا.

ـ[د. نورة]ــــــــ[06 Dec 2009, 01:22 ص]ـ

بسم الله والحمد لله

أقول مستعينة بالله،،،

إنه يجمل على المؤمن عند نزول المصائب أن يهونها على من حلت به ويذكره بالتسلح بالصبر والاحتساب ويؤخر قليلا تأنيبه وهذا ما ترشدنا إليه الآية الكريم "

(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة

وذلك من عدة وجوه

أولا: إن الآية قد خوطب بها صحابة رسول الله عليهم رضوان الله، في أحد الأقوال ونحن نعلم مدى تقواهم وعدالتهم فقد رضي الله عنهم بمعنى أنهم أصيبوا بالبلاء أيضا على ما هم عليه من الصلاح والتقوى.

ثانيا: قد أخبر الله سابقا انه سيصيب أمة محمد من البلاء في أنفسهم وأموالهم و غيره مما ورد ذكره في الآية، لأجل أن يوطنوا أنفسهم على الصبر ليكون ذلك أبعد لهم من الجزع.

ثالثا: أنه أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم يعطه الأنبياء السابقين قال تعالى" وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة." قال سعيد بن جبير: لقد أعطيت هذه الأمة عند المصيبة شيئا لم يعطه الأنبياء قبلهم " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .. " ولو أعطيها الأنبياء لأعطيها يعقوب إذ يقول" يا أسفي على يوسف"

رابعا: وصفهم إن صبروا واسترجعوا فإن لهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون."اؤلئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واؤلئك هم المهتدون".

هذا اجتهادي مستعينة بماجاء في تفسير الآية فإن أخطأت فمني وإن أصبت فهو فضل من الله

وقد جاء بياني هذا تعقيبا على القول"أن بعض الناس يستثقل أن تربط هذه المصيبة بالذنوب ويقول:

هؤلاء أناس موحدون يصلون ويصومون ويفعلون الخير وربما كان كثير منهم صائما يوم التروية فلماذا تقولون إن ما أصابهم بسبب ذنوبهم؟

وبعضهم يقول: إن القول إن هذه المصيبة بسبب الذنوب إنما هو نوع من الشماتة وأيضا هو قول على الله بلا علم فما أدراكم أن هذا بسب الذنوب؟ لماذا لا يكون مجرد ابتلاء من الله تعالى لهولاء الناس

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير